حلم شراء "جرينلاند" من جونسون لـ ترامب.. وخارجيتها: لسنا للبيع

حلم شراء "جرينلاند" من جونسون لـ ترامب.. وخارجيتها: لسنا للبيع
- البيت الأبيض
- الجيش الأمريكي
- الخارجية الأمريكية
- الرئيس الأمريكي
- الصين وروسيا
- فريدريكسن
- جرينلاند
- البيت الأبيض
- الجيش الأمريكي
- الخارجية الأمريكية
- الرئيس الأمريكي
- الصين وروسيا
- فريدريكسن
- جرينلاند
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن جزيرة جرينلاند، الكثير من الجدل، إذ قال إنّه يبحث فكرة شراء الجزيرة الدانماركية، وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" فإنّ ترامب أعرب عن اهتمامه بالموارد الطبيعية للجزيرة وأهميتها الجيوسياسية.
وأفادت الصحيفة بأنّ الرئيس الأمريكي استعلم مرارا من مستشاريه في البيت الأبيض بشأن إمكانية أن تشتري الولايات المتحدة هذه الجزيرة، ولدى سؤاله عما إذا كان مستعدا لمقايضة أراض أمريكية بجرينلاند أجاب ترامب: "يمكن القيام بأمور كثيرة، إنّها صفقة عقارية كبيرة".
وقال الرئيس الأمريكي إنّ الجزيرة تلحق أضرارا اقتصادية بالغة بالدنمارك وتخسرها نحو 700 مليون دولار سنويا، ومن الناحية الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، سيكون من المفيد الحصول عليها.
من جانبها، أكدت وزارة خارجية جرينلاند انفتاح الجزيرة على بحث صفقات، لكنها شددت على أنّ الجزيرة ليست للبيع، ونشرت الوزارة تغريدة جاء فيها أنّ "جرينلاند غنية بالموارد القيّمة مثل المعادن وأنقى المياه والجليد والثروة السمكية وثمار البحر والطاقة المتجددة وتشكل مقصدا جديدا لسياحة المغامرات"، وتابعت: "نحن منفتحون على عقد صفقات، لكننا لسنا للبيع".
بينما قالت رئيسة وزراء الدانمارك مته فريدريكسن إنّ جزيرة جرينلاند ليست للبيع، وإنّ فكرة بيعها للولايات المتحدة سخيفة، وقالت رئيسة الوزراء الدانماركية أثناء زيارتها للجزيرة: "جرينلاند ليست للبيع. جرينلاند ليست دانماركية. جرينلاند ملك مواطنيها، لدي أمل قوي ألا يكون ذلك على محمل الجد".
ومن المقرر أن يزور ترامب الدانمارك بداية الشهر المقبل، وسيكون موضوع القطب الشمالي على جدول أعمال الاجتماعات مع فريدريكسن ورئيس حكومة جرينلاند كيم كيلسن الذي يتولى المنصب منذ عام 2014، وهو ضابط شرطة سابق.
وتتمتع الجزيرة بحكم ذاتي، وتساهم الدنمارك بثلثي ميزانية جرينلاند، بينما يساهم نشاط الصيد البحري في تمويل بقية الميزانية، وتجذب الثروات المحتملة من غاز ونفط ومعادن الشركات العاملة في هذه المجالات إلى الجزيرة، وتتمتع الجزيرة بنهار دائم لشهرين في العام، ويغطي الجليد نحو 80 في المئة من مساحتها، وتعد ملكة الدنمارك مارجريت الثانية هي رأس الدولة بينما رئيس الحكومة المحلية هو كيم كيلسين.
وأثار الاحتباس الحراري المخاوف من ذوبان سريع للثلوج في القطب الشمالي، ما يسهل الوصول إلى الموارد المعدنية للجزيرة.
ولم يكن ترامب أول من فكر في شراء هذه الجزيرة، فالفكرة تعود إلى ستينيات القرن التاسع عشر عندما كان أندرو جونسون رئيسا للولايات المتحدة، إذ حاولت إدارته بسبل شتى السيطرة على الجزيرة، ضمن سياسة التوسع الإقليمي التي اتبعها، علاوة على أنّ وزير ماليته روبرت ووكر، أجرى مفاوضات مع الدنمارك لشراء الجزيرة، التي قال إنّها ستقود مع جزيرة أخرى الولايات المتحدة نحو العظمة، لكن الأمر تعثر لاحقا ولم تتم الصفقة. وفي هذا الإطار يتحدث تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية يرجع تاريخه إلى العام 1867 عن الأهمية الاستراتيجية لجرينلاند مع الإشارة إلى مواردها الواعدة، وأنّ فكرة الاستحواذ عليها مثالية.
وبدأ التحرك الرسمي من جانب الولايات المتحدة لشراء الجزيرة في العام 1946 عندما عرض الرئيس الأمريكي هاري ترومان على الدنمارك 100 مليون دولار مقابل الجزيرة. وكان قد عرض في وقت سابق مقايضة أراض في ألاسكا مع مناطق استراتيجية في جرينلاند، ولكن تم رفض طلبه، وجاء طلب ترومان بعدما تدخل الجيش الأمريكي في الجزيرة في عام 1942، لتحصينها أمام غزو نازي متوقع ولمنع نظام هتلر من استخدامها كقاعدة ضد الولايات المتحدة وكندا.
وحينها طرح ترومان على الأمريكيين مسألة شراء الجزيرة، عبر استطلاع رأي سأل المواطنين ما إذا كان ينبغي دفع مليار دولار للدنمارك لشراء الجزيرة، ورأى اتجاه كبير للساسة والعسكريون الامريكيون بضرورة السيطرة على الجزيرة لأهميتها في حماية الولايات المتحدة، لكن الدنمارك رفضت العرض، ومنحت الجزيرة وضع الحكم الذاتي، بعد أن كانت مجرد مستعمرة، حيث استعمرت الدنمارك الجزيرة خلال القرن الثامن عشر، والتي تبلغ مساحتها مليوني كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها 57 ألف نسمة، غالبيتهم من الإسكيمو.
وتاريخيا اشترت الولايات المتحدة أراض من دول أخرى عدة مرات، ففي العام 1803 اشترت لويزيانا ومساحتها نحو مليوني كيلومتر مربع من فرنسا مقابل 15 مليون دولار، وفي العام 1867 اشترت ألاسكا من روسيا مقابل 7.2 مليون دولار، وفي العام 1917 اشترت جزر الإنديز الغربية الدنماركية من الدنمارك وأطلقت عليها جزر فيرجين "العذراء" الأمريكية.
وحصلت الولايات المتحدة على أراض مجانية، خلال حرب اندلعت بينها وبين المكسيك، واستمرت بين عامي 1846 و1848، حيث غزت الولايات المتحدة المكسيك، وفي أثناء الحرب، احتلت مكسيكو سيتي العاصمة، كما حصلت الولايات المتحدة من المكسيك بموجب معاهدة جوادالوبي هيدالجو على أقاليم كاليفورنيا ونيفادا، ويوتا، ومعظم أريزونا ونيومكسيكو وأجزاء من كولورادو وويومينج.
وتجذب الجزيرة اهتمام القوى العالمية بما في ذلك الصين وروسيا والولايات المتحدة بسبب موقعها الاستراتيجي ومواردها المعدنية، ويمتلك الجيش الأمريكي بالفعل قاعدة جوية كبيرة في الشمال الغربي من الجزيرة، تضم نحو 600 عنصر، وهي مهمة في نظام الرادار العالمي في البلاد.