«شلبى» خرج فى مظاهرة «العيش والحرية» فوجهوا له تهمة «تفجير مديرية أمن السويس»

«شلبى» خرج فى مظاهرة «العيش والحرية» فوجهوا له تهمة «تفجير مديرية أمن السويس»
وقتما كانت الأعداد الغفيرة من المتظاهرين تحتفل فى ميدان التحرير بذكرى ثورة 25 يناير تحت حراسة الشرطة والجيش، كان هناك من يقف فى ميدان آخر وفى محافظة أخرى، يعيد مطالب وقف لأجلها منذ 3 سنوات، ولكن بقلب مرتجف وأمل مفقود.. أحمد شلبى، بعويناته الواسعة، وشعره الأشقر، شاب عشرينى من نشطاء المدينة الباسلة، خرج ليحيى مطالب الثورة فى ميدان الأربعين بالسويس، ولم يجد ممن كانوا إلى جواره حين قامت ثورة يناير إلا ما يعد على أصابع اليد الواحدة.
عمد «شلبى» يومها إلى أحد الأرصفة، جلس فى وسط الميدان يتذكر الثورة، وينتظر ما قد يجود به الوقت من عودة الأصدقاء، حتى باغتته مصفحة شرطة، تتقدم نحوه والواقفين جواره، هُرع الجميع فيما ظل هو ثابتاً على مسكنه فى الميدان دون حركة، خرج أحد الضباط من المصفحة، بإيماءة تجاه «شلبى»: «هاتولى الواد الفلسطينى اللى واقف هناك»، فملامحه وشعره الطويل الأشقر وضعاه فى مجال شك الضباط.
حتى دخول المدرعة، كان كل ما يمكن أن يوجه إلى «شلبى» من اتهامات على طريقة التظاهر بدون تصريح أو الشغب، كزملائه المقبوض عليهم فى اليوم ذاته، ولكن الموقف اختلف وتبدل وتغير، وسط الكم الهائل من اللكمات والضربات والصعق بالكهرباء داخل المصفحة يصمت الجميع، انفجار ضخم يدوى فى الأفق، يهز المكان، واهتزت معه المصفحة تحت أقدام العساكر الملتفين فى حفلة تعذيب حول «شلبى» ورفاقه.
يتوقف الضرب.. الكل فى صمت من فرط الخوف، ساعة وربما أقل قبل أن يصدر الضابط أمراً لعساكره: «هاتولى الواد الفلسطينى اللى عندكو»، فيقيد «شلبى» من خلفه، ويزج به إلى العامة فى الشوارع، ويشير إليه الضابط منتشياً كما لو كان قائداً فى معركة كتبت له فيها اليد العليا: «قبضنا على اللى فجر القنبلة.. قبضنا على الإرهابى»، واستمرت المصفحة تجوب شوارع المدينة تعلن عن مفجر القنبلة بمديرية أمن السويس، والكل من خلفهم يهلل ويصفق لرجال الشرطة البواسل، وانتشرت صور «شلبى» ممهورة بلقب إرهابى على صفحات الإنترنت ومواقع الصحف.
بين ليلة وضحاها، تتبدل المواقف، يخرج الجميع: كل ما كان فى حرز «شلبى» «كوفية وواقٍ من الغاز يباع بأسعار زهيدة فى الصيدليات»، لم تجد الشرطة حسب رواية والده محمد شلبى، الرجل الستينى، صاحب إحدى قاعات الأفراح لـ«الوطن»، فى تهمة تفجير القنبلة مبتغاها، فخرجت تفتش منزله بحثاً عن شىء جديد، قرب الفجر، حتى وجدت ضالتها فى كتاب كان يتصفحه عن الإخوان، الذين خرج ضدهم فى 30 يونيو: «كان بيحب القراءة.. والكتاب بيتباع زى الكتب العادية فى المكتبات».
إرهابى فجر مديرية أمن السويس، عضو جماعة إرهابية، عضو جماعة أحرار، الكثير من التهم التى وجهت للشاب العشرينى، تتغير وتتبدل وفق أهواء القائمين على السلطة هناك، وفى النهاية كان الحبس فى سجن «عتاقة»، يجدد له كل 15 يوماً.. «القضية مش قضية ابنى وبس، الموضوع أكبر من كده، القضية قضية شباب الدولة مش عارفه تحتويهم، قضية شباب بيضيع كل يوم، ابنى مش منتمى لأى حاجة ولا أى فصيل».. وينهى الأب حديثه قائلاً: «عايزين دولة عدل».
ملف خاص
5 معتقلين بـ«الصدفة»: «إحنا بتوع الأوتوبيس»

قوات الامن تلقى القبض على عدد من الطلاب المثيرى الشغب
يقف مشدوها، بجسد هزيل، وشعر دب الشيب فيه، وسط عدد غفير من الجنود، يتحسس جسده بعدما ألقى عليه ما يكفى من اللكمات خلال حفلة الاستقبال الأولى بالسجن، يصيح فى الجموع، الواقف بجوارهم، وسط الظلمة القاتمة: «يا جماعة أنا ماليش دعوة باللى بيحصل، إحنا بتوع الأتوبيس»... للمزيد
محمد عامر.. مقبوض عليه بسبب «جهاز لاسلكى»

والدة محمد تحمل صورته
تجلس فى هدوء ترنو إلى ملامح وجهه، تغلبها الدموع أحياناً، فهو قد قارب على الرحيل، وسيظل بعيداً 45 يوماً كاملة خلال فترة التدريب مجنداً بالقوات المسلحة بعد أيام.... للمزيد
«أنا مش معاهم»..الأمن كان يطارد الإخوان.. ووجد «بلال» بطريقه.. فقبض عليه

بلال
ظهر يوم 27 من ديسمبر الماضى صادف بلال أيمن، الطالب ذو الـ15 عاما، فى طريق عودته إلى المنزل بمنطقة الألف مسكن، بعد انتهاء أحد الدروس الخصوصية، مسيرة لأنصار «الإخوان» هناك. لتكون أسوأ مصادفة فى حياته.... للمزيد
محمود حسن.. عريس فى المعتقل بتهمة «حيازة بدلة فرح»

محمود حسين
علقت الزينة، وارتسمت الابتسامات، النساء يرتدين حلاتهن، والرجال ينصبون الشادر، والكل فى فرحة العرس.... للمزيد
عبدالله جاد.. شعره الطويل ألقى به فى السجن لأنه «شكل بتوع 6 أبريل»

عبد الله
«شعرك طويل وشبه بتوع 6 أبريل».. جملة خرجت من فم أحد الضباط، بجوار قسم الأزبكية، كانت سببا لإيداع عبدالله جاد، الشاب الذى لم يتجاوز عمره العقد الثانى، بالسجن، متهما بالإرهاب وقتل الثوار... للمزيد