اعتقال ناشطين مؤيدين لـ"الديموقراطية" في هونج كونج

اعتقال ناشطين مؤيدين لـ"الديموقراطية" في هونج كونج
- هونج كونج
- مظاهرات هونج كونج
- شرطة هونج كونج
- الحكومة الصينية
- هونج كونج
- مظاهرات هونج كونج
- شرطة هونج كونج
- الحكومة الصينية
أوقف، اليوم، عدد من الناشطين في الحركة المؤيدة للديموقراطية في هونج كونج بينهم جوشوا وونج، في خطوة اعتبرتها منظمات حقوقية محاولة من جهة الصين لقمع المعارضة، بعد حظر الشرطة مظاهرة جديدة كبيرة مرتقبة غدا السبت. ومنذ قرابة ثلاثة أشهر، تمرّ المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي بأسوأ أزمة منذ إعادتها إلى الصين عام 1997، مع مظاهرات وتحرّكات شبه يومية تحوّل بعضها إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن.
وأوقف فجر اليوم الجمعة اثنان من الناشطين البارزين في "حركة المظلات" هما جوشوا وونج وأنييس تشو يبلغان 22 عاماً ويحظيان بشعبية كبيرة في حركة الاحتجاج الحالية، بتهمة "التحريض على المشاركة في تجمّع غير مرخّص".ووجهت إليهما المحكمة تهماً بعد ظهر اليوم، الجمعة وأُطلق سراحهما مقابل كفالة مالية، وقال وونج من خارج المحكمة "سنواصل المعركة، لن نستسلم". وقبل بضع ساعات، أوقف ناشط آخر هو أندي تشان في المطار. وتشان وهو مؤسس الحزب الوطني، وهو حزب استقلالي صغير حظّرته السلطات عام 2018. وأوقفت الشرطة، اليوم الجمعة متظاهراً رابعاً من الحركة المؤيدة للديموقراطية هو ريك هوي عضو المجلس المحلي في حيّ شا تين الشعبي، وفق ما جاء في منشور على صفحته على فيسبوك من دون توضيح أسباب توقيفه.وللمرة الأولى منذ بدء التعبئة، أوقف نائب مؤيد للديموقراطية في هونج كونج، اليوم، هو تشيج تشونج-تاي، وفق ما أعلن حزبه "الحماس المدني".
وتحدثت الشرطة عن توقيف رجل يبلغ 35 عاماً عرفت عنه باسم عائلته فقط "تشينج". وقالت إنه كان ملاحقاً بتهمة "التآمر بهدف التسبب بأضرار جنائية" مرتبطة باقتحام البرلمان في يوليو.وأوقف أكثر من 900 شخص منذ بدء الاحتجاجات التي نشأت بعد رفض مشروع قانون كان يُفترض أن يسمح بتسليم المطلوبين إلى الصين. وسرعان ما اتّسعت مطالب الحركة بشكل كبير لتشمل التنديد بتراجع الحريات وتدخل الصين المتزايد في شؤون المنطقة ذات الحكم شبه الذاتي، في انتهاك لمبدأ "بلد واحد ونظامان".ووصفت "منظمة العفو الدولية"، التوقيفات التي نُفذت فجر اليوم، بأنها "مثيرة للسخرية" وندّدت بتوقيف وونج وتشو، معتبرةً أنه "اعتداء مخز على الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي" و"تكتيكات تهدف إلى التخويف مقتبسة مباشرة من قواعد اللعب الصينية".
ويُرتقب تنظيم تجمّع حاشد جديد غدا السبت لإحياء الذكرى السنوية الخامسة لرفض بكين، تنظيم انتخابات بالاقتراع العام في المدينة، في قرار شكل شرارة انطلاق "حركة المظلات" التي اتّسمت بـ79 يوماً من المظاهرات في هونج كونج عام 2014، وهيّأت الارضية للاحتجاجات الحالية.لكن بعد تأكيد حظر هذا التجمّع، سحب المنظّمون الدعوة للتظاهر لعدم صبّ الزيت على النار. لكن مبادرات أخرى ستكون قيد التحضير. ونفت الشرطة عزمها على تقويض مظاهرات نهاية الأسبوع. وصرّح متحدث باسم الشرطة جون تسي لصحفيين "هذا أمر خاطئ تماماً". وتواجه حكومة هونج كونج حركة احتجاج غير مسبوقة.وقررت الشرطة منع مظاهرة غدا السبت متحدثة عن أسباب أمنية، في تدبير جذري قد يتسبب على العكس باندلاع اشتباكات جديدة مع ناشطين متشددين مستعدين لخوض معركة. والمفارقة هي أن مظاهرة الغد دعت إليها "الجبهة المدنية لحقوق الإنسان"، وهي منظمة لاعنفية تقف وراء التجمعات الكبرى في الأشهر الأخيرة في المستعمرة البريطانية السابق، لاسيما مظاهرة 18 أغسطس التي شارك فيها 1,7 مليون شخص حسب المنظمين، ولم تشهد أي فلتان، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
وبعد رفض الطعن الذي قدّمته الجبهة ضد حظر المظاهرة، قالت المسؤولة فيها بوني لونج، إن الجبهة لم يكن لديها "أي خيار آخر سوى إلغاء مظاهرة يوم غد". لكن يتمّ التحضير لمبادرات أخرى قد تبصر النور لتحلّ محلّ المظاهرة. ويقترح بعض الناشطين المؤيدين للديموقراطية إجراء مباراة كرة قدم أو تسوّق جماعي أو حتى تجمّع ديني مرتجل.لكن يمكن ألا تستجب إلى نداء الجبهة، الشريحة الأكثر تشدداً المؤلفة بغالبيتها من طلاب صغار في السنّ. ويبدو خطر حصول أعمال عنف جديدة حقيقياً، فيما قالت متظاهرة رفضت الكشف عن اسمها واتخذت "كيلي" كاسم مستعار، لوكالة "فرانس برس": "الشرطة تعتقد أن هناك قادة في الحركة وأن قرارها منع المظاهرة سيوقفنا"، مضيفة: "نحن قادة أنفسنا وسنواصل الخروج (إلى الشوارع). هذا ما لا تفهمه الحكومة".
وفي هلسينكي، اعتبرت وزير خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، اليوم، بعد لقاءات عقدتها مع وزراء خارجية دول أوروبية، أن الوضع في هونج كونج "مقلق للغاية"، وقالت: "تطوّر الوضع في هونج كونج خلال الساعات الأخيرة مقلق للغاية. ننتظر من سلطات هونج كونج أن تحترم حرية الاجتماع والتعبير والتجمّع وكذلك الحق في التظاهر سلمياً".