"كوبون وجورنال وجواب بالبريد".. ذكريات جيل السبعينيات مع تنسيق الثانوية

02:36 م | الأحد 28 يوليو 2019

تطورات تكنولوجية كبيرة تضع بصمتها على كل ما هو حولنا، ومنها نظام التعليم، فلحقت منظومة تنسيق الثانوية العامة بالتقنيات الحديثة، سواء في تقديم الرغبات أو معرفة النتيجة والكلية التي سيلتحق بها الطالب، وكان تقليص الوقت بين التقديم وتسكين الطلبة في الكليات هو أبرز التغيرات، بالإضافة إلى المجهود الأقل.

"ورق كوبونات زي بتاع الدمغة.. ومتابعة الجرائد" هي أهم الخطوات التي اتبعها السيد علي، 62 عاما، عند تقديمه رغبات الالتحاق بالكلية بعد أن أنهى الثانوية العامة في منتصف السبعينات، ويحكي لـ"الوطن"، أنه بعد إعلان النتيجة، والتي كان يتم إعلانها بهذا التةقيت في إذاعة المدرسة بالاسم علنا أمام الجميع، فيتحول المشهد إلى مهرجانا يحضره كل من في القرية ويتركون أعمالهم، يبدأ الطالب رحلة تقديم الرغبات.

التنسيق كان "كوبون" والنتيجة "بعدها بأسبوعين"

استلم "السيد" ملف أوراقه ولوحة كبيرة تضم الرغبات، كل كلية في "كوبون مكتوب عليه اسمها واسم الجامعة"، ثم قام بلصق رغباته لتتناسب مع مجموعه، وبدأ رحلته من المنوفية إلى مكتب التنسيق بالقاهرة لتقديم الأوراق عبر الانتظار في طابور طويل من الطلبة أقرانه وأولياء أمورهم، لتبدأ رحلة جديدة من الانتظار والترقب والتي امتدت بين 10 أيام وأسبوعين حتى يتم إعلان النتيجة في الجرائد: "مكانش الموضوع بسهولة دلوقتي.. تقديم ونتيجة على النت" بحسب حديثه لـ"الوطن".

وتابع أنه بعد أن عرف نتيجة التنسيق، كانت هناك رحلة انتظار جديدة، حتى وصول جواب الترشيح عن طريق البريد، فذهب "السيد" إلى الكلية التي تم ترشيحه لها والتحق بكلية تجارة حلون شعبة البريد: "الوضع أسهل دلوقتي حتى فيه فرصة تقليل اغتراب والتحويل من الكلية إلكتروني.. وقتنا كان ممكن يمر ترم على منحول بين انتظار الورق يروح من التنسيق للكلية ونروح نقدم ونثبت إننا مجموعنا يدخلنا الكلية اللي هنحول لها".

نتيجة التنسيق كانت تذاع في المدرسة.. "نستنى نستلم جواب الترشيح بالبريد"

لم يختلف الوضع كثيرا بالنسبة لعبد العزيز الدمياطي، الذي أنهى ثانويته في عام 1974، فاتفق أيضا بأنه حصل على نموذج التنسيق اليدوي الخاص به، ثم انتظار نتيجة التنسيق لمدة 10 أيام، والتي كانت تذاع بالمدرسة.

مسترجعا ذكرياته، تحدث الدمياطي لـ "الوطن"، أن التنسيق لم يقتصر على 3 مراحل فقط، وإنما كانت وزارة التعليم قد تضطر لإضافة مرحلة رابعة إذا لزم الأمر، ووفقا لمجاميع الطلبة ونسب النجاح، وتابع أن جواب الترشيح الذي كان يستلمه من البريد هو وسيلة التأكيد الوحيدة لمعرفة الكلية التي يمكنه الالتحاق بها، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الطالب عندما كان يملأ الرغبات يدويا فقط ويرتب الكليات بطريقة خاطئة، فتكون الكلية الأقل مجموعا تسبق الكلية الأكثر، فيقوم الطالب بمقارنة جواب ترشيحه مع درجات كل كلية حسب ما يتم الإعلان عنه.

فرع الخرطوم بجامعة القاهرة كانت اختيار "الدمياطي"، فبعد فشله في اللحاق بكلية في مصر، قام برحلة تقديم جديدة غير تلك الطريقة التي اتبعها أقرانه، فاستفسر عن مجموع كلية التجارة بالخرطوم، وعلم أنها تناسب مجموعة، فبدأ التنقل بين جميعات سودانية وعائلات سودانية في مصر ساعدته على استكمال أوراقه بين تصديق القنصلية، وبين ضمان كفيل حتى التحق بها.