"مدارس الأحد".. محطات تكوين عقيدة الأطفال الأقباط خلال 100 عام

كتب: ماريان سعيد

"مدارس الأحد".. محطات تكوين عقيدة الأطفال الأقباط خلال 100 عام

"مدارس الأحد".. محطات تكوين عقيدة الأطفال الأقباط خلال 100 عام

«مدارس الأحد» محطة أولى يلتحق بها الطفل المسيحى مع بداية إدراكه، لتكوين رؤيته عن عقيدته ومعرفته للتعاليم وتعلم السلوكيات وتنظم غالباً يوم الجمعة من كل أسبوع لكونه يوم العطلة الرسمية فى الدولة، وهى أولى محطات الطفل المسيحى للتعرف على المسيحية، وتظل مرافقة له من مرحلة «الملائكة» قبل الابتدائى، مروراً بالمرحلة الابتدائية، ثم الفتيان فى المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية.

وقال سينوت دلوار شنودة، عضو لجنة تطوير مدارس الأحد، الباحث فى التاريخ القبطى، إن مدارس الأحد مرت بعدد من نقاط الارتكاز الكبيرة بدأت عام 1918 وهو عام التأسيس، وتكوين أول لجنة عليا لمدارس الأحد، وفى أواخر الثلاثينات مع انتشار التعليم الجامعى كان الطلبة الجامعيون يأتون من كل المحافظات للدراسة فى جامعة فؤاد الأول لكونها الجامعة الوحيدة فى مصر آنذاك، وهذا الأمر ترتب عليه أن تكون مدارس الأحد فى الجيزة أنشط فروع الجمهورية.

وأوضح «شنودة» لـ«الوطن» أن الطلاب كانوا يأتون من كل المحافظات للجامعة ويقيمون فى بيوت الطلبة التى أطلق عليها فيما بعد بيوت الشمامسة وكانت مدارس الأحد فى هذا الوقت تشرف على هذه البيوت وتحرص على تعليم الطلبة والخدمة بها، حتى إذا رجعوا إلى قراهم ومحافظاتهم يؤسسون بها فصولاً لمدارس الأحد، وفى هذه الفترة ظهر اثنان من أهم مدرسى مدارس الأحد، وهما وهيب زكى الذى أصبح القمص صليب سوريال، وسعد عزيز الذى أصبح الأنبا صموئيل، وقررا أن يكرسا حياتهما للخدمة فخرجا فى جولة من الجيزة لأسوان لمتابعة فروع مدارس الأحد وآخرها كان فى دير المحرق حيث التقيا بالأنبا باسيليوس.

وتابع «شنودة»، أن عام 1948 شهد منعطفاً جديداً وهو التكريس الكلى والجماعى للخدمة، بعد تكريس سعد عزيز «المتنيح الأنبا صموئيل»، ويوسف إسكندر «القمص متى المسكين»، للرهبنة تحت إرشاد رائد حركة التكريس القمص مينا المتوحد المتنيح «البابا كيرلس السادس»، بجانب تكريس ظريف عبدالله «القمص بولس بولس»، ووهيب زكى «القمص صليب سوريال» للكهنوت، وبذلك فتحوا الباب لتكريس خدام مدارس الأحد، وفى عام 1954 حضرت الكنيسة القبطية مجلس الكنائس العالمى، ضمن فعاليات المؤتمر الثانى للمجلس بحضور القمص مكارى السريانى «الأنبا صموئيل أسقف الخدمات» والقمص صليب سوريال والدكتور عزيز سوريال عطية، وبهذا دخلت مدارس الأحد المجتمع المسكونى من خلال مجلس الكنائس، وهو ما أدخل الكتب الملونة والأنشطة الكنيسة وأساليب تعليم جديدة إلى مناهج مدارس الأحد.

عضو التطوير: "شنودة وتواضروس"» تخرجا من فصولها وصولاً إلى كرسى البطريرك

وفى 1962 تم ترسيم اثنين من أهم قادة مدارس الأحد أساقفة وهما مكارى السريانى ونظير جيد الذى أصبح الأنبا شنودة أسقف التعليم، وبهذه الخطوة دخل قادة مدارس الأحد المجمع المقدس، بعدهما تم رسامة سكرتير مدارس الأحد وهيب عطالله أسقفاً للبحث العلمى، وبهذا دخلت مدارس الأحد البحث العلمى ما مثل نقلة كبيرة، وفى عام 1971 تم رسامة البابا شنودة الثالث بابا للإسكندرية وبطريركاً للكرازة المرقسية وصلت مدارس الأحد ليكون أحد قادتها على كرسى مار مرقس، وأخيراً وفى عام 2012 اختير البابا تواضروس الثانى رئيس اللجنة المجمعية للطفولة ومدارس الأحد بطريركا وهو ما دعم مدارس الأحد بأفكاره التى لا تزال تنفذ حتى الآن.

وأوضح «شنودة» أنه مع مرور الأعوام شهدت مناهج مدارس الأحد تطورات عدة، لكنها لم تتخل عن أهدافها على مر تاريخها وحتى الآن وتهدف إلى خلق طفل معتاد على الوجود فى الكنيسة وتعليم الأطفال التعاليم المسيحية المنضبطة، بجانب العادات الصحية والمجتمعية الحميدة مثل النظافة، والتسامح والمحبة، وخلق عضو فعال فى مجتمعه وبلده. وقال إن المناهج شهدت تطوراً تدريجياً، ففى الفترة من الثمانينات إلى التسعينات كثرت المناهج وظهر لكل إيبارشية أو كل كنيسة كتاب يخص مدارس الأحد ما أثرى المناهج، ومع رسامة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اتجه لعمل منهج موحد لينتج أول منهج حديث عام 2014، وشكلت الكنيسة لجنة لتطوير المناهج يرأسها الأنبا دانيال أسقف المعادى، مشيراً إلى أن عام 2018 شهد تطويراً جديداً وتم الاتفاق على تطوير المناهج كل 3 سنوات.

بقية المواد الدراسية

حوارات مسكونية: يهتم بالمجامع المسكونية على مر الزمان والحوارات بين الكنائس.

أبقطى: هو علم التقاويم وكيفية حساب الأعياد المسيحية.

ليتورجى: هو علم نصوص الصلوات الطقسية وتطورها ومخطوطاتها.

حوارات مسكونية: يهتم بالمجامع المسكونية على مر الزمان والحوارات بين الكنائس.

أبقطى: هو علم التقاويم وكيفية حساب الأعياد المسيحية.

ليتورجى: هو علم نصوص الصلوات الطقسية وتطورها ومخطوطاتها.

علم آباء: علم للتمييز بين الأب الكنسى والكاتب الكنسى.

نصوص آبائية: هى النصوص والكتابات الآبائية، خصوصاً التى واجهت البدع والهرطقات.

تاريخ الكنيسة: دراسة تاريخ الكنيسة من أول صعود المسيح حتى الآن.

قوانين كنسية: يدرس القوانين الخاصة بالكنيسة مثل الدسقولية والديداخى.

مدارس الأحد

1780

أسسها لأول مرة رجل علمانى أنجليكانى يدعى روبرت رايكس فى إنجلترا، وأطلق عليه هذا الاسم لأن الاجتماع كان يقام يوم الإجازة الرسمية وهو «الأحد» فى لندن.

1908

انتقلت فكرة مدارس الأحد لمصر وكانت عبارة عن درس بعد صلاة القداس، بالتزامن مع إقرار الحكومة المصرية تدريس «الدين المسيحى» فى المدارس الأميرية.

1918

ظهرت مدارس الأحد بشكلها الحالى على يد الأرشيدياكون حبيب جرجس الذى تعرض لمضايقات، وكانت الكنائس الأرثوذكسية تحارب فكره وتتهمه بالبدعة.

1935

تم تشكيل اللجنة العُليا لمدارس الأحد وصار لها فى هذا العام 20 فرعاً بالقاهرة، و18 بالوجه البحرى، و44 بالوجه القبلى، و30 بالسودان، وذلك لاهتمامها بتعليم الكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحى وتنظيم الرحلات الدينية والخلوات الروحية.

1962

رسامة أول أسقف للمعاهد الدينية والتربية الكنسية وهو الأنبا شنودة الذى صار فيما بعد البابا شنودة الثالث.

2018

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثانى بمئوية مدارس الأحد.


مواضيع متعلقة