تشريد وتعطيش وهدم تراث.. تركيا تبدأ ملء خزان سد "إليسو"

كتب: محمد الليثي

تشريد وتعطيش وهدم تراث.. تركيا تبدأ ملء خزان سد "إليسو"

تشريد وتعطيش وهدم تراث.. تركيا تبدأ ملء خزان سد "إليسو"

تناول عدد من وسائل الإعلام خطوة تركية جديدة في سد "إليسو" الواقع على نهر دجلة، وأشارت التقارير إلى أنَّ "أنقرة" بدأت ملء الخزان الضخم سعيًا لتوليد الكهرباء على النهر، رغم الاحتجاجات الكثيرة بسبب نتائج تلك الخطوة في تشريد الآلاف والتهديد بنقص المياه عند مصب النهر في العراق.

ونقلت قناة "العربية" الإخبارية، أنَّ صور للأقمار الصناعية أوضحت أنَّ المياه بدأت تتجمع خلف سد "إليسو"، وهو مشروع استمر العمل فيه عقودًا، ويهدف لتوليد 1200 ميجاوات من الكهرباء لجنوب شرقي تركيا، لافتة إلى أنَّ المسؤولون الأتراك لم يعلقوا على العمل في ذلك السد.

وأشارت القناة الإخبارية، إلى أنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قدذكر في وقت سابق من العام الجاري أنَّ بلاده ستبدأ ملء خزان السد في يونيو، أي بعد عام من احتجاز الماء لفترة وجيزة خلف السد.

وكانت تركيا أوقفت احتجاز المياه في ذلك الوقت بعد شكاوى عراقية من انخفاض التدفقات المائية في منتصف الصيف.

سد إليسو

وافقت الحكومة التركية للمرة الأولى على إنشاء سد "إليسو" عام 1997 كجزء رئيسي من مشروع جنوب شرقي الأناضول الذي يهدف إلى "تحسين أوضاع المنطقة الأفقر والأقل تطورًت في البلاد".

خطورة السد على العراق

يرى العراق إنَّ السد سيؤدي إلى شح المياه لديه لأنَّه سيقلل التدفق في أحد النهرين "دجلة والفرات" اللذان تعتمد عليهما البلاد في معظم احتياجاتها من الماء.

يشار إلى أنَّ العراق يحصل على نحو 70% من إمداداته من المياه من الدول المجاورة، خاصة من خلال نهري دجلة والفرات عبر تركيا.

وقالت الحكومة العراقية، في بيان، إنَّ مسؤولين عراقيين وأتراك ناقشوا الموارد المائية لنهري دجلة والفرات في بغداد يوم الأربعاء الماضي؛ ليروا كيف يمكن تحقيق مصالح البلدين.

تطورات جديدة

وذكر نجدت إبيكيوز وهو نائب عن حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، أنَّ صور الأقمار الصناعية من الأسبوعين الماضيين تُظهر أنَّ السد بدأ في احتجاز المياه، مضيفًا أنَّ المياه غمرت طريقًا في المنطقة بالفعل.

وأضاف "إبيكيوز" : "يتخذون خطوات بطيئة وذلك للحد من ردود الفعل على احتجاز المياه، هذا هو السبب في أنهم لا ينشرون المعلومات"، مشيرًا إلى أنَّ عدد من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي حاولوا زيارة السد في يوليو لكن الشرطة منعتهم.

خطورة السد داخل تركيا

وتحدى عدد من دعاة الحفاظ على البيئة مشروع السد أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على أساس أنَّه سيلحق الضرر بالتراث الثقافي للبلاد لكنهم لم ينجحوا في مسعاهم.

ومن المتوقع أيضًا، أنَّ تغمر المياه في نهاية المطاف بلدة حسن كيف التي يعود تاريخها إلى 12 ألف عام. ويجرى نقل سكان البلدة القديمة إلى بلدة "حسن كيف الجديدة" على مقربة منها كما يجرى نقل القطع الأثرية إلى خارج البلدة.

ونشرت مجموعة من المنظمات غير الحكومية والنقابات العمالية وأعضاء بالبرلمان صورًا التقطتها الأقمار الصناعية تظهر ارتفاع مستوى المياه خلف السد في الفترة بين 19 و29 يوليو.

وقالت المجموعة التي تسمي نفسها "تنسيقية حسن كيف"، في بيان، أنَّ "الوضع الحالي يعزز فكرة أن الصمامات أغلقت بشكل دائم"، مضيفة: "لأن بحيرة السد تكبر كل يوم، يشعر الناس الذين يقيمون في هذه المناطق بالقلق، لا يمكنهم أن يعرفوا متى تصل المياه إلى مناطقهم السكنية أو الزراعية".

محلل سياسي : الشارع العراقي مشغول بمشكلات كثيرة.. وستخرج تظاهرات بشأن "إليسو" في المسقبل

يقول الدكتور وسام صباح المحلل السياسي العراقي، إنَّ الجوانب السلبية وتأثيرات سد "إليسو" لم تظهر بعد داخل العراق، لافتًا إلى أنَّ الشارع العراقي مشغول الآن في تظاهرات جراء المشاكل الكبيرة الذين يعيشون فيها بشأن مسألة الخدمات والبنى التحتية والأزمة السياسية وتدخل الدين في الدولة وغيره.

وأضاف "صباح" لـ"الوطن"، أنَّ تأثير السد سيكون على الزراعة في العراق، وذلك إلى الجانب المشكلات الكثيرة التي تغرق فيها الزراعة في العراق، لأن العراق يزرع وينتج والفاكهة والخضروات، ولكن تذهب الحكومة إلى إيران لجلب المواد الزراعية والفاكهة والخضروات من هناك.

واستطرد المحلل السياسي قائلًا إنَّ مسألة غليان الشارع العراقي بالنسبة للسد لم تأت بعد بسبب المشكلات الكثيرة والتي تأتي على رأسها التدخلات الخارجية في السياسة العراقية، لافتًا إلى أنَّ هناك العديد من الأزمات التي تعصف بالعراق كالكهرباء والمجاري والمستشفيات والفساد المالي والإداري المستشري في البلاد، وكل ذلك له تأثير مباشر على المواطن العراقي.

وختم الخبير السياسي حديثه بقوله: "في المستقبل سيتأثر الشارع العراقي بالسد التركي، وستكون هناك تظاهرات، لأن الحكومة العراقية لم تتخذ أي إجراء في مسائل كثيرة، ليس فقط في مسألة إليسو".


مواضيع متعلقة