التجربة الأمريكية والرد الصاروخي.. وخبراء ينذرون بـ"حرب باردة جديدة"

التجربة الأمريكية والرد الصاروخي.. وخبراء ينذرون بـ"حرب باردة جديدة"
- أسلحة جديدة
- أسلحة نووية
- الاتحاد السوفيتي
- الحرب الباردة
- أسلحة جديدة
- أسلحة نووية
- الاتحاد السوفيتي
- الحرب الباردة
أثار إعلان وزارة الدفاع الروسية، اليوم، أن موسكو اختبرت إطلاق صاروخين باليستيين من غواصتين في منطقة المحيط المتجمد الشمالي وبحر بارنتس ضمن تدريب قتالي، وأنها نجحت في إصابة الأهداف المحددة لها، العديد من التساؤلات حول احتمالية بدء سباق التسلح من جديد وتفاقم التوترات بين واشنطن وموسكو، بخاصة بعد انتهاء معاهدة الحد من الأسلحة المتوسطة والاستراتيجية وقيام وزارة الدفاع الأمريكية بتجربة تحليق لطراز من الصواريخ، كان محظورا من دول حلف "الناتو" منذ أكثر من 30 عاما.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الصاروخ "سينيفا" العابر للقارات، والذي يعتمد على الوقود السائل انطلق من الغواصة تولا، بينما أطلقت الغواصة "يوري دولجوروكي" الصاروخ "بولافا"، وهو أحدث الصواريخ الروسية التي تستخدم وقودا صلبا، وأضافت أن "الصاروخين بلغا هدفيهما بأحد مواقع التدريب في منطقة أرخانجيلسك الشمالية وفي شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا"، وفقا لوكالة "أبو ظبي"، وقالت الوزارة: "أثناء عمليتي الإطلاق جرى التأكد من دقة الخصائص الفنية للصاروخين الباليستيين اللذين ينطلقان من غواصات ومن كفاءة كل أنظمة صواريخ السفن".
يأتي ذلك بعد أن أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، الجمعة، الجيش باتخاذ تدابير ردا على الاختبار الصاروخي الأميركي متوسط المدى، وذلك بعد أسابيع من انسحاب واشنطن من معاهدة الحد من الأسلحة النووية الموقعة مع موسكو.
وذكر الكرملين أن بوتن أمر الوزارات المختلفة بتحليل التهديد، الذي يمثله الصاروخ الأمريكي الجديد، لكنه قال إن "روسيا لا تريد الانجراف لسباق تسلح"، وقال بوتين: "حديث واشنطن عن نشر صواريخ جديدة بمنطقة آسيا والمحيط الهادي يؤثر على مصالحنا الأساسية لقربها من حدودنا".
" إعلان وزارة الدفاع عن التجربة الصاروخية هو رد طبيعي على التجربة الصاروخية التي قامت بها أمريكا في وقت سابق، فالرئيس الروسي بوتين طالب بدراسة التجربة الصاروخية الأمريكية وأن يكون هناك رد ملائم عليها" هكذا بدأ رئيس المركز المصري الروسي للدراسات أشرف كمال حديثه لـ"الوطن"، موضحا أن روسيا أعلنت من قبل أن استخدامها لأي نوع من تلك الأسلحة الصاروخية يكون مرتبط بممارسات الولايات المتحدة الأمريكية وفي حالة استخدامها لهذا النوع من الأسلحة النووية أو نشرها في مناطق تمس المصالح الروسية؛ فإنه سيتم الرد عليها بالمثل من الجانب الروسي، لافتا إلى أن المشهد العام يؤشر باحتمالية عودة أجواء الحرب الباردة التي كانت بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية سابقاً، فضلا عن بدء سباق تسلح جديد بين أكبر دولتين في العالم حيث يملكان نحو 90% من الأسلحة الصاروخية المتطورة على مستوى العالم.
كما أكد "كمال" أن تلك التجارب الصاروخية بين البلدين تدفع الكثير من الدول الأوروبية للتفكير في تطوير أنظمتها الدفاعية وامتلاك صواريخ حديثة وأسلحة نووية باعتبارها أسلحة ردع وحماية للأمن القومي لأي دولة، ويضيف: "الممارسات الأمريكية ورد الفعل الروسي يدفع المجتمع الدولى إلى مشهد صعب ستنعكس تداعياته سلبيا على الأمن الدولي، ويثير صراع سياسي بين البلدين على كافة الأصعدة"، مشيراً إلى أن الممارسات الأمريكية تدل على عدم استعداد الرئيس الأمريكي لتوقيع معاهدة أسلحة جديدة مع روسيا خاصة أن الولايات المتحدة تشترط ضم الصين لتلك الإتفاقية من أجل توقيعها، كما أن روسيا تطالب بضم فرنسا وبريطانيا، ويضيف: "الوضع الراهن يبشر بموقف أكثر تعقيداً لعام 2021، لأن واشنطن تسعى لتطوير اسلحتها النووية، فلا توجد نية لديها على توقيع اتفاقية الحد من الأسلحة الاستراتيجية على مدار 5 سنوات قادمة".
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن الجيش أجرى تجربة تحليق لطراز من الصواريخ، كان محظورا منذ أكثر من 30 عاما، وقالت الوزارة إنها أجرت تجربة على نسخة معدلة للصاروخ "كروز توماهوك" البحري، لكنه يطلق برا، مشيرة إلى أنه كان مسلحا برأس حربية تقليدية وليست نووية، موضحة أن الصاروخ أطلق من جزيرة سان نيكولاس، وأصاب هدفه بدقة بعدما حلق لأكثر من 500 كيلومتر؛ وتشكل هذه التجربة استئنافا لسباق التسلح، الذي يخشى بعض المراقبين أن يفاقم التوترات بين واشنطن وموسكو.