منير فخرى عبدالنور.. «الجوكر»
![منير فخرى عبدالنور.. «الجوكر»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/7922_660_fffffffffffffffffffff.jpg)
فى منزله يجلس الرجل السبعينى، منتظراً مكالمة تختلف عن سواها، دقائق ويأتيه الاتصال المنتظر حاملاً بُشرى اختياره وزيراً للسياحة فى حكومة أحمد شفيق، يقبل الرجل رغم الظروف السياسية الصعبة، بعد 33 يوماً فقط يسقط النظام والحكومة التى لاقت سخطاً شعبياً، ترحل الحكومة ويظل هو يتقلب كوزير للسياحة بين الوزارات فى عهد المجلس العسكرى بداية من حكومتى شرف الأولى، والثانية، ثم الجنزورى، ومع تولى الإخوان الحكم، يترك مقعده «مؤقتاً» ليحجز مقعداً فى صفوف «جبهة الإنقاذ» المعارضة للإخوان، حتى تأتى 30 يونيو، ويرحل الإخوان، فيقرر ترك «الجبهة» استعداداً للعودة إلى الأضواء كوزير مرة أخرى، بصرف النظر عن الوزارة التى سيتم إسنادها إليه.
منير فخرى عبدالنور، القطب الوفدى الشهير، أراد مقعداً وزارياً، فرزقه الله باثنين، «الصناعة والتجارة»، و«الاستثمار وقطاع الأعمال»، ليصبح بذلك وزيراً واحداً لوزارتين مجتمعتين، بعد أن رحلت حكومة الببلاوى، وتم ترشيحه للاشتراك فى الحكومة الجديدة.
«الإخفاق الأكبر للحكومة المستقيلة، هو فشلها فى التواصل مع الرأى العام وشرح ما حققته من إنجازات» هكذا يقول «عبدالنور» عن حكومة «الببلاوى» نافضاً يده من «الإخفاق» الذى أجبر الحكومة على تقديم الاستقالة.
رغم كونه رجل صناعة فى المقام الأول من خلال استثماراته السابقة فى قطاع الصناعات الغذائية، فإن كثيراً من المستثمرين يرون أن عبدالنور يؤدى دوراً سياسياً، ويهمل الجانب الاقتصادى وتحديداً ملف الصناعة الذى جاء من أجله، بدليل تضاعف عدد المصانع المتعثرة التى لم يكن يتجاوز عددها 430 مصنعاً ليقفز الرقم إلى 956 مصنعاً بنهاية العام الماضى.
جولات مكوكية قام بها الوزير المولود فى أغسطس عام 1945 بمحافظة المنيا، إلى الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا قبل شهر تقريباً، وهى الدول التى اتخذت موقفاً رافضاً لثورة 30 يونيو، ما دعا البعض إلى القول بأن «عبدالنور» يقوم بمهام وزير الخارجية وليس الصناعة والتجارة، خاصة أن هؤلاء يعتقدون أن تلك الزيارات لم يكن لها أى انعكاس واضح على الاقتصاد.
ملفات عديدة تنتظر الوزير «الجوكر»، كما يطلق عليه البعض، كانت فى البداية مقتصرة على قضية «نقص الطاقة المخصصة للصناعة»، و«نقص الأراضى»، و«مشاكل التصدير»، فى الأيام المقبلة ستضاف إليها مشكلات أخرى بعد توليه الاستثمار ستكون بمثابة «ألغام»، يأتى ملف قطاع الأعمال والإضرابات العمالية فى مقدمتها.
لن يشفع للوزير الجديد مجيئه من أسرة وفدية عريقة تمتد بجذورها إلى الجد الأكبر فخرى عبدالنور، «قاموس الوفد» كما كان يسميه سعد زغلول، ولن تشفع له مشاركته فى جبهة الإنقاذ، وكفاحها ضد «الإخوان»، فقط ما سيتحقق من إنجازات على أرض الواقع، هو ما سيثبت مدى قدرة عبدالنور على تحمل أعباء الوزارة الجديدة.