ملتقى المسلمين في عرفة.. مسجد نمرة هنا صلى المصطفى

12:59 م | السبت 10 أغسطس 2019

من بين أيام الحج المختلفة، يتميز يوم عرفة بمكانة خاصة، ليكون ركنا أساسيا ومهما لدى ضيوف الرحمن، ففي التاسع من ذي الحجة، يتجمع المسلمون في مسجد نمرة، حيث صلى فيه الرسول المصطفى، وتقام فيه صلاتا الظهر والعصر جمعًا، وتلقى فيه خطبة "عرفة".

ورغم فخامة مسجد "نمرة" المعروفة ومساحته الكبيرة مترامية الأطراف حاليًا، التي تزيد على 27 ألف متر مربع ليتسع لنحو أكثر من 300 ألف مصلي، إلا أنه قبل مئات الأعوام لم يكن كذلك على الإطلاق، فكان مسجدًا صغيرا للغاية، فلم يكن طوله يزيد على 166 مترًا، وعرضه يزيد على 153 مترًا، ولكنه تمتع بمكانة مهمة للغاية وقتها فاقت صغر حجمه.

مسجد نمرة بعرفات؛ يعد من أهم المشاعر المقدسة، وخطب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه خطبة الوداع المشهورة بآخر حج له، ويقع غرب مشعر عرفة، بينما جزئه الغربي يقع في وادي عرنة وهو إحدى أودية مدينة مكة المكرمة، و"نمرة" هي في الأصل قرية كانت تقع خارج عرفات ومنها سمي هذا المسجد بهذا الاسم، وفقًا لموقع وزارة الحج والعمرة السعودية.

يسمى المسجد أيضًا بأسماء أخرى منها "مسجد النبي إبراهيم، ومسجد عرفة"، ولا يقع كله في منطقة عرفات، فالجزء الغربي منه يقع خارج منطقة عرفات، والجزء الغربي هو الجزء الذي يوجد فيه المحراب والمنبر، والتي تعد الصلاة بها غير تابعة للحج، ومن الناحية الأخرى مع ازدياد أعداد الحجاج سنويًا، ورغم مساحته الكبيرة حاليًا، إلا أنه مازال لا يستوعب جميع المصلين بعرفة، فمن يصلون خارجه أكثر بكثير وأضعاف أضعاف من يصلون داخله.

شهد المسجد مراحل متعددة، حيث تم بنائه في أول عهد الخلافة العباسية، بمنتصف القرن الثاني الهجري، ثم شهد العديد من التوسعات التالية، وحظي باهتمام خلفاء وسلاطين وأمراء المسلمين، وعمرّه الجواد الأصفهاني في عام 559 هجريًا، وأجريت له في العصر المملوكي عمارتان مهمتان الأولى بأمر الملك المظفر سيف الدين عام 843 هجريًا، والثانية بأمر السلطان قايتباي عام 884 وتعتبر الأفخم والأكثر جمالا واتقانا في ذلك الحين، ثم جددت عمارته في العهد العثماني عام 1272 هجريًا، بحسب صحيفة "الرياض" السعودية.

بينما كان التوسعات الأبرز بعد توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز، وصار طوله من الشرق إلى الغرب 340 مترًا، وعرضه من الشمال إلى الجنوب 240 مترًا، ومساحته أكثر من 110 آلاف متر مربع، وأوضحت الصحيفة السعودية أنه يعتبر أكبر مسجد في المملكة بعد الحرم المكي والمسجد النبوي، وبلغت تكاليف عمارته وتوسعته أكثر من 337 مليون ريـال.

وتوجد خلف المسجد مساحة مظللة تقدر مساحتها بـ8000 متر مربع ويستوعب المسجد نحو 350 ألف مصل، وله 6 مآذن، وارتفاع كل مئذنة منها 60 مترًا، وله 3 قباب، و10 مداخل رئيسية تحتوي على 64 بابًا، وفيه غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة لنقل الخطبة وصلاتي الظهر والعصر ليوم عرفة مباشرة بواسطة الأقمار الصناعية، وفقًا لموقع "سكاي نيوز".