بين داعش والإلحاد.. الشتات الفكرى: حال الإخوان بعد فض اعتصامى "رابعة والنهضة" المسلحَين

بين داعش والإلحاد.. الشتات الفكرى: حال الإخوان بعد فض اعتصامى "رابعة والنهضة" المسلحَين
- أحمد المغير
- أعضاء الجماعة
- أمن القاهرة
- أنصار بيت المقدس
- استخدام العنف
- اعتصام رابعة والنهضة
- اعتصامى رابعة والنهضة
- أجناد مصر
- أحمد المغير
- أعضاء الجماعة
- أمن القاهرة
- أنصار بيت المقدس
- استخدام العنف
- اعتصام رابعة والنهضة
- اعتصامى رابعة والنهضة
- أجناد مصر
شهدت جماعة الإخوان الإرهابية شتاتاً فكرياً وعقائدياً داخل قواعدها، بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة فى أغسطس 2013، وانقسمت القواعد لثلاث فرق، الأولى انضمت لداعش وشكلت ميليشيات إرهابية لتمارس العنف ضد الدولة المصرية، والثانية أعلنت الإلحاد بسبب الممارسات الضالة للتنظيم، أما الفريق الثالث فظل داخل التنظيم.
فالفريق الأول المنضم لداعش، بدأ فى الظهور عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة مباشرة، بعد أن هرب عدد من أفراد التنظيم لشمال سيناء للانضمام لأنصار بيت المقدس الذى انضم بدوره إلى تنظيم داعش الإرهابى فيما بعد، وظهر ذلك بوضوح فى تغريدات كثيرة للقيادى الإخوانى أحمد المغير، المعروف إعلامياً باسم «فتى الشاطر»، التى أثنى خلالها على عمليات أنصار بيت المقدس، ضد قوات الجيش والشرطة فى سيناء.
كما كشف «المغير»، فى تغريدات عديدة، حجم التقارب الذى حدث بين عناصر الإخوان وتنظيم داعش الإرهابى، من بينها تدوينات قال فيها إن عصام العريان، القيادى الإخوانى، كلفه بالهروب إلى حدود مصر الغربية، أو الشرقية (مطروح أو سيناء)، وإصدار بيانات تحرض على تنفيذ عمليات عنف ضد القوات. كما حرض «المغير» بشكل معلن على القصاص للمتهمين بقضية «عرب شركس»، المنتمين لتنظيم داعش، الذين تم إعدامهم إثر تورطهم فى عدد من العمليات الإرهابية. ولم يكن «المغير» أول من كشف حجم التنسيق بين التنظيم الإرهابى فى سيناء، وجماعة الإخوان، فقد سبقه فى ذلك القيادى محمد البلتاجى، الذى خرج فى فيديو شهير أثناء اعتصام رابعة، قال خلاله إن العمليات الإرهابية فى سيناء ستتوقف فى اللحظة التى يعود فيها محمد مرسى للحكم مرة أخرى.
عناصر "التنظيم" انضموا لـ"الدواعش" وأصدروا "وثيقة الدم" لاغتيال رجال الشرطة والجيش والشخصيات العامة
كما أطلق الإخوان بعد ذلك ما يسمى بـ«وثيقة الدم» فى 2015 أجازت خلالها قتل رجال الشرطة المكلفين بالتصدى للعناصر الإرهابية، وحددت مراحل التصعيد ضد نظام الحكم، حيث تبدأ بمظاهرات ومسيرات ثم الخروج بالسلاح، وحرّضت الوثيقة على قتل من سموهم «المتورطين فى دماء الإخوان» دون الرجوع إلى جهة القضاء، كما أجازت استهداف منشآت الدولة. فيما شهدت قنوات الجماعة بالخارج تحريضاً ضد الدولة وفتاوى من وجدى غنيم ومحمد عبدالمقصود بتحليل القتل والذبح والتفجير.
وبالفعل شهدت فترة ما بعد فض رابعة، تشكيل الإخوان عدداً من الخلايا العنقودية والتنظيمات المسلحة بالمحافظات مثل «حسم» و«المقاومة الشعبية» و«لواء الثورة» و«كتائب حلوان»، ونفذت خلالها عمليات إرهابية ضد الدولة، كما كان تنظيم «أجناد مصر» الذى نفذ عمليات إرهابية فى القاهرة والجيزة بعد تشكيله فى 2014 من أبرز التنظيمات التى كان لديها تنسيق موسع مع «داعش»، وذلك بناء على النتائج التى توصلت إليها الداخلية.
على الجانب الآخر شهد التنظيم خروج عناصر منه للإلحاد، وهو ما اعترف به عمر الحداد القيادى الإخوانى الموجود فى تركيا عبر صفحته على «فيس بوك» بانتشار الإلحاد بين صفوف شباب الإخوان. فيما أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن نسبة الإلحاد فى مصر كانت فى ارتفاع بعد العام الذى سيطرت فيه جماعة الإخوان على الحكم بالبلاد، نظراً لاستخدامهم شعار «الإسلام هو الحل»، حيث ظن الشباب أن الإسلام هو الذى فشل وليس المجموعة التى حكمت وأدخلت الشباب فى مرحلة تشويش فكرى تمكنا من علاج الكثير منه.
"ربيع": الكثير من الشباب تملصوا من الدين وانخرطوا فى الرذيلة والتطرف
من جانبه قال إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى المنشق: «من كان أوله إخوان فآخره إرهاب أو انحلال وإلحاد، فالناظر بعمق لتاريخ الجماعة تبين له أنها أول من اتجه لخطف الإسلام واستخدام الدين فى تحقيق مغانم ومكاسب سياسية، فالجماعة ترى أنها الممثل السياسى والثقافى والدينى الوحيد للإسلام وللمسلمين، وأنهم الأوصياء من الله لحفظ دينه، فاختطف التنظيم السرى للإخوان الدين الإسلامى وقاموا بغسيل مخ البسطاء بضرورة قيام وهم دولة الخلافة، على قاعدة الخلط بين الدين والدولة وقاموا بترويج شعار «الإسلام دين ودولة»، وجهاد ودعوة ومصحف وسيف، وبرمجوا قواعدهم بهذه الشعارات وقامت وسائل الإعلام الموالية للتنظيم بالدفاع عن هذا الشعارات وجعلها من أساسيات الدين التى يحرم الاقتراب منها وأى أحد يعمل عقله ويحاول مناقشة هذا الكلام تهجم عليه كتائب الاغتيال المعنوى لإرهابه وتخويفه ومنعه من الاقتراب وإذا تجرأ، واقترب وجب تصفيته حسب عقيدة الإخوان، الدكتور فرج فودة نموذجاً». وأضاف: «الشاب فى مقتبل العمر يجد نفسه محاطاً بدائرة واسعة من المحرمات التى وضعها شيوخ تلك التنظيمات، فيمارس التطرف فى استخدام حقه فى الرفض والاحتجاج فينجرف يميناً بالإرهاب ويخطط للعدوان على الحياة فيجد الخلاص والمكافأة فى عملية انتحارية ترسله إلى مئات من الحور العين فوراً وحصرياً، أو يتجه يساراً إلى الإلحاد والتحلل من كل شىء لأنه كفر بكل شىء يراه أمامه إلا ذاته وملذاته التى تم كبتها زمناً طويلاً».
وتابع: «الكثير من شباب الإخوان تملصوا من الدين والأخلاق وانخرطوا فى الرذيلة والتطرف والشهوات سواء الجنسية أو تعاطى مشروبات محرمة كمقدمة للإلحاد، ومن الأسباب التى دفعت شباب الإخوان إلى الإلحاد، أن القيادات الإخوانية خدرت قطعانهم بالسراب والوهم وعند الاصطدام بالحقيقة وهى أن ما يسعون إليه مجرد وهم وغير قابل للتحقيق وأن القيادات استخدمتهم فى طريق ليس له هدف واقعى أو نهاية منطقية، وهذه القطعان بطبيعة الحال قدرتها على التفكير أو المبادرة منعدمة ومناعتها الفكرية مدمرة، اتجه شباب الإخوان بعدها إلى الإلحاد أو الإرهاب».
"البرش": تحولوا لقنابل موقوتة
وأكد وليد البرش، مؤسس حركة تمرد الجماعة الإسلامية، أن «الوضع داخل اعتصام رابعة والنهضة كان مريعاً وكارثياً بدرجة لا يصدقها عقل، فكان الشحن تكفيرياً فقد أقنعوهم أن ما حدث فى 30 يونيو هو مظاهرات للعلمانيين وللخمورجية كما قال علاء أبوالنصر، القيادى بالجماعة الإسلامية الإرهابية، وأوهموهم أن ما حدث فى 3 يوليو هو حرب على الإسلام، وراحوا يشجعونهم أن أسود الجماعة الإسلامية تحمى الاعتصامين، ثم بثوا فيهم أنهم مسنودون من أمريكا بدليل تحرك بارجتين أمريكيتين قبالة السواحل المصرية وارتفعت روحهم المعنوية، وكان تصريح الإخوانى الإرهابى محمد البلتاجى والتهديد باستمرار الإرهاب فى سيناء حال عدم عودة مرسى للحكم دفعة لهم جعلتهم يظنون أن الأمر لن يستغرق سوى أيام قليلة ويعود مرسى للحكم، ولكن عندما أظهرت الدولة المصرية إرادتها وأنهت الاعتصامين فى غمضة عين كان ذلك بمثابة مفاجأة قاتلة لأحلامهم فانطلق أفراد منهم التحقوا بالتنظيمات الإرهابية فكانت موجة إرهاب ما بعد رابعة من تفجير مديريتى أمن القاهرة والمنصورة واغتيال النائب العام وغيرها، فتحولوا لقنابل موقوتة فجروا الوطن، أما كبار السن فيبقون فى تنظيماتهم يمارسون التحريض على الدولة من خلال الشائعات».
وقال عماد على، قائد مبادرة المراجعات الفكرية للجماعة والباحث فى شئون الحركات الإسلامية: «مثلت لحظة سقوط الإخوان من الحكم وما تبعها من أحداث حالة انفجار أصابت التنظيم وحولته إلى شظايا متناثرة فى صحراء الواقع السياسى والاجتماعى، فتحول التنظيم المتماسك الذى طالما ظل فى الماضى السبب فى قوة الجماعة والعامل الذى تعتمد عليه فى تحقيق بعض الإنجاز، تحول إلى أشلاء متفرقة؛ حيث ترتب على السقوط السريع والمدوى للجماعة من الحكم تأثير صادم أصاب أفراد الجماعة بشكل بالغ أدى بالكثيرين إلى فقدان الثقة إما فى قيادات الجماعة أو وسائلها أو مشروعها بالكلية، وهذه الحالة من فقدان الثقة أدت إلى تحولات ضخمة ومتنوعة داخل التنظيم؛ فبينما فسر البعض من أعضاء الجماعة ذلك الفشل بعدم امتلاك الجماعة القوة اللازمة لمواجهة من تراهم أعداءها، وأنه كان على الجماعة من وجهة نظر هذا البعض أن تخوض مواجهة عنيفة، ولذلك فقد توجه جزء من هذه الشريحة إلى استخدام العنف فمنهم من كوّن لجاناً نوعية من داخل الجماعة للقيام بهذا الدور ومنهم من اتجه لتنظيمات أكثر راديكالية مثل داعش التى رأوا فيها النموذج الأمثل للجماعة الإسلامية التى تتخذ بوضوح منهج المفاصلة مع الآخر وتستخدم العنف كخيار وحيد».