صدفة جمعته بالريحاني وكتب لسيد درويش.. بديع خيري الثائر على الزجل القديم

كتب: ماريان سعيد

صدفة جمعته بالريحاني وكتب لسيد درويش.. بديع خيري الثائر على الزجل القديم

صدفة جمعته بالريحاني وكتب لسيد درويش.. بديع خيري الثائر على الزجل القديم

فجر ثورة في عالم الزجل، فكتب في القصيدة الواحدة عدة بحور شعرية متحديا النظام التقليدي المعتمد على النظلم على بحر شعري واحد، مدرسة أطلقها الكاتب بديع خيري الذي ولد في مثل هذا اليوم، لتقوده الصدفة للعمل مع نجيب الريحاني لينتج واحدة من علامات الفن المصري الحديث "غزل البنات"، وحين يلتقي بسيد درويش ينتج شعرا ثوريا، ما يجعله أحد أهم المبدعين المصريين.

ولد الشاعر المسرحي والكاتب المصري بديع خيري في حي المغربلين أحد أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة، في 16 أغسطس 1893ودخل الكُتَّاب وحفظ القرآن، وكانت أول كتاباته الشعرية في سن الـ13، وكان منذ صغره يرتاد المسارح باستمرار ويقرأ كثيرًا، ما قوى مفردات اللغة العربية لديه.

حياته المبكرة

عمل أول في حياته في هيئة التليفونات المصرية بعد تخرجه من "مدرسة المعلمين العليا" نظرًا لقوة لغته الإنجليزية، حيث كانت تحتاجها الهيئة لترجمة الرسائل الإنجليزية القادمة من إنجلترا إبان فترة الاحتلال البريطاني لمصر، وتم فصله من العمل لأنه تسبب بتعطيل هاتف "واطسن باشا"، أحد مديري الهيئة وعمل بعدها كمدرس للغة الإنجليزية.

صدفة جمعته بنجيب الريحاني

أراد خيري أن يكون ممثلًا، حيث التقى بزكي طليمات وجورج أبيض لكنه لم ينجح في اختبارات الأداء، ما أصابه بصدمة لكنه لم يفقد شغفه، وأسس فرقة "العصري للتمثيل العصري"، وكان يكتب للفرقة اقتباسات عن مسرحيات أجنبية، وكانت العروض تقام على مسرح "L'Egyptien".

كان نجيب الريحاني يسكن فوق المسرح وبالصدفة بعدما سمع ضجة في المسرح شاهد للفرقة مسرحية بعنوان "أَمّا حِتِّة ورطة"، وكان يعتقد أنه سيشاهدها لمدة قصيرة ثم يرحل لكنه أعجب بالمسرحية، وفوجئت الفرقة أنه أكملها لآخرها ثم سأل عمن كتب هذه المسرحية.

وكان الريحاني وقتئذٍ على خلاف مع أمين صدقي الذي كان يكتب له الأعمال، وكانت فرقته بدون كاتب يرضى عنه، فكتب بديع خيري مسرحيتين لنجيب الريحاني تحت اسم مستعار هو "جورج شفتشي"، وبعد نجاح المسرحيتن قابله الريحاني، للمرة الأولى بعدها، وكانت هذه بداية لتعاون طويل وصداقة عمر امتدت حتى نهاية حياتيهما، حيث قدما العديد من الأعمال الراسخة في ذاكرة الفن مثل "غزل البنات" قبل وفاة نجيب الريحاني.

علاقته بسيد درويش

كون بديع خيري وسيد درويش ونجيب الريحاني ثلاثي، حيث قدموا معًا عدة مسرحيات مثل "رِن" و"إش" واستعراضات مثل "ولو" وهي أعمال فقد الكثير منها، ومن الأعمال التي قدموها معًا أوبريت "العشرة الطيبة"، التي أخرجها "عزيز عيد" للمرة الأولى والتي كان فيها سخرية ضمن أحداثها من الأتراك وترتب عليها غلق مسرح "نجيب الريحاني" وسفر "نجيب الريحاني" للبنان لفترة، كما ألف الشعر لـ"سيد درويش"، فقدما أغنيات ثورية واكبت ثورة 1919.

كتابات سينمائية

كتب للسينما الصامتة فيلمه الأول بعنوان "المانجبان" ثم الفيلم الناطق "العزيمة" من بعده وهو أحد أهم الأفلام المصرية، قبل فيلم "العزيمة" كان كوّن علاقة مع "طلعت باشا حرب" عن طريق مسابقة لقصة باللغة العربية قام بها "طلعت حرب" وفاز فيها "بديع خيري" بالجائزة الأولى من لجنة كان من ضمنها عمالقة الأدب العربي "طه حسين" و"عباس العقاد".

تزوج من سيدة من خارج الوسط الفني توفيت قبله وأنجب منها أبنائه الثلاثة الأكبر "مبدع" وهو محام، "نبيل" الأصغر تخرج في معهد السينما، وابنه الثالث "عادل خيري" الذي أصبح ممثلًا مميزًا يمكن رؤيته في المسرحية الشهيرة "إلا خمسة" التي كتبها والده "بديع" قبلها بسنوات، وتوفي "بديع خيري" عام 1966 عن عمر ناهز  الـ73 عاما.


مواضيع متعلقة