بروفايل.. مي المصري "زهرة القندول"

بروفايل.. مي المصري "زهرة القندول"
- الأفلام الوثائقية
- السينما الفلسطينية
- مي المصري
- جان شمعون
- مهرجان الجونة
- مهرجان الجونة السينمائي
- الأفلام الوثائقية
- السينما الفلسطينية
- مي المصري
- جان شمعون
- مهرجان الجونة
- مهرجان الجونة السينمائي
في نهاية الثمانينيات وبجواز سفر أجنبي، وطأت قدميها وطنها الأم تحت الحصار وحظر التجول، كانت ترى الصورة بعيدا عن شاشات التلفزيون وحكايات الغائبين، لكنها قررت تسجيل الحقيقة على شريط سينمائي يحمل اسمها، يكون بمثابة شهادة على الانتهاكات الإسرائيلية ضد أبناء مدينتها نابلس، في تجسيد لبطولة أطفال يدافعون يرشقون جنود الاحتلال بالحجارة، تتولى المشاهد موجعة تمتزج فيها البراءة بالغدر في فيلمها "أطفال جبل النار"، واستطاعت المخرجة مي المصري تقديم صورة مختلفة لفلسطين عبر أعمالها الوثائقية، لتستحق التكريم عن مسيرة سينمائية مميزة، في الدورة المقبلة من مهرجان الجونة السينمائي.
مرجعية ثقافية مختلفة ميّزت واحدة من أبرز المخرجات التسجيليات في الوطن العربي، جذورها تعود إلى مدينة نابلس الفلسطينية، مع ثقافتها الغربية من والدتها الأمريكية، لكنها ولدت في الأردن ونشأت في لبنان، وتلقت تعليمها في الولايات المتحدة الأمريكية، ما عزّز لديها مفاهيم الوطن والانتماء، فقدمت على مدار حياتها مجموعة مهمة من الأفلام الوثائقية، بداية من "أطفال جبل النار" 1990، الذي حصد مجموعة واسعة من الجوائز، مرورا بمجموعة من الأفلام كانت بمثابة مشاهدات حيّة من الواقع الفلسطيني، بينها "حنان عشراوي.. امرأة في زمن التحدي"، "أحلام معلقة"، و"أطفال شاتيلا".
جنّدت "مي" كاميرتها على مدار مشوارها لمعايشة الواقع وليس فقط توثيقه، لتعيد صياغته مرة أخرى والتعبير عن تناقضاته بلغتها السينمائية المميزة.
حب فلسطين والسينما جمعها بزوجها المخرج اللبناني الراحل جان شمعون، الذي كان يعمل في مؤسسة السينما الفلسطينية في ذلك الوقت، والتقت به بعد عودتها من أمريكا وحصولها على دبلوم الإخراج والتصوير من جامعة سان فرانسيسكو، وقدّمت معه أول تجاربها "تحت الأنقاض" 1983، ليجمعهما بعد ذلك مجموعة كبيرة من المشاريع المشتركة، بينها "بيروت، جيل الحرب" و"زهرة القندول"، كما أسست مع زوجها شركة " نور برودكشنز"، أخرجا وأنتجا من خلالها عدد من الأفلام الوثائقية.
"كان شريك ورفيق الدرب منذ أكثر من 30 عاما، وأب لبناتي".. هكذا وصفت المخرجة مي المصري لـ الوطن" علاقتها بزوجها الراحل: "علاقته بالسينما جمعتنا بقوة، وتطورت بعدها إلى حب ومشروع حياة ورؤية مشتركة، قدّمنا أول 5 أفلام كإخراج مشترك معا، ثم تعاونّا في الإخراج والإنتاج".
في العام 2015 خاضت المصري أولى تجاربها الروائية الطويلة بعنوان "3000 ليلة"، لم تنفصل فيه عن الواقع الفلسطيني الذي جمعت فيه بين الوثائقي والتسجيلي، لتعبر عن حال السيدات الفلسطينيات خاصة الحوامل داخل سجون الاحتلال، فكان أقرب إلى قصة إنسانية مستوحاة من أحداث حقيقية.