"الحج والذبح والصيام".. موروثات فرعونية يحييها المصريون في ثوب ديني

06:44 م | الجمعة 09 أغسطس 2019

الصيام والحج والأضحية أبرز ملامح عيد الأضحى المبارك، فروض وطقوس ومناسك يعشيها المسلمون في كل أنحاء العالم، يصومون ويصلون ويحتفلون ويتمنون لبعضهم البعض الحج، والوقوف على عرفات، لمن لم ينال الفرصة.

"كل عاداتنا الحالية هي موروثات فرعونية"، يقول مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة الآثار، الذي يرى أن الديانات تكمل بعضها البعض وأن مصر القديمة شهدت أنبياء لم نعرف عنهم شيء، لأن مؤسسين علم "الإيجيبتولوجي" لم يكونوا مؤمنين بالديانات فكتبوا من وجهة نظرهم.

الحج عند قدماء المصريين

كان الحج إلى أبيدوس في سوهاج أمنية كل إنسان في مصر القديمة، وكانوا يسعون للحج قبل موتهم اعتقادا منهم بأنه المنطقة التي دفنت بها رأس ايزوريس آله الموتى، فكانوا يذهبون إلى أبيدوس ويلفون حول القبر، حسب شاكر.

ويتابع كبير الأثريين بوزارة الآثار، أن الحاج إلى أبيدوس كان يرتدي ملابس من الكتان الأبيض ليغطي بها الكتف الأيسر نظرا لأن الكتف الأيسر به القلب الذي به جزء صالح وجزء سيئ فكان يغطى قلبه حتى يستر سيئاته وهو أمام الله.

ويتابع شاكر، أن الاعتقاد السائد آنذاك أن بالدوران حول قبر أوزوريس كان الإنسان يتخلص من أخطائه، وبعدها يأخذ لوحة نذرية من الحجر أو الخشب ويكتب عليها أمنياته ويأخذ بعض التذكارات من المكان مثل "تمثال لأوزوريس" أو ورقة بردي من كتاب الموتى، وغيرها من تذكارات من المكان المقدس، وعند عودته كن يرسم طقوس الحج على جدران منزله.

ويشير كبير الأثريين بوزارة الآثار إلى أن معظم المقابر تشهد رسمات الحج إلى أبيدوس، فكان الذي ينال الرحلة وهو على قيد الحياة لأنها كانت مكلفة بالنسبة للفقراء فكان يوصي بأن يحج عنه وأن يرسم له الطقوس في الصالة الأولى المستعرضة بمقبرته.

الذبح والقرابين الفرعونية

يؤكد شاكر، أن القرابين الفرعونية وعادات الذبح تتشابه مع عادتنا في مصر، فكان الجزار يرتدي جلباب أبيض كمان أن عادة تلطيخ الحوائط بالدم هي عادة فرعونية، وخصوصا الخمس أصابع للوقاية من الحسد، وطريقة تقسيم اللحم فكان الثلث للكهنة وثلث لأهل البيت وثلث للفقراء.

الصيام والصلاة في مصر القديمة

يقول كبير الأثريين إن الكهنة كانوا يتطهرون قبل كل صلاة بالمياه، كما نشهد لوحات بها وضعيات السجود والركوع، مشيرا إلى أننا لم يصل لنا تفاصيل محددة عن الصيام لكن الإنسان المصري القديم عرف الصيام وكانت له طقوسه.

كان الصيام يشمل انقطاعا عن الطعام والشراب وممارسة الجنس، وكان غالبا في فترة الفيضان حيث تكثر الطقوس والأعياد، مشيرا إلى أن المصريين القدماء كانوا يتحفلون بالعيد بارتداء الملابس الجديدة والتعطر وتجهيز المنزل وغيرها من الطقوس التي تتشابه مع طقوس المصريين في العيد.