رئيس تنمية موارد "مصر الخير": تبرعات المؤسسة تضاعفت.. ونحقق مليار جنيه سنوياً
أمل خلال حوارها مع الوطن
قالت أمل مبدى، رئيس قطاع تنمية الموارد بمؤسسة «مصر الخير»، رئيس الاتحاد الرياضى لذوى الإعاقة الذهنية، إن 97% من التبرعات التى تتلقاها المؤسسة تأتى من المصريين، أما تبرعات العرب والمنح الأجنبية فلا تتجاوز نسبة الـ3%، وتستفيد المؤسسة من جميع ما يوجه لها سواء كان مادياً أو عينياً، فالتبرعات العينية والأعمال التطوعية يستفاد منها بشكل قوى داخل المؤسسة، إلى جانب التبرعات المادية، لافتة فى حوارها لـ«الوطن» إلى أن 90% من عمل مؤسسة «مصر الخير» تنموى، فيما تمثل المساعدات الخيرية 10%، وأكدت أن حجم التبرعات تضاعف خلال رئاستها لقطاع تنمية الموارد حيث وصل إلى ما يقارب مليار جنيه سنوياً. وأضافت «مبدى» أن الرئيس السيسى وعد بحضور احتفالية «قادرون باختلاف» للمرة الثانية، والمقرر إقامتها فى ديسمبر المقبل.
كيف كانت بدايتك مع «مصر الخير»؟
- المؤسسة غنية عن الحديث عنها، وتعمل منذ 2007، وتعتبر أكبر المؤسسات التنموية فى مصر، على رأسها الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، والقدر هو ما جعلنى أدخل المجال التنموى، رغم أن عملى بعيد عن ذلك، فكله منصب على العمارة والهندسة، وبدأت القصة عندما توليت منصب المدير الوطنى للأولمبياد الخاص، وهى جمعية أهلية عملت بها، وكانت بداية دخولى العمل العام، وفى ظرف 3 سنوات، أشهرت الجمعية وشهدت العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية، انتهت بحضور الرئيس السيسى عام 2014 احتفالية ذوى الإعاقة، وهذه كانت أول احتفالية عامة يحضرها الرئيس بعد توليه مسئولية الحكم، فشعرت أننى فعلت شيئاً مهماً، وأديت دورى فى هذا الاتجاه، خاصة أن الاتحاد الرياضى لذوى الإعاقة كان قد تشكل عام 2014، وبعد تشكيله، شعرت أننى أديت دورى فى هذه الجزئية، وهذا كان عملاً تطوعياً، بعدها بدأت أبحث عن عمل أحبه جديد مشابه لكن فى كل المجالات، ومن هنا جاءت «مصر الخير»، كونها تعمل فى عدة مجالات (التعليم، الصحة، التنمية المتكاملة، إنشاء الوحدات الصحية، تسقيف البيوت، المستشفيات، المدارس، توفير مشاريع لمحدودى الدخل، التكافل الاجتماعى)، فكانت أمنيتى العمل فى هذا المكان الذى أسمع عنه، فخرجت من عمل يمثل جزئية صغيرة إلى مظلة كبيرة تضم آلاف المشاريع.
والمؤسسة قدمت 55 مليون خدمة منذ إنشائها، وكانت هناك وظيفة على الإنترنت وهى مدير مكتب القاهرة، وأراد رئيسى أن أكون مسئول قطاع التنفيذ فى هذا المكتب، وكنت سعيدة بالعمل، إلى أن طلب رئيسى مجدداً أن أتولى منصب رئيس قطاع تنمية الموارد بالمؤسسة.
ما هو قطاع تنمية الموارد؟
- هو القطاع المسئول عن جلب التبرعات والموارد للمؤسسة سواء كانت أموالاً أو أشياء عينية، والتى تعود مرة أخرى للمستحقين، فإذا لم أحصل على تبرع، لن أستطيع أن أذبح أضحية، أو أبنى مدرسة، القطاع 7 إدارات، نحو 207 موظفين، وهو من أكبر القطاعات الموجودة فى «مصر الخير»، ونحن مسئولون عن تنمية الموارد المالية والعينية للمؤسسة، وأعتقد أننى مع زملائى استطعنا زيادة التبرعات والموارد بنسبة الضعف، فبعد أن كانت المؤسسة يصلها تبرعات حجمها 500 مليون جنيه، أصبحت التبرعات تزيد على المليار سنوياً، وهذه الطفرة حققها جميع مسئولى قطاع تنمية الموارد، حيث نعد من أقوى فرق تنمية الموارد على مستوى الجمهورية.
المؤسسة تنموية وليست خيرية.. وتوفير المشروعات وتشغيل الشباب على رأس أولوياتنا
ما الجهات التى يتم التواصل معها لتنمية الموارد؟
- نتواصل مع الجميع، سواء أفراد، أو شركات، أو بنوك، إضافة إلى دول الخليج، وكل فرد يتبرع للمؤسسة، ولو بجنيه، له مكان لدينا حتى المليون جنيه. والتبرع ليس أموالاً فقط، وإنما أشياء أخرى كثيرة فمشاركة الفرد فى المساعدة فى تسقيف منزل بالمجهود تبرع، والتطوع تبرع، كذلك المساعدة فى التنسيق، والتبرع برمل، أو أسمنت، أو أى تبرعات عينية، كل حاجة عندنا لها مكانها، حتى لو لم نستخدمها، سأعطيها لجمعية أخرى، فـ«مصر الخير» لا تدخل فى توزيع الملابس، لكنها تعطيها لجمعيات أخرى تعمل فى هذا الإطار، ولا توجد مؤسسة فى مصر تعمل فى 6 قطاعات مثل «مصر الخير»، فهى مؤسسة تنموية وليست خيرية، الشغل معظمه تنموى، وهناك 10% خيرى، والذى يتمثل فى المساعدات الإنسانية، فالرجل الذى لا يقدر على العمل، والسيدة التى لا تستطيع الإنفاق على أبنائها، والطفل ذو الإعاقة، لا بد أنه سيكون هناك هذه الجزئية الخاصة بالمساعدات الخيرية، لكن شعار «مصر الخير» الرئيسى هو تنمية الإنسان، فشعار المؤسسة «تنمية الإنسان مهمتنا الرئيسية»، توفير مشروع، تشغيل الشباب، فمعظم الجمعيات تعمل فى مجال واحد عكس مصر الخير.
هل ثقافة التبرع وحب الخير متنامية فى المجتمع المصرى؟
- طبعاً، وحب الخير فى زيادة مستمرة، ومن يقول الأسعار زادت، وأن الشعب لن يتبرع، هذا ليس حقيقياً، الشعب المصرى معطاء، «وعندما يجد أنها زادت عليه، بيكون عارف إنها أيضاً زادت على من هم أقل»، فيعطى أكثر، وهناك بيوت كثيرة مفتوحة، ومشاريع كثيرة مسئول عنها المجتمع المدنى، سواء «مصر الخير» أو غيرها، فالمجتمع المدنى يتحمل جزءاً كبيراً من أعمال التنمية، ومنظمات المجتمع المدنى ضلع قوى جداً فى مثلث التنمية.
ما السمة الغالبة على المتبرع المصرى، هل يجزل العطاء فى مجال دون آخر؟
- فى كل القطاعات، لا يوجد شىء مميز، نجد المتبرعين الراغبين فى كل المجالات، فهناك من يريد التبرع لصالح البحث العلمى، وآخر فى الصحة، وغيره يريد وصلات مياه، فيه ناس بتكون محددة المجال التى تريد التبرع فيه، وهناك من يستشير أولاً.
أمل مبدى لـ"الوطن": 97% من التبرعات من مصريين ولم نتأثر بزيادة الأسعار
مَن الأكثر تبرعاً المصريين أم العرب؟
- المصريون طبعاً، العرب نسبة منخفضة، والمنح من الدول الأجنبية قليلة جداً، فنسبة التبرعات من العرب والمنح من الأجانب لا تزيد على 3%، و97% من المصريين.
كيف ترَيْن ترتيب «مصر الخير» وسط منظمات المجتمع المدنى؟
- رقم واحد، شغلنا أقوى، نُجرى أبحاثاً علمية، ننشئ شركات صغيرة، نساعد الابتكار والمبتكرين، والشباب فى إنشاء شركاتهم، وندعم الفرق الرياضية.
ما عدد القرى التى استطاعت المؤسسة تأهيلها حتى الآن، وما نسبة مشاركتكم فى مبادرة حياة كريمة؟
- فى القرى، المشروع بدأ منذ 3 سنوات، بشكل يحقق التنمية المتكاملة بها، قبل ذلك كنا نسقف بيوتاً، ونقوم بتركيب وصلات مياه، وننشئ حمامات، وتأهيل وحدة صحية، لكن لم تكن هناك التنمية المتكاملة، ومنذ 3 سنوات، بدأنا التنمية المتكاملة، أى دخول القرية وإعادة تأهيل المنازل، وإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة، ورصف طرق، وإنشاء مدارس، ووحدات بيطرية، وتوزيع مواشى، بالإضافة إلى المشاريع، فعلى سبيل المثال صك الأضحية ليس معناه أن يشترى المتبرع بقرة، وإنما هى منظومة متكاملة، حيث إن هناك مزارع لـ«مصر الخير»، يتم من خلالها توفير فرص عمل للشباب، ويتم تعليمهم كيفية التعامل فى هذا المشروع وكيف يربى، ثم أعود وأشترى منه الماشية التى سأذبحها فى صك الأضحية، وبذلك أكون عملت له التسويق، وربحته، ويبدأ مرة ثانية، فالصك تنتفع به منظومة بالكامل، ومع كل الاحترام للجميع، هناك جمعيات أخرى تشترى لحوماً مستوردة، المشروع يبدو أنه خيرى، لأنه فى النهاية يتم توزيع اللحوم على الغلابة، لكنه فى الحقيقة تنموى، وبالنسبة للقرى بدأنا فى 17 قرية منذ 3 سنوات، بالتعاون مع البنك الأهلى، انتهينا من 7 قرى، ونعمل الآن فى 10، البنك الأهلى شريك استراتيجى معنا، ونقوم بتنمية متكاملة فى هذه القرى، وحالياً ندرس تنمية 23 مدرسة، شاملة تطوير المدرسين، والطلاب، وهذه القرى تم توفير فرص عمل للمرأة المعيلة بها، وتم تأهيل هذه المدارس للتعامل مع ذوى الإعاقة، نعمل فى كل المحافظات، وما زلنا مستمرين.
ما دوركم فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة؟
- نوفر التدريب والتأهيل والتعليم، لبدء المشروعات، ولو فيه حاجة لتمويل، يكون ذلك حسب الحالة، وفى أغلب الأحيان صاحب المشروع يسدد من أرباحه جزءاً من التمويل الذى حصل عليه من المؤسسة بعد نجاحه.
هل حققتم المستهدف بالنسبة لصك الأضحية هذا العام؟
- كنا نستهدف بيع 28 ألف صك، وحققنا 29 ألف صك، بزيادة 1000 صك عن المستهدف، وجميعها لحوم بلدى من مزارعنا.
ما شكل تدخلكم فى الصحة والخدمات الصحية التى تقدم من جانب المؤسسة؟
- نورد أجهزة طبية لمعظم المستشفيات، مثل مستشفى الناس الجارى إنشاؤه، وأبوالريش، ومعهد الأورام، والبعض يتخيل أن المؤسسات تتنافس، لكننا نتكامل، ومن هؤلاء الذين نتعاون معهم، مستشفى مجدى يعقوب، بهية، مركز أورام الفيوم، ندعم معظم مستشفيات مصر، خلاف التوعية فى القرى، وتركيب وصلات المياه النظيفة فيها، ومحطات المياه، والصرف الصحى، كل ذلك يصب فى الصحة، نُجرى عمليات جراحية، ونرسل قوافل طبية، ولدينا قوافل للمعاقين فقط، وتجرى العمليات سواء زرع قوقعة أو عيون، وغيرها من العمليات، والكشف الطبى، وتوزيع الأطراف الصناعية على المستحقين.
ما المستهدف بالنسبة للغارمين؟
- كل عام لدينا مستهدف 20 ألف غارم، أوشكنا على فك كربهم جميعاً، استطعنا فك كرب 60 ألف غارم من قبل، وحالياً هدفنا 20 ألفاً سنوياً، هذا العام أوشكنا على الانتهاء من العدد، وحالياً مطلوب منا مضاعفة الخدمات، وليس الاستمرار كما نسير، «مصر الخير» تبحث عن الذى يستحق المساعدة.
لماذا لم تتبرعوا لمعهد الأورام؟
- تواصلنا معهم، ووجدنا أنهم اكتفوا بالتبرعات من جهات أخرى، لكننا نتعاون معهم طيلة الوقت، ونساعدهم طوال العام.
الرئيس السيسى وعد بحضور احتفالية "قادرون باختلاف" للمرة الثانية فى ديسمبر المقبل
ما أكثر شىء يحتاجه ذوو الإعاقة الذهنية؟
- احترام المجتمع، بأن ينظروا لهم نظرة مختلفة، وليست دونية، لأنه إنسان مثلنا ينقصه بعض الأشياء، ورئيس الجمهورية يدعم ذوى الإعاقة، وهذا الأمر على رأس اهتماماته، وقد وعد بحضور احتفالية «قادرون باختلاف» للمرة الثانية فى ديسمبر المقبل، وقال «لو لى عمر سأحضر»، وقد شارك معنا فى «قادرون باختلاف» المرة الأولى، ونستعد حالياً للمرة الثانية، ووجود الرئيس على رأس الملف، خلق نظرة جديدة لذوى الإعاقة، جعل المجتمع يهتم، وينظر لهم بنظرة رحمة واحترام وتقدير، المنظومة كلها تتحرك بشكل مختلف.
وماذا عن الجديد فى الاتحاد الدولى لذوى الإعاقة الذهنية كونك عضواً فيه؟
- هو الذى نتبع له، ويقيم مسابقات على مستوى العالم، وبطولات العالم، مصر ستشارك هذا العام، فى أكتوبر، فى بطولة العالم المقامة فى أستراليا، لدينا 4 منتخبات، منها السباحة، تنس الطاولة، وأن نقيم مسابقة احترافية حقيقية ترفع علم مصر، أصبح موجوداً الآن، ولدىّ قناعة أننا نستطيع أن نقوم بأى شىء من أجل ذوى الإعاقة، واثنان من ذوى الإعاقة أصبحا «models» لدى شركة كبرى فى مصر، وأصبحنا نستطيع توفير وظائف لهم، واشتركنا فى مسابقات فى التشيك والمكسيك ولدينا ميداليات فضة وبرونز.
ماذا يحتاج ذوو الإعاقة فى مصر؟
- صدر قانون ذوى الإعاقة، وكذلك لائحته التنفيذية، لكن لم يتم تفعيلها بعد، نحن فى حاجة إلى تفعيلها جدياً، أن تهيأ الشوارع، مثلما وضع كود الإتاحة فى المدن الجديدة، لا بد من تفعيل كود الإتاحة مع الأحياء فى كثير من المبانى، والمؤسسات، نحن لدينا قوة ضاربة من ذوى الإعاقة، فعددهم 15 مليوناً، بمثابة قوة 3 دول، وهم يستطيعون إذا ما توافرت لهم المشاريع فعل الكثير، لدينا العديد من المشروعات التى تقدم لذوى الإعاقة، نحتاج مشروعاً قومياً للاهتمام بهم، لكن الملف يسير بشكل جيد.
استهدفنا بيع 28 ألف صك لحوم بلدى وحققنا 29 ألفاً خلال 2019 بزيادة 1000 صك واستطعنا فك كرب 60 ألف غارم
المؤتمر المقبل
كثير من الأشياء تحققت خلال المؤتمر الماضى، منها مساواة اللاعب الرياضى الذى يحرز ميدالية ذهب أو فضة باللاعب من ذوى الإعاقة، والمساواة فى المكافآت، أيضاً فتح صندوق من «تحيا مصر» مع بنك ناصر، لخدمة ذوى الإعاقة، الحفلة كان لها مكتسبات كثيرة، نحن فى حاجة لمجهود كبير حتى ينهض الملف بشكل أكبر، لكنى أشرف بما وصل له الاتحاد حتى الآن.