"الرئيس الراحل كان يخبره بآخر نكتة".. أنيس منصور أعز أصدقاء السادات

"الرئيس الراحل كان يخبره بآخر نكتة".. أنيس منصور أعز أصدقاء السادات
- أنيس منصور
- السادات
- أنور السادات
- علاقة أنيس منصور والسادات
- السادات وأنيس منصور
- إسرائيل
- أنيس منصور
- السادات
- أنور السادات
- علاقة أنيس منصور والسادات
- السادات وأنيس منصور
- إسرائيل
وصف بأنه صاحب العبارات الرشيقة، والموسوعة الثقافية، الذي وضع الوصفة السحرية كيف تسافر حول العالم في 200 يوم فقط، إنه الصحفي الكبير أنيس منصور صاحب الأسلوب الشفاف الملتصق بالروح.
وتمر اليوم ذكرى ميلاد أنيس منصور، الذي استطاع أن يغوص في أعماق الرئيس الراحل محمد أنور السادات وأن يحوز على ثقته، لدرجة أن الأخير عرض عليه منصب وزير الثقافة، وكان يستشيره في بعض قضايا الدولة، وكان السادات قد اعتاد أن يسأل أنيس عن النكت وكان دائما ما يكون رده: "يا ريس إنت عندك كل أجهزة المعلومات وتستطيع أن تسمع دبة النملة وأن تعد أنفاس الناس"، فيجيبه السادات بآخر نكتة جديدة يعلم بها.
بمناسبة الذكرى الـ 95 لميلاد الكاتب الصحفي "أنيس منصور" تستعرض "الوطن" في التقرير التالي أهم ملامح تلك الصداقة.
اللقاء الأول.. بسبب الأسانسير
تعرف أنيس على السادات كان بالصدفة، وربما يمكن أن يشكر "الأسانسير" على هذا الأمر، ففي أحد الأيام كان الكاتب "نازل في المصعد" في مؤسسته الصحفية "أخبار اليوم"، عندما التقى وجها لوجه مع نائب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي بادره بالكلام "أنت أنيس، أنا قرأت ما كتبته عن بوذا وكونفوشيوس"، فشكرته واتجهت للباب، ولم يكد يخطو حتى وجد العامل يهرول خلفه وينادي، ويخبره أن السادات يريد لقاءه، فعاد مرة أخرى لكنه كان يشعر بالخجل.
بادرته بالاعتذار، وبدأ السادات حديثه، وكان "يضغط على الحروف ويوجه كلماته مباشرة لي"، ثم صعدنا إلى مكتب رئيس التحرير مصطفي أمين – كان مسجونًا آنذاك- وطلب مني أن أكتب صفحة أدبية، وبالفعل نشرت بعدها بيومين، فوجدت منه اتصالا يقول: "أهنئك يا أنيس.. الصفحة بديعة وأنت كمان بديع"، وفقًا لمقال للكاتب المخضرم لصحيفة الشرق الأوسط نشر عام 2009.
زيارة أنيس القدس.. والسادات يرسل له طائرة خاصة
بعد ذلك اللقاء توطدت العلاقة بين الكاتب والرئيس، واتفقت آراؤهم حتى في أكثر القضايا الشائكة، فقد كان أنيس من أشد مؤيدي السادات في المبادرة الساعية لتحقيق السلام بالشرق الأوسط، وتوقيع معاهدة كامب ديفيد 1978.
وروى الكاتب الصحفي كواليس زيارته لإسرائيل في ذلك الوقت، حيث إنه سافر مع زوجته إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج، ولكن بمجرد وصوله راجع موقفه وتمنى لو سافر بصحبة السادات، فتحدث إلى الرئيس على الهاتف وأخبره برغبته، فأرسل له السادات طائرة خاصة لتقله من مكة إلى تل أبيب، ما أدى إلى غضب البعض لتركه الحج والذهاب لإسرائيل فرد أنيس قائلا: "أنا حجيت قبل كدا 6 مرات".
واشترك أنيس مع الكاتب موسى صبري والدكتور بطرس غالي في كتابة الخطاب الذي ألقاه السادات في الكنيست، وكان باللغة العربية بالرغم من نصائح البعض للرئيس بإلقائه بالإنجليزية حتى يشاهده العالم.
استدعاء الرئيس لأنيس ليلا.. وبيع إسرائيل للهوا
في ليلة وصولهم إلى تل أبيب وبعد خلود أنيس إلى النوم استيقظ على استدعاء الرئيس له فذهب للرئيس ووجده في فراشه: "إنت نمت يا أنيس؟" فأجابه الأخير قائلا أن الأمر يطير النوم من عينه وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على قوة العلاقة بينهما.
كما أن الرئيس حينها سأله عن رأيه وعما رأى وأفصح السادات أن ما حدث في الشوارع كافٍ لضمان استرداد سيناء، وعرض أنيس عليه خلال الزيارة "صندوق الهواء"، موضحا أنها كانت تباع في مكتبات القدس ومكتوب عليها "هذه العلبة بها هواء نقي من الأراضي المقدسة" فضحك رجل السلام قائلا: "نحن إذن نتفاوض مع ناس بتبيع الهوا".
اقتراب أنيس منصور من الوزارة
قال أنيس منصور في إحدى مقالاته، إن رجل السلام قد عرض عليه أن يصبح وزيرا للثقافة في وزارة الدكتور عبدالعزيز حجازي، لكنه اعتذر قائلا إنه لا يريد سوى القراءة والكتابة "أريد أن أقرأ وأكتب يا ريس أرجوك" لكن في أعماقه كان السبب هو وفاة أمه فقد توفيت من كانت ترغب أن يكون ابنها وزيرا لذلك لا داعي من هذا المنصب ما دامت قد ماتت.
مجلة أكتوبر
كانت فكرة إصدار مجلة أكتوبر هي فكرة الرئيس أنور السادات، حيث لم يكن أنيس لديه خبر عنها، ففي أثناء عودتهم من السعودية أوائل 76 أرسل السادات في طلب أنيس وقال له إنه يريد منه إخراج مجلة مثل مجلة الحوادث وطلب منه أن يبقى كما هو في "أخبار اليوم" وألا يتركها، حسبما قال في برنامج من "الألف إلى الياء".
https://www.youtube.com/watch?time_continue=145&v=4fk4OH5KJWI
سافر أنيس منصور حول العالم، وألَّف كتبا عديدة منها "حول العالم في 200 يوم" و"اليمن ذلك المجهول" و"أعجب الرحلات في التاريخ".
كانت له كتابات من وراء الطبيعة ومن أشهر كتبه في هذا المجال "لعنة الفراعنة" كانت له العديد من الأعمال الدرامية التي تحولت إلى مسلسلات منها "غاضبون وغاضبات" و"العبقري" و"حقنة بنج" و"يعود الماضي يعود".