يوتيوب يُربى الأطفال على الاستهلاك.. والاسم ترفيه

كتب: إنجى الطوخى

يوتيوب يُربى الأطفال على الاستهلاك.. والاسم ترفيه

يوتيوب يُربى الأطفال على الاستهلاك.. والاسم ترفيه

يعتبر الكثير من الآباء والأمهات، قنوات يوتيوب وسيلة ترفيهية، يلجأون إليها لمنح الطفل مساحة من التعليم الذاتى والبهجة والترويح عن النفس، لكن يبدو أن الأمر لم يعد كذلك فى عُرف أصحاب هذه القنوات، الذين استغلوا شغف الأطفال بمحتواهم الترفيهى، وقدموا من خلاله بشكل غير مباشر رسائل استهلاكية متمثلة فى عرض ألعاب ومنتجات للبيع.

«دنيا الألعاب»، «ألعاب السندباد»، «كوكب الأطفال»، أسماء لبعض تلك القنوات التى تخطت نسب مشاهدتها حاجز الـ25 مليوناً، و500 ألف متابع، وتعلن هذه القنوات أن الهدف الأساسى لها هو تقديم محتوى تعليمى وترفيهى للطفل باللهجة العربية والمصرية، بينما الواقع عكس ذلك، والذى يظهر فى ترسيخ ثقافة الاستهلاك فى الطفل، وقيم قد تؤثر بشكل سلبى على نمو شخصيته.

«التطور التكنولوجى صبغ كل شىء حتى التسويق»، كلمات المهندس أحمد العطيفى، الخبير فى مجال تكنولوجيا المعلومات، الذى اعتبر ظهور تلك القنوات شيئاً طبيعياً، قائلاً: «لو أنا عندى منتج، وعايز أقنع الطفل بشرائه ممكن أعتمد على وسائل مباشرة مثل الإعلانات والفقرات الدعائية، لكن الأفضل بالطبع أن أصنع قناة تقدم محتوى ترفيهياً جذاباً وخلال هذا المحتوى أعرفه بالألعاب بشكل عملى وأعرفه بمميزاتها وبالتالى ضمنت تأثره». وأكد «العطيفى» أن هذه الطريقة صارت هى الشكل الحديث فى الدعاية للأطفال على مستوى العالم وليس مصر فقط، وأبرز الشركات فى ذلك المجال هى شركة «ليجو» للألعاب، قائلاً: «الميزة أنهم يكسبون من وجودهم على يوتيوب، ومن عمليات البيع، بالإضافة إلى الشهرة من ملايين المتابعين».

من جانبه اعتبر الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسى، أن الإنترنت أصبح غولاً يسيطر على كل تفاصيل مجتمعنا وحياة أطفالنا، قائلاً: «الأطفال صاروا وسيلة مربحة لجنى المال، وللأسف بسبب عدم وجود بدائل أمام الآباء والأمهات نتيجة نمط الحياة السريع، والخوف المتزايد بسبب انتشار جرائم الأطفال، صار الأهالى يستسلمون أمام تلك القنوات».

وطرح «فرويز» الحل فى الحديث المباشر مع الأبناء، وتعريفهم بمدى خطورة المحتوى الذى يقدم لهم، وضرورة اتباع قواعد السلامة والأمن فى التعامل مع أى شخصية افتراضية على الإنترنت: «سيكون شيئاً صحياً أن نجلس مع أبنائنا ونتابع ما يقدم لهم على الإنترنت، وتوضيح طبيعة كل محتوى، وفوائد متابعته أو خطره، وبالتالى نكون نجحنا فى حمايتهم».


مواضيع متعلقة