في يوم العمل الإنساني.. حكاية "سامر" المصري المتطوع بمطافئ سويسرا

كتب: سمر صالح

في يوم العمل الإنساني.. حكاية "سامر" المصري المتطوع بمطافئ سويسرا

في يوم العمل الإنساني.. حكاية "سامر" المصري المتطوع بمطافئ سويسرا

الحياة بين ألسنة اللهب ودخان الحرائق وأعماق البحر، أمر اعتاد عليه "سامر" قبل نحو 20 عاما، خلال تطوعه لإنقاذ مصابي الحرائق وحوادث الغرق، يغامر بحياته وسط مخاطر عدة لإشباع رغبته الإنسانية في مساعدة الآخرين، حتى أصبح سفيرا لمصر في مجال العمل الإنساني ببلده الثاني سويسرا التي انتقل للعيش بها قبل 10 سنوات واستقر هناك.

البداية كانت في العام 2000، حين اختار ابن محافظة الإسكندرية سامر عبدالغني، التطوع في مجال الإنقاذ البحري لإنقاذ الغرقى، وسرعان ما انغمس في العمل الإنساني وظل شغوفا به حتى بعد أن ترك مصر وانتقل إلى سويسرا قبل 10 سنوات.

أدوات سامر.. بدلة مقاومة للحرارة وخوذة من العاج المقوى وقفازات يد وبوط مقاوم للحرارة

رغم طبيعة عمله كمهندس اتصالات في منطقة ڤيتينجِن بسويسرا حيث استقر هناك، تقدم الشاب السكندري صاحب الـ37 عاما لاختبارات الالتحاق بفرق الدفاع المدني هناك حبا في العمل التطوعي، وحسب روايته اجتاز جميع الاختبارات وتم قبوله كأخصائي إنقاذ حرائق بالماسك وأسطوانة الأكسجين، وأصبح رسميا ضمن فرق الدفاع المدني السويسري، وهي الجهة المسؤولة عن إنقاذ مصابي الحرائق والأمطار وحوادث انهيار الجليد وغيرها من حوادث الحرق والغرق.

عشرات من الحرائق  كان "سامر" واحدا من أبطال إنقاذ مصابيها محتميا في ملابسه الواقية، وحسب وصفه لـ"الوطن" يرتدي بدلة الحماية من الحرائق المصنوعة من مادة مقاومة لدرجات الحرارة العالية تصل إلى 1000 درجة، وخوذة من العاج الصناعي المقوى بالفولاذ، إلى جانب قفازات اليد المضادة للحرارة العالية وحذاء أو "بوط" مقوى بشريحة فولاذية مضادة للحرائق.

 

سامر: أول حريق شاركت فيه وترك أثرا كبيرا داخلي كان في منزل مكون من طابقين تسكنه سيدة سبعينية بمفردها

مجال تطوعه الذي اختاره حتّم عليه خوض تدريبات صعبة وخطيرة، كتسلق سلالم الإنقاذ في المباني والمنازل، والتعلق بالحبال لإنقاذ المصابين وإخراجهم من النوافذ عبر سلم متحرك إلكتروني، كل ذلك في وقت وجيز من أجل حماية الأرواح البشرية في مناطق الخطر.

الاعتماد على حاسة اللمس باليدين والقدمين، شكل آخر من التدريبات الصعبة التي اعتاد عليها الشاب المصري المتطوع في الحماية المدنية بسويسرا: "أوقات تنعدم الرؤية تماما من شدة الحريق وتصاعد الدخان وهنا يكون الاعتماد على حاسة اللمس للوصول إلى مكان المصابين".

 

تختلف أماكن الحرائق التي يشارك "سامر" في إنقاذ مصابيها باختلاف تفاصيلها، والتجربة الأولى له في هذا المجال ضمن فرق الدفاع المدني في سويسرا، كانت في منزل مكون من طابقين تسكنه سيدة سبعينية عجوز بمفردها، حيث بدأ حريق صغير في المطبخ بالدور الأرضي وسرعان ما انتقلت النيران عبر أرضيات البيت الخشبية إلى باقي المنزل، حتى تحول في دقائق قليلة إلى كتلة نار متوهجة: "أنقذنا السيدة العجوزة بعد ما عاشت لحظات فزع لوحدها جوا البيت، ومن يومها فاكر تفاصيل الحادثة ومأثرة فيا"، حسب تعبيره.

أثار نفسية من هول النيران واختلاف تفاصيل كل حادث، وعلامات لا تزال واضحة في الجسد، هي ضريبة التطوع في مجالي الحرائق وحوادث الغرق، فهو حسب وصفه كثيرا ما يتأثر نفسيا بشدة من حريق يشارك فيه إلى جانب الجرح الذي ترك أثرا في صدره، بعد احتكاكه الشديد بصخرة كبيرة وسط بحر الإسكندرية، حين همّ بإنقاذ أسرة من الغرق حين كان منقذا بحريا متطوعا في محافظته، مختتما حديثه في اليوم العالمي للعمل الإنساني لـ"الوطن" قائلا: "كل ما بشوف علامة الجرح في صدري بفرح إني كنت سبب في إنقاذ روح أسرة كاملة".


مواضيع متعلقة