في ذكرى رحيله الـ 170.. محمد علي باشا "اليتيم" الذي أسس مصر الحديثة

كتب: منى السعيد

في ذكرى رحيله الـ 170.. محمد علي باشا "اليتيم" الذي أسس مصر الحديثة

في ذكرى رحيله الـ 170.. محمد علي باشا "اليتيم" الذي أسس مصر الحديثة

تحل اليوم الذكري الـ 170 عام على رحيل مؤسس مصر الحديثة محمد على باشا، الذي حكم مصر ما بين 1805 إلى 1848، بعد أن ثار الشعب على خلفه، خورشيد باشا، واستطاع بذكاء أن يستغل الظروف المحيطة لصالحه، حتى تمكن من الاستمرار في الحكم 43 عاما، في وقت الذي لم تترك فيه الدولة العثمانية واليا على مصر يستمر أكثر من عامين.

لكن قبل التحدث عن محمد علي مؤسس مصر الحديثة، سوف نتطرق أولا إلى حياته ونشأته...

اليتيم الذي حكم مصر

اسمه بالكامل محمد علي باشا المسعود بن إبراهيم آغا القوللي، وقد ولد في مدينة "قولة" شمال اليونان عام 1769، لأسرة ألبانية، وكان واحدا ضمن 17 أخ، لم يعش منهم سواه، وأصبح وهو في الرابعة عشر يتيم الأب والأم، فقام عمه "طوسون" بكفالته ورباه مع أولاد عمم، لكنه توفي أيضا، فكفله حاكم "قوله" وصديق والده "الشوربجي"، وأدرجه بسلك الجندية، وقد أظهر فهما لفن المباغتة، وقوة احتمال استدعت الانتباه.

عندما بلغ الثامنة عشر، تزوج من قريبة حاكم قولة وكانت فتاة جميلة وغنية، أنجب منها 5 أولاد (3 ذكور، 2 إناث) ، وكانت فاتحة الخير، حيث قررت الدولة العثمانية إرسال قوات الجيش لمصر لانتزاعها من الفرنسيين، وكان رئيس الكتيبة هو ابن حاكم قولة، لكنه لم يلبث أن عاد لوطنه، فترقى محمد على نائب إلى قائد الكتيبة.

محمد علي الجندي

بعد فشل الحملة الفرنسية علي مصر عام 1801 وانسحابها، وتواكب الأمر مع الزحف العثماني على بلاد الشام واضطراب الأوضاع في أوروبا، تشجع المماليك على العودة إلى ساحة الأحداث في مصر، وإن حدث بينهم انقسام، بعضهم وقف إلى جانب الدولة العثمانية، بينما البعض الآخر إلى جانب انجلترا، وزادت الصراعات بين الطرفين، واستطاع محمد على استغلال تلك الاضطرابات للوقيعة بين الطرفين، وإيجاد مكان له على الساحة السياسية، وحاول كذلك التودد لكبار رجال الدولة.

عام 1804 تم تعيين والي عثماني "أحمد خورشيد باشا" الذي حاول إبعاد محمد على وفرقته إلى الصعيد بحجة التخلص من المماليك، وعاث في الأرض فسادًا، مستوليًا على الأموال ولم يراع الأعراض، فثار عليه الشعب، وأدى هذا لعزل الوالي، واختار زعماء الشعب بقيادة عمر مكرم نقيب الأشراف ليجلس محله.

محمد على واليا على مصر

وفي التاسع من يوليو 1805 أصدر السلطان العثماني سليم الثالث فرمانا بعزل خورشيد باشا وتعين محمد على واليا علي مصر.

ويقول الجبرتي إن عمر مكرم علا شأنه وأصبح النهي والأمر بديه في الأمور الجزئية والكلية، وكان هناك تأييد من العلماء، مما جعل محمد علي يفكر في التخلص منه.

 

الأيام الأخيرة لمحمد علي

يُقال إن في الشهور الأخيرة من حكم محمد على فقد عقله وأصبح يعاني من جنون الارتياب، وقد تسبب مرض ووفاة ابنه إبراهيم بصدمة كبيرة، وأصبح يخفي عجزه بالصمت لفترة طويلة، حتى وفاته في الثاني من أغسطس 1849.


مواضيع متعلقة