بامبرز تبتكر حفاض أطفال "ذكي" ينبه الوالدين بدرجة البلل

بامبرز تبتكر حفاض أطفال "ذكي" ينبه الوالدين بدرجة البلل
بعد انتشار موضة الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، مثل الساعات والملابس التقنية، أعلنت شركة بامبرز أنها طوَّرت نظاما صحيا متكاملا لرعاية الأطفال، يتكون من حفاظة أطفال ذكية، وكاميرا صغيرة للمراقبة، بالإضافة لتطبيق يمكن تنصيبه على أجهزة الهاتف.
الحفاظة، بحسب التقرير الذي نشره موقع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تحتوي على مستشعرات دقيقة، تمكنها من اكتشاف أي قدر من البلل داخل نسيج الحفاظة، وإرسال تنبيه إلى التطبيق الموجود على أجهزة الهاتف المحمول الخاصة بالوالدين.
الحفاظة أيضا يمكنها تحديد الأوقات التي يستيقظ فيها الطفل من نومه، من خلال استشعارها لحركات الجسد، كما يمكن للتطبيق الخاص بالحفاظة أن يتنبأ بشكل تقريبي بميعاد الوجبة المقبلة الخاصة بالطفل، من خلال حساب آخر وقت تم فيه تغيير الحفاظة.
شركة بامبرز أعلنت أن الحفاظة ستكون متاحة بالأسواق الأمريكية في فصل الخريف من هذه السنة، إلا أنها لم تحدد سعر الحفاظة والنظام المصاحب لها.
الحفاظة سيتم تطويرها في المستقبل، لتكون قادرة على تتبع حركة معدة وأمعاء الطفل، ومن ثم اكتشاف مشاكل الهضم في وقت مبكر من حدوثها، إلا أن هذا التطوير لم يتم الإعلان عنه بعد.
الحفاظة الذكية ربما تكون فكرة مبتكرة، وقادرة على إحداث ثورة في العناية بالأطفال، إلا أنها ليست التقنية الذكية الأولى التي يتم استخدامها في المنتجات الخاصة بالأطفال الرضع.
البداية كانت مع ظهور مفهوم "إنترنت الأشياء"، وما تبعه من ظهور وانتشار الأجهزة الذكية في حياة الناس، سواء داخل المنازل أو في الأشياء المتنقلة مثل الملبوسات، كخطوة نحو جعل نشاطات الحياة اليومية أكثر سرعة كفاءة.
لم يمر وقت طويل حتى وصول هذه التكنولوجيا لمنتجات الأطفال، حيث شهدت الأسواق من قبل ظهور زجاجات وأسرَّة ومصابيح ليلية ذكية، وأجهزة مزودة بميكروفون وسماعات يمكنها سماع صوت الطفل عند البكاء وتشغيل صوت الأم أو الأب لتهدئة الطفل.
الظهور المتزايد لتقنية الذكاء الصناعي في منتجات الأطفال أثار بعض المخاوف لدى الأطباء وخبراء التربية والأسرة.
الخبراء يرون أن المنتجات الذكية تضع الآباء أمام اختيار صعب، فهي تيسر لهم مهمة العناية بالطفل، إلا أنها تهدد الطفل والآباء بالتعرض لمشكلات، إذا ما حدث خطأ ما في المكونات المادية أو المعلوماتية الموجودة بالمنتج.
بعض خبراء التربية يرون أن الموضوع قد يكون له أيضا بعض الجوانب الأخلاقية والتربوية، فالأطفال أيضا من حقهم أن يحظوا ببعض الخصوصية، كما أن تتبع كل حركة من حركات الطفل ومعرفة معلومات كثيرة عنه، حتى في أوقات نومه، قد تجعل الآباء مهووسين بمراقبة طفلهم والتحكم فيه، حتى عندما يكبر.
قضية أخرى تثيرها مثل هذه المنتجات، وهي مدى تمتعها بوسائل الأمن الإليكتروني، ومدى سرية المعلومات التي تجمعها المستشعرات المختلفة ويجمعها الجهاز أو التطبيق المصاحب له، سواء كانت منتجات الأطفال أو البالغين.
خبراء المعلومات والأمان الرقمي يرون أن استخدام الناس للتقنية الذكية منذ طفولتهم وفي مراحل عمرهم اللاحقة، وبجانب المعلومات والصور والمواد الأخرى التي ينشرها هؤلاء الناس على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، يمكن لأي شركة أو جهة تتمتع بتقدم تكنولوجي كبير ونفوذ أن تستغلها لإنشاء ملفات شخصية لأي شخص، تحتوي على معلومات تفصيلية عن جسده وعقله وشخصيته، منذ أيامه الأولى وحتى نهاية حياته.