الناجون من "فاجعة تارودانت" يروون لـ"الوطن" مشاهد الموت بملعب تزيرت

كتب: محمد علي حسن

الناجون من "فاجعة تارودانت" يروون لـ"الوطن" مشاهد الموت بملعب تزيرت

الناجون من "فاجعة تارودانت" يروون لـ"الوطن" مشاهد الموت بملعب تزيرت

استيقظ أهالي منطقة تارودانت المغربية يوم الأربعاء الماضي، على أجواء شجعتهم للذهاب إلى ملعب "تزيرت" لمتابعة المباراة النهائية ضمن منافسات دوري الهواة الذي اعتاد شباب المنطقة خوضه بعد عيد الأضحى من كل عام، وبعد إطلاق حكم الساحة صافرته لبدء المباراة، شخصت عيون المشجعين على أقدام اللاعبين أملا في مشاهدة مباراة ممتعة.

وسط تشجيع الحضور بدأت الأمطار تنهال على الملعب الذي سُمعت اصطدامات السيول بجدرانه، ما جعل اللاعبين يهرولون بعيدا عنه، ويختبئ المشجعون أسفل المقصورة، لكن هذا لم يشفع لهم، فكانت الطبيعة أقوى منهم.

عبدو الكويس، شاهد عيان وأحد الناجين من السيول، قال إن دوري الهواة ينظم كل عام في المنطقة بعد عيد الأضحى المبارك، ويشارك فيه شباب المنطقة، الذين يذهب ذووهم وجيرانهم لتشجيعهم.

ويضيف "الكويس"، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "الملعب يبعد أمتارا قليلة عن مجرى المياه في المنطقة، حوالي 5 أمتار، والفيضانات تسببت في كارثة.. دعني أقول لك إن الملعب تحول إلى بحيرة بعد دقائق من هطول الأمطار".

ويتابع الشاب المغربي: "توفي 6 رجال من المشجعين تتراوح أعمارهم بين الستين والسبعين عاما، وغرق لاعب لم يستطع الخروج من الملعب، ونبحث عن مفقودين حتى الآن".

القدر كان رحيما بعائلة "هموش"، حيث إن ثلاثة أشقاء كانوا يتابعون المباراة النهائية وأتيحت لهم الفرصة للنجاة من هذه الفاجعة، بل كانوا سببا في إنقاذ العديد من الأرواح في الملعب.

"الوطن" التقت الأشقاء هموش، حيث قال "محمد" إن في هذا الوقت من العام تهطل الأمطار التي تتسبب في إفساد أرضية الملعب التي يتم إصلاحها، فالمعلب تم إنشاؤه منذ 20 عاما بين مجرى السيول والوادي، بسبب ضيق المساحة في المنطقة.

ويضيف محمد: "الأمطار كانت قوية وغزيرة في ذلك اليوم، وجدنا المياه تدخل من بوابة الملعب وسمعت صوت تصدعات الحوائط، ما جعل كبار السن يتخذون سقف المقصورة كحماية لهم من الأمطار قبل أن يسقط عليهم".

"لحظة سقوط السقف كانت صعبة للغاية فالشيوخ والشباب اعتقدوا أنه سيحميهم من الأمطار، كانوا 20 شخصا تقريبا، لكن تيارات المياه كانت قوية جدا، رأيت بعيني رجلا سبعينيا ينجرف مع السيول ولم نستطع سحبه إلينا"، حسب حديث يونس هموش لـ"الوطن".

إبراهيم هموش قال لـ"الوطن": "في تمام الساعة الرابعة عصرا هطلت الأمطار بغزارة، ما جعل بعض اللاعبين يغادرون الملعب وبعض المشجعين أيضا، لكن كبار السن تحديدا فضَّلوا البقاء في المنصة، ما أدى للفاجعة".

وأعلنت السلطات المغربية وفاة 7 حتى الآن، 6 من كبار السن وشاب كان يشارك في المباراة، وتم انقاذ تسعة آخرين، في حين ما زال البحث مستمرا عن المفقودين.

 


مواضيع متعلقة