هل "سالفيني" الإيطالي القوي في طريقه لرئاسة حكومة بلاده؟

هل "سالفيني" الإيطالي القوي في طريقه لرئاسة حكومة بلاده؟
- الحكومة الإيطالية
- روما
- سالفيني
- رئيس الوزراء الإيطالي
- الحكومة الإيطالية
- روما
- سالفيني
- رئيس الوزراء الإيطالي
تمكن زعيم حزب "رابطة الشمال" المتطرف وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني من فرض نفسه في المشهد السياسي في بلاده، ولكن هل يتمكن من رئاسة الحكومة في النهاية.
وذكرت قناة "فرانس 24" الفرنسية، في وقت سابق، أن هذا السياسي الشاب الذي يقلد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين يريد أن يصفي حساباته مع الاتحاد الأوروبي.
ومساء اليوم أعلن سالفيني، الرجل القوي في الحكومة الإيطالية، انهيار الائتلاف الحكومي -حزب الرابطة وحركة خمس نجوم- مطالباً بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في أسرع وقت ممكن.
وقال سالفيني، في بيان صدر، في ختام سلسلة لقاءات بين عدد من القادة السياسيين "لنذهب فوراً إلى البرلمان لإبلاغه بأنّه لم تعد هناك أغلبية ولنعد الكلمة سريعاً إلى الناخبين". وكان سالفيني قال أمس الأربعاء: "لقد انهار شيء ما في الأشهر الأخيرة" ، في إشارة إلى التحالف، وفقا لما ذكرته وكالة "بلومبرج".
وبدأ سالفيني نضاله السياسي في التسعينيات في "رابطة الشمال" التي أسسها المتطرف السابق إمبورتو بوسي. وهو يعرف بعدائه الكبير للاتحاد الأوروبي، الذي يرى فيه المتسبب الأول في كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها إيطاليا منذ سنوات عدة.
كما يعرف أيضا بعدائه للإسلام وللمهاجرين غير الشرعيين حيث وعد أنه في حال أصبح رئيسا للحكومة الإيطالية فسيقوم "بإبعادهم في ظرف 15 دقيقة فقط".
وذكرت قناة "فرانس 24" الفرنسية، أن سالفيني درس العلوم القانونية، لكنه سرعان ما ترك مقاعد الجامعة لينخرط بالعمل السياسي في حزب "الرابطة" المتطرف.
وفي 1993، فاز بمنصب مستشار في بلدية ميلانو لتكون بذلك الانطلاقة الأولى له في عالم السياسة، كما عمل أيضا كصحافي في جريدتين مقربتين من حزب "رابطة الشمال" لغاية 2004 وهي السنة التي فاز فيها بمقعد في البرلمان الأوروبي.
وأوضحت "فرانس 24": عرف سالفيني كيف يجذب أنظار الإعلام إليه مستخدما في كل مرة تصريحات استفزازية، مثل تلك التي اقترح فيها تخصيص مقاعد للإيطاليين الأصليين في المواصلات العامة.
ويعد سالفيني، من بين المحبين لبوتين وترامب ومن المقربين إلى زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان.
وأشارت "فرانس 24"، إلى أنه بهدف بناء شعبية كبيرة تتعدى منطقة الشمال الإيطالي، وظف سالفيني عدة ملفات ساخنة، أبرزها غياب الأمن في بعض مناطق إيطاليا على غرار الجنوب وارتفاع نسبة البطالة فيها، فضلا عن مشكلة المهاجرين غير الشرعيين الذين تدفقوا إلى هذا البلد منذ 2010.
فيما لم يكف عن توجيه انتقادات لاذعة ضد الاتحاد الأوروبي الذي اتهمه بالتصرف بشكل "دكتاتوري" تجاه بلده حسب قوله.
ويعتمد سالفيني على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وصفحة فيس بوك على طريقة الرئيس الأمريكي لإيصال رسائله السياسية لمتابعيه واستقطاب مساندين جدد لحزبه.
وينشر باستمرار فيديوهات وصور حول نشاطاته الحزبية واللقاءات التي ينظمها مع الناس، محاولا دائما أن يسوق صورة سياسي قريب من المستضعفين ومهتم بمشاكلهم وهمومهم اليومية، على عكس باقي السياسيين الإيطاليين الآخرين الذين يتهمهم بالفساد والتلاعب بثقة الناخبين.
وكانت صحف إيطالية، أشارت في وقت سابق اليوم، إلى تأرجح موقف سالفيني بين فض الائتلاف مع شريكه في الحكم لويجي دي ماتيو، الرئيس السياسي لحركة خمس نجوم، والدعوة لانتخابات مبكرة في شهر أكتوبر القادم وبين المطالبة بتعديل للفريق الحكومي بإقالة ثلاثة وزراء غير مرغوب فيهم محسوبين على حركة خمس نجوم وهم وزير النقل والبنية التحتية، دانيلو تونينيللي ووزيرة الدفاع إليزبيتا ترينتا ووزير المالية جيوفاني تريا.
فيما نفت مصادر في رئاسة الوزراء الايطالية إمكانية تقديم رئيس الحكومة، جوزيبي كونتي، الاستقالة، وذلك تعليقاً على توجه الاخير للقاء رئيس الجمهورية سيرجو ماتاريلا في مقر الرئاسة في إجتماع مفاجئ وغير معلن بعد ظهر اليوم الخميس، غداة تفجر أزمة جديدة بين طرفي الائتلاف الحاكم في تصويت بمجلس الشيوخ حول جدوى مشروع خط القطارات فائقة السرعة للربط بين مديني تورينو الايطالية وليون الفرنسية، والمعروف إعلامياُ بـ "تاف".
وقالت المصادر: "لا توجد أي فرضية للاستقالة”، مشيرة إلى أن كونتي ذهب إلى الرئيس ماتاريلا لإحاطته عن الوضع السياسي بعد الانقسام الذي شهدته قاعة مجلس الشيوخ بين قطبي الائتلاف الثنائي حيث صوت برلمانيو حزب الرابطة، الذي يقوده سالفيني، لصالح مقترحات، قدمتها قوى المعارضة، داعمة لخط السكك الحديدية، وأفشلوا مقترحاً للحليف حركة خمس نجوم يدعو لعدم المضي قدماً في المشروع، وفقا لما ذكرته وكالة "أكي" الإيطالية.
من جانبه، علّق رئيس الوزراء الايطالي السابق ورئيس الحزب الديمقراطي المعارض، باولو جينتيلوني على الازمة الراهنة بين قطبي الائتلاف الحاكم، حزب الرابطة وحركة خمس نجوم، وقال عبر "تويتر": "حكومة الائتلاف الاصفر-الاخضر لم تعد موجودة. لحسن الحظ لدينا رئيس الجمهورية سيرجو ماتاريلا، في إشارة إلى شخصية رأس الدولة الكاريزمية.