"الوطن" داخل وحدة "زرع النخاع" بـ"أورام المنصورة" قبل افتتاحها

كتب: صالح رمضان

"الوطن" داخل وحدة "زرع النخاع" بـ"أورام المنصورة" قبل افتتاحها

"الوطن" داخل وحدة "زرع النخاع" بـ"أورام المنصورة" قبل افتتاحها

يعد مركز أورام المنصورة الجامعى، المخصص لعمليات زرع النخاع، هو الأول من نوعه فى المستشفيات الجامعية المصرية، ويتكون من 8 كبسولات بتكنولوجيا ألمانية مخصّصة لعزل المريض عن أى مصادر تلوث، خلال إجراء عملية الزرع.

إنشاء 8 كبسولات لـ"عزل المرضى" بتكنولوجيا ألمانية وتكلفة 50 مليون جنيه

وتوقفت عمليات زرع النخاع فى مستشفيات المنصورة لأكثر من 22 سنة، قبل أن تعود الحياة إلى المركز مجدداً، مع الانتهاء من تشغيل الكبسولات الثمانى بتكلفة وصلت إلى 50 مليون جنيه، وتجولت «الوطن» داخل المركز، المقرر افتتاحه بداية الشهر المقبل، وهو يضم جناحاً لتحضير المريض للعملية، وقاعة اجتماعات، وصيدلية، وغرفاً لاحتياجات المرضى.

"عبدالباسط": نحرص على تحقيق أعلى نسبة شفاء و"شمعة": درّبنا الأطقم الطبية فى مصر وأوروبا

والجناح الثانى خاص بعملية الزرع نفسها، وهو منطقة محظور دخولها على أى شخص، خلاف المرضى والأطباء، ويضم معملاً لفصل الخلايا الجذعية، وحجرة خاصة للمتبرّع بالخلايا، ولكل غرفة ضغط هوائى خاص بتكنولوجيا ألمانية، ويتم التواصل مع المريض داخل الكبسولة عبر دائرة تليفزيونية تمكن الزائر من التواصل مع المريض. ووصف الدكتور أشرف عبدالباسط، رئيس جامعة المنصورة، الوحدة الجديدة بأنها «نقلة طبية تعطى مرضى أمراض الدم فى محافظات الدلتا أملاً جديداً فى الشفاء»، وأن «مركز الأورام التابع لجامعة المنصورة حريص على تحقيق أعلى نسبة شفاء للمرضى، من خلال التقنيات الطبية الجديدة، وأطقم طبية على مستوى عالٍ من الكفاءة والمهارة».

"حجازى": نفّذنا خطة صيانة طموحة حتى لا ينتهى بنا الحال أن نعمل بنصف طاقتنا

وقال الدكتور محمد حجازى، مدير مركز أورام المنصورة: «قبل أن نبدأ المشروع نفذنا خطة صيانة طموحة، حتى لا ينتهى بنا الحال لأن نعمل بـ50% من طاقتنا، مثلما كان الحال فى المعهد القومى للأورام فى القاهرة، قبل أن يشهد محيطه التفجير الإرهابى»، موضحاً «أصبحنا قبلة للمرضى القادمين من جميع محافظات مصر، وليس الدلتا وحدها».

وأضاف «لا يوجد مركز أورام فى العالم يعتمد على الحكومة وحدها، فيجب أن يلقى دعماً من المجتمع المدنى، الذى يمثله شخص شديد الذكاء والعبقرية، اسمه المواطن المصرى، وهو لا يمكن لأحد أن يضحك عليه، ولا يمكن لأحد أن يكسبه إلا بالصدق والثقة، وحتى نكسب هذه الثقة كان علينا أن نعمل بجد، وبعد عام كامل من العمل شعر بنا المواطن»، موضحاً أن «تحرير سعر صرف الدولار فى نوفمبر 2016 جعل احتياجاتنا المالية تتضاعف، لكننا حصلنا على كل الدعم من قيادات الجامعة والأجهزة الرقابية، لأنهم نظروا إلى مصلحة المريض».

واستغل مركز الأورام فترة إنشاء الوحدة فى تدريب الأطقم الطبية، سواء أطباء أو ممرضون أو فنيون داخل مصر وخارجها، حسبما يقول «حجازى»، موضحاً «أتحنا كل الإمكانيات للأطقم الطبية، وتعاملنا مع زرع النخاع بوصفه مشروعنا الكبير، كما وقعنا بروتوكولات تعاون مع الكثير من الجهات.

وعن التجهيزات الموجودة فى المركز، قال «حجازى»: «شكلنا فرقاً للدعم النفسى، والتأهيل البدنى، وعلاج الألم، فنحن نمتلك فى الجامعة كنوزاً فى جميع التخصّصات ومختلف الكليات.

وأكد «حجازى» أن «قائمة الانتظار الخاصة بزرع النخاع فى المركز أعدت بشفافية مطلقة، وغير قابلة لأى تدخلات، فلا يصح أن تكون فيها محسوبية أو فلوس أو منصب، وما يحكمنا هو التعامل مع المرض والحالة المرضية، كما أعددنا بروتوكولات علاجية عالمية، وهى لغة قائمة على العلم والبرهان»، مشيراً إلى أن «كل الأجهزة فى الوحدة ألمانية».

وقال الدكتور عماد عزمى، رئيس وحدة أمراض الدم فى مركز أورام المنصورة: «نجحنا فى إنشاء وحدة زراعة النخاع فى الطابق الـ11 بالمركز، وستكون وحدة متميزة على مستوى الجمهورية، وفريدة من نوعها فى منطقة الدلتا»، لافتاً إلى أن «زرع النخاع عملية مهمة لمرضى سرطان الدم، وبعض أمراض الدم الأخرى، وهذه العملية حل ضرورى، خاصة لمرضى سرطان الدم الحاد، وأورام الغدد الليمفاوية، والنخاع العظمى، وفشل النخاع».

وأشار إلى أن «معدلات الإصابة بأمراض الدم فى تزايد»، موضحاً أن «60% من المرضى المترددين على قسم أمراض الدم يعانون من اللوكيميا، وهنا نجرى تشخيصاً لنوعية السرطان بعد إجراء التحاليل اللازمة، ولو كانت حالته خطيرة نبدأ فى العلاج الكيماوى، ثم زرع النخاع، طبقاً لتوافر المتبرّع، ونعمل طبقاً للبروتوكولات والتوصيات الدولية بعد فحص توافق الأنسجة، وبعد إجراء العملية يحصل المريض على نخاع جديد، فيكون لديه نقص فى جميع مكونات الدم، سواء كرات الدم البيضاء أو الحمراء أو الصفائح الدموية، لهذا يظل فى حجرة معقمة (كبسولة)، ويحصل فيها على مضادات حيوية، ومضادات للفطريات والفيروسات، مع متابعة دورية من الأطباء، حتى لا تحدث للمريض أى مضاعفات، مثل رفض النخاع، أو تنتقل له عدوى، إلى أن ينتج النخاع الجديد الخلايا».

وقال الدكتور سامح شمعة، المشرف على وحدة زرع النخاع: «كانت لدينا وحدة لزرع النخاع فى المستشفى الجامعى، وأجرينا بالفعل عمليات لما يقرب من 38 حالة، بعضهم ما زال على قيد الحياة، إلا أن العمل فى الوحدة توقف عام 1998، وساعدنا حماس الإدارة على العمل فى مشروع ضخم لإنشاء الوحدة، وبدأنا التنفيذ الفعلى فى عام 2017، كما حصلنا على مساعدة كبيرة من المجتمع المدنى، ودربنا أجيالاً جديدة من الأطقم الطبية، عبر خطة تدريب لمدة 6 أشهر فى مستشفى المواساة بالإسكندرية ومستشفى الشيخ زايد بالقاهرة، وسافر 6 أطباء إلى ألمانيا لمدة شهر».

وقبل بدء العمل فى إنشاء الوحدة، أجرى المسئولون فى مركز أورام المنصورة جولات فى الكثير من وحدات زرع النخاع فى مصر وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، حسب «شمعة»، مضيفاً «نعمل بأفضل الإمكانيات، ولدينا غرفة واسعة يقيم فيها المريض، حيث يقضى فيها شهراً، لهذا حرصنا على أن تكون بها ديكورات ونواحٍ جمالية، بالإضافة إلى الكثير من وسائل الراحة للمرضى أو العاملين»، لافتاً إلى أن «الدولة تتحمل الكثير من تكاليف العلاج، سواء عن طريق قرارات العلاج على نفقة الدولة، أو التأمين الصحى، وفى المتوسط قد تصل تكلفة علاج المريض الواحد إلى 170 ألف جنيه».


مواضيع متعلقة