مدير "القاهرة الكبرى": المكتبة ذاكرة العاصمة وتضم 80 ألف عنوان بمختلف اللغات

كتب: حوار: إلهام زيدان

مدير "القاهرة الكبرى": المكتبة ذاكرة العاصمة وتضم 80 ألف عنوان بمختلف اللغات

مدير "القاهرة الكبرى": المكتبة ذاكرة العاصمة وتضم 80 ألف عنوان بمختلف اللغات

«مكتبة القاهرة الكبرى ذاكرة العاصمة المصرية».. هكذا وصفها مديرها ياسر عثمان، وأوضح أن المكتبة تحرص منذ إنشائها فى 1995، على غرار المكتبة الوطنية فى باريس، على اقتناء المواد المقروءة والمسموعة والمصورة عن العاصمة، لحفظها وتقديمها للباحثين والمهتمين بالثقافة.. وإلى نص الحوار

ما الذى تقدمه مكتبة القاهرة الكبرى؟

- هى أكبر مكتبة عامة بعد دار الكتب، ومنذ افتتاحها عام 1995، وخلال السنوات العشر الأخيرة تضاعف عدد المترددين عليها حتى وصل 600 مستفيد يومياً، وتقدم المكتبة العديد من الخدمات منها: المراجع، الاستعارة الداخلية، التصوير والاستنساخ، الإحاطة الجارية والبث الانتقائى للمعلومات، خدمة المعلومات بالفاكس والتليفون، خدمة الإنترنت وقواعد البيانات، الميكروفيلم وخرائط القاهرة، كما أن المكتبة تعمل على دعم الشباب لمعرفة تاريخ مصر والقاهرة من خلال المسابقات والندوات ورقمنة الكتب التراثية بأسلوب قانونى، تم عمل مسابقة عن أحياء القاهرة والتغيرات التى حدثت فيها واحتفظت المكتبة بكل الأبحاث المقدمة، وتم منح جوائز مالية للفائزين، لترسيخ مفهوم أحياء القاهرة وتاريخها لدى الشباب والجهد المبذول فى هذه الأحياء.

ياسر عثمان: كامل زهيرى صاحب فكرة إنشائها.. ونهتم بحفظ تاريخ المدينة وشخصياتها

حدثنا عن كواليس إنشاء المكتبة.

- المكتبة أنشئت لتكون على غرار المكتبة الوطنية فى باريس، وكان هذا اقتراحاً من الكاتب الصحفى كامل زهيرى، النقيب السابق للصحفيين العرب، والذى كان يسكن فى الزمالك بجوار قصر الأميرة سميحة، وكان، حسب كلامه، يلفت نظره هذا القصر، خاصة أن الأميرة أوصت بأن تكون المكتبة منبراً ثقافياً، وهى بنت السلطان حسين كامل وكانت تسكن القصر حتى رحيلها فى 1985، ومن هذا التاريخ إلى 1989 تمت إجراءات عملية نقل ملكية القصر لوزارة الثقافة، ومن بعد هذا التاريخ بدأ تجهيز القصر وإعادة ترميمه ليصبح مكتبة، فتم تجديد القاعات وعمل قاعة كبيرة فى حمام السباحة، التابع للقصر، بعد تجهيزه وتغطيته، يستوعب أكثر من 70% من حجم كتب المكتبة.

ما الذى تضمه المكتبة؟

- توفر المادة العلمية الخاصة بتاريخ مصر بصفة عامة وبتاريخ القاهرة بصفة خاصة، بجانب العلوم الأخرى، بحيث تكون مكتبة عامة تضم العديد من القاعات منها قاعتان خاصتان بتاريخ مصر والقاهرة، ويضم كل ما كتب عن القاهرة ومصر منذ الأسرة النواة الفرعونية الأولى إلى الآن، وبكل اللغات.

كم عدد الكتب التى تضمها؟

- لدينا إلى الآن نحو 80 ألف عنوان من الكتب، والمكتبة حريصة جداً على كتبها، ومن هنا تتيح استعارة داخلية أو تصوير جزء من الكتاب بما يضمن حقوق الملكية الفكرية للناشر والمؤلف، أهم ما يميز مكتبة القاهرة الكبرى وجود قاعات متخصصة جداً فى تاريخ مصر، ويقوم عليها متخصصون فى التاريخ المصرى.

هل توجد مواد أخرى بخلاف الكتب فى المكتبة؟

- العديد من الوثائق والخرائط من العصور القديمة، والمكتبة بها قاعة خاصة بالميكروفيلم والخرائط، وتم الحصول عليها من خلال هيئة المساحة وتم تجليدها، للحفاظ عليها ضد العوامل الجوية، ومن أبرز هذه الوثائق وثائق الحملة الفرنسية، وهى تعود إلى أكثر من قرنين، وموجودة على ميكروفيلم، وقد أهداها للمكتبة الأستاذ كامل زهيرى عندما كان رئيس مجلس الإدارة، وقد حصل عليها من فرنسا، كما أن عدداً من الكتب تضم وثائق خاصة بكل كتاب، ولدينا أعداد صحيفة الأهرام منذ إنشائها على ميكروفيلم، وكذلك المصور والهلال حتى 1950، وما بعدها على الميكروفيلم. كل مكان بالمكتبة به صور للقاهرة من العصور القديمة أو العصر الحالى. الخرائط تعود إلى 1540، وما بعدها والمكتبة حصلت عليها من هيئة المساحة، ويتم تجليدها فى جهات مختصة بالحفظ، ليتم حفظها من العوامل الجوية، والصور الخاصة بتاريخ القاهرة مصورة حديثاً للمدينة، والقاهرة الخديوية، وأقدمها يعود إلى فترة عشرينات القرن العشرين، وتم شراء الصور فى محل «اللاند بوك» منذ بداية إنشاء المكتبة، قاعة السمعيات والبصريات بها كل ما تم تصويره عن تاريخ مصر، سواء قديماً أو حديثاً، كما توجد خرائط لأحياء القاهرة.

ما الآلية التى تتبعها المكتبة لتزويدها بأحدث الإصدارات؟

- ليس كل ما يصدر يستحق الاقتناء، فبعض الكتب لا تعتمد على مصادر موثقة، وأحياناً يتم التعامل مع الكتب على أساس جدية الباحث فى الاستعانة بالمراجع العلمية والوثائق المحققة، والمكتبة تتبع وزارة الثقافة وقطاع الإنتاج الثقافى، بمعنى أنها لا تتلقى أى دعم سوى من الوزارة، ويتم تزويدها بالكتب والمواد العلمية عبر عدة روافد، أولها الشراء عبر أموال توفرها الحكومة، والأستاذ كامل زهيرى بخبرته وهو عاشق للقاهرة وله تجارب واسعة فى الاطلاع على الثقافات الأوروبية استطاع أن يقتنى العديد من الكتب الخاصة بتاريخ مصر، وترأس مجلس إدارة المكتبة من إنشائها إلى رحيله فى 2008، كما أن هناك العديد من الشخصيات التى ترى فى المكتبة مركزاً ثقافياً يستحق أن يتم دعمه بالكتب ويتم إرسالها من الناشر أو المؤلف وتقوم المكتبة بفرزها، كما تقبل المكتبة من المتبرعين إهداء الكتب.

«عثمان» يتحدث لـ«الوطن»


مواضيع متعلقة