"محمد".. مسعف مصري متطوع في المسجد النبوي: حلم واتحقق

"محمد".. مسعف مصري متطوع في المسجد النبوي: حلم واتحقق
- المسجد النبوي
- المدينة المنورة
- الهلال الأحمر المصري
- الهلال الأحمر السعودي
- متطوع
- الحج
- المسجد النبوي
- المدينة المنورة
- الهلال الأحمر المصري
- الهلال الأحمر السعودي
- متطوع
- الحج
سنوات طويلة من عمره قضاها في مدينة رسول الله التي دعا لها بالبركة، حيث ولد وعاش هناك، وتربى وسط أهلها واكتسب كثيرا من طباعهم، حتى أحبّ التطوع وعمل الخير، وكان المسجد النبوي الشريف وجهته الأولى للتطوع هناك، كرّس كثيرا من وقته لخدمة زائريه في مواسم العمرة والحج وطوال أيام العام.
من بين عشرات المتطوعين السعوديين في المسجد النبوي الشريف، نال الشاب المصري محمد عناني، 21 عاما، شرف التطوع هناك ضمن فرق الهلال الأحمر المختصة بتقديم الإسعافات الأولية للزائرين من الحجاج والمعتمرين، بدأها بالانضمام إلى فرق الكشافة حين كان في مرحلة التعليم الإعدادي، وحسب قوله، فالفرق هي المسؤولة عن تنظيم الساحات وإرشاد الزائرين بين ساحات ومداخل المسجد.
عناني: بدأت التطوع ضمن الكشافة في المرحلة الإعدادية وبعدها التحقت بفرق المسعفين بالمسجد النبوي
المشاركة في تنظيم ساحات المسجد وحركة الدخول والخروج للمصلين لم تكن الغاية الأخيرة لـ"عناني"، الذي أراد أن يترك أثرا إنسانيا بين الزائرين، فالتحق في المرحلة الثانوية بالهلال الأحمر السعودي، وحسب روايته لـ"الوطن" حصل على دورات تدريبية لكل ما يخص الإسعافات الأولية على يد الفرق المتخصصة في المدينة المنورة لتأهيله جيدا.
بعد إتمام المرحلة الثانوية انتقل الشاب العشريني إلى مسقط رأس عائلته في مصر وتحديدا محافظة الإسماعيلية، للحصول على الشهادة الجامعية، حيث درس الهندسة الزراعية بكلية الزراعة جامعة قناة السويس، وخلال سنوات الدراسة الجامعية التحق بالهلال الأحمر المصري فرع الإسماعيلية، ساعده في ذلك شقيقه الأكبر المتطوع هناك، ومن هنا تعمقت بداخله رغبة الانضمام ضمن الفرق الإسعافية بالمسجد النبوي الشريف، فهي خدمة وصفها بـ"ليست كأي تطوع عادي وإنما هي شرف عظيم خدمة ضيوف الرحمن في مسجد الرسول".
خلال سنوات الدراسة الجامعية عاد عناني إلى محل إقامته بالمدينة المنورة بفترة الإجازة الصيفية الماضية، حاملاً معه خبرة أكبر في مجال الإسعافات الأولية من خلال تطوعه بالهلال الأحمر المصري، لم يعلم حينها أنّ التطوع بالمسجد النبوي متاحا للجنسيات الأخرى: "في فترة الإجازة الصيفية سألت وعرفت إنّ في تطوع للأجانب عادي وبدأت التطوع في مسجد الرسول وأنا كلي لهفة وشوق لخدمة زوار مسجد الرسول"، حسب تعبيره.
عناني: أول أيام العيد أنقذت ابن سيدة عربية الجنسية فأصرت تعزمني في مقر إقامتها نظير مساعدتي لها
يلتقي المتطوع المصري يوميا مئات الزائرين القادمين من شتى بقاع العالم إلى مسجد رسول الله، جنسيات مختلفة بأعمار متفاوتة بينها حالات مريضة تحتاج إلى المساعدة الطبية خاصة في فترة الحج ومواسم العمرة، حيث تزداد الأعداد وتزدحم الممرات والساحات وترتفع الإصابات، كل ذلك يتعامل معه عناني وأصدقائه الشباب المتطوعين بمهنية وسرعة شديدة بتقديم الإسعافات الأولية اللازمة لكل منهم ونقلهم إلى المستشفى سريعا إذا طلبت الحالة الصحية.
لقاءه بالمصريين المعتمرين أو الحجاج في ساحات المسجد النبوي الشريف ليس كباقي الجنسيات الأخرى، فكلما التقى أحدهم هناك واكتشف جنسيته المصرية يفرح بوجوده ويعتبره نموذجا مصريا مشرفا لهم في المملكة السعودية حسب وصفه، حيث شارك في تقديم الإسعافات الأولية للعديد من المصريين: "لما بيعرفوا إني مصري بيفرحوا جدا وبيعبروا عن فخرهم بالدور اللي بقوم بيه".
مواقف إنسانية عدة كان "عناني" بطلا فيها في ساحات المسجد النبوي الشريف، انتهت جميعها بدعوات خالصة له من الحجاج والمعتمرين مقابل مساعدته لهم، يروي أحده: "في أول أيام العيد جاءت سيدة سعودية من جدة لزيارة المسجد النبوي وكانت تحمل ابنها ويبدو عليه علامات التعب وضيق التنفس، فقدمت له وفريق المسعفين الإسعافات اللازمة على الفور حتى عاد معها بشكل أفضل، وبكت الأم من فرحتها وهي تنطق بكل عبارات الشكر، وأصرت (تعزمنا) في مقر إقامتها على أي شئ مقابل إنقاذ ابنها، ولكن هذا واجبنا نحو الجميع".