صاحب "شجرها": أحلم بزراعة مليون شجرة

كتب: إلهام زيدان

صاحب "شجرها": أحلم بزراعة مليون شجرة

صاحب "شجرها": أحلم بزراعة مليون شجرة

فى أبريل عام 2016 وقعت عينا المهندس عمر الديب (33 سنة) على أحد المارين بمدينة العبور يتناول ثمرات من شجرة توت زرعها صاحبها بالشارع للمنفعة العامة، يومها وقع المشهد فى نفس عمر موقعاً طيباً، وفكر فى المساهمة بزراعة أشجار أمام منزله فى منطقة العبور، وطرح الفكرة على أصدقائه فرحبوا بها، وخلال 3 أيام تمت زراعة 10 شجرات توت وتين شوكى، ومن هنا كانت مبادرة «شجرها» التى أطلقها عمر، الذى حرص على نقل الفكرة إلى عدة مناطق فى القاهرة وخارجها، إلى أن وصل إلى 11 محافظة مصرية إلى الآن، ويهدف للوصول إلى كل محافظات مصر فى السنوات المقبلة.

وعن طموحاته المستقبلية يقول «عمر»: «أطمح إلى زراعة 100 ألف شجرة بنهاية 2020، ومليون شجرة فى نهاية 2030، وأتمنى لو كل مواطن مصرى يزرع شجرة مثمرة بنفسه، ليكون عندنا 100 مليون شجرة»، كما يتحدث صاحب المبادرة عن أهدافها قائلاً: هدفنا الأساسى نشر ثقافة العطاء للمجتمع، فالمبادرة تحمل شعار شجرة مثمرة تساوى حياة مثمرة، وذلك من خلال زراعة الشجر المثمر فى الشوارع والمدارس والمستشفيات والأماكن العامة، بدلاً من شجر الزينة للمساهمة فى إطعام الآخر من الثمار، كما أن الأشجار المثمرة معمرة إلى حد ما، كما تسهم زراعة الأشجارة المثمرة فى التنمية المستدامة وحماية البيئة من التلوث.

ولا تقتصر المبادرة على زراعة الأشجار، ولما كان الهدف له جانب اقتصادى، فتسعى أيضاً إلى زراعة البلكونات والأسطح بخضراوات ونباتات طبية، على حد قول «عمر».

"الديب": مبادرة التشجير وصلت 50 مدرسة.. وقدمنا 100 لمستشفى العباسية.. وزرعنا 10 آلاف فى العبور خلال 3 سنوات

ومن خلال عمله مهندس بترول تخصص سلامة وحماية بيئة، يؤمن «عمر» أن لكل مشكلة حلاً، حاول فى البداية مخاطبة رئيس مدينة العبور، لدعم المبادرة لزراعة الشوارع فى مختلف أحياء وشوارع العبور، إلا أنه لم يتلق الرد، فلم يعطله عدم رد رئيس المدينة «واتجهت إلى التعاون مع الأهالى، وبالفعل وجدنا استجابة، فقام كثير من الناس بزراعة أشجار مثمرة أمام بيوتهم، إلى أن زرعنا نحو 10 آلاف شجرة فى مدينة العبور خلال 3 سنوات، وهى أشجار مختلفة من الزيتون والتين والتوت والرمان والخوخ والبرتقال واليوسفى، والليمون، أثمرت ويتناول الناس ثمارها المتنوعة».

ولم يقتصر نطاق مجهود «عمر» على مربعه السكنى: «خرجنا إلى خارج العاصمة زرعنا فى وادى دجلة ثم رأس البر، إلى أن زرعنا نحو 50 ألف شجرة إلى الآن فى نحو 11 محافظة مصرية، منها الجيزة والإسكندرية والبحر الأحمر، والغربية والشرقية والوادى الجديد، بعض الناس تزرع نباتات فى البلكونات، يمكن استخدامها منها نباتات عطرية، ومؤخراً زرعنا أشجاراً فى 50 مدرسة حكومية وخاصة، فى أماكن مختلفة، و100 شجرة فى مستشفى العباسية للصحة النفسية، وسيقوم المسئولون عن الزراعة بالمستشفى بمتابعة الاهتمام، وفى بعض الأماكن طبقت الفكرة وتتواصل معنا وترسل لنا صوراً، لافتاً «وقمت بزراعة ناقلة بترول لأول مرة على مستوى العالم، بنظام الهيدروبونيك (الزراعة المائية) وزرعت خضراوات ونباتات عطرية على سطح الناقلة مكان عملى»، وتابع قائلاً: أحب ما أفعله، ولا أتصور أن هناك مشكلة ليس لها حل، نحن متطوعون، وكثير من الناس والجمعيات تدعمنا بأشكال مختلفة، وتلقينا دعماً معنوياً من وزارة البيئة، خلال تفعيل الفكرة فى بعض الأماكن، كما يشارك معى نحو 15 فرداً يقومون بمتابعة المبادرة، حسب ما يسمح الوقت، لكنى أتابع الموضوع بشكل أساسى ويومى، وأتلقى التليفونات أو الرد بالرسائل على الفيس بوك، وأرى أنه من المهم مشاركة الناس فى الزراعة، ومن يقوم بزراعة الشجرة بنفسه سيداوم على الاهتمام بها، وأقوم بتعليم من يقوم بالزراعة طريقة الزراعة والرى ومتابعة الاهتمام.

يهتم «عمر» بتطوير فكرته من خلال القراءة بشكل مستمر فى الموضوعات المتعلقة بزراعة هذه النوعية من الأشجار، فيبذل مجهوداً ذهنياً للرد على استفسارات الناس، «كما أكتب مقالات فى الصحف للتعريف بالموضوع، وأحل ضيفاً على البرامج التليفزيونية، كما أقوم بعمل ندوات لنشر هذه الثقافة، فى مراكز ثقافية منها ساقية الصاوى وغيرها، وبالفعل نجحنا فى نشر الثقافة والموضوع يتطور يوماً بعد الآخر، بدليل انضمام أناس كثيرين للمبادرة من مختلف الفئات العمرية، شباب وكبار وسيدات بمن فيهم الأطفال، ومؤخراً انضم إلينا ذوو الاحتياجات الخاصة».


مواضيع متعلقة