وكيل الأزهر: نتعاون مع إندونيسيا لإرساء تعاليم الإسلام السمحة

وكيل الأزهر: نتعاون مع إندونيسيا لإرساء تعاليم الإسلام السمحة
- إراقة الدماء
- افتتاح مسجد
- الأزهر الشريف
- الإمام الأكبر
- الثقافة الإسلامية
- الحضارة الإنسانية
- الدكتور أحمد الطيب
- الدول المتقدمة
- السلام العالمي
- أبنائها
- إراقة الدماء
- افتتاح مسجد
- الأزهر الشريف
- الإمام الأكبر
- الثقافة الإسلامية
- الحضارة الإنسانية
- الدكتور أحمد الطيب
- الدول المتقدمة
- السلام العالمي
- أبنائها
نقل الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر، تحيات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لإندونيسيا رئيسا وحكومة وشعبا، فإنّ الأزهر الشريف وإمامه الأكبر يعتزون دائما بأبنائهم الطلاب والطالبات الإندونيسيين، الذين ينهلون العلوم الشرعية والإنسانية بكليات الأزهر ومعاهده، من خلال منهج حواري رصين ينطلق من كنوز التراث إلى آفاق المعاصرة؛ بما يربي الدارسين على التعددية الفكرية والتنوع الثقافي ويؤهلهم للإسهام الفعال في إثراء الحضارة الإنسانية.
وأكد الأزهر خلال كلمته بالملتقى الوطني السادس لخريجي الأزهر الذي يعقد في جاكرتا بإندونيسيا، أنّ الأزهر الشريف يسعى دائما لتعزيز روابط التعاون العلمي والثقافي مع الجانب الإندونيسي، بما يسهم في إرساء تعاليم الإسلام السمحة وترسيخ الفهم الحقيقي للدين الحنيف، من أجل التصدي لهذه الشرذمة الشاردة التي تحاول استقطاب الشباب من هنا وهناك إلى جماعات ضالة ومضللة، تتخذ من التأويلات المنحرفة ذريعة لإراقة الدماء المعصومة في محاولة بائسة لشرعنة الإرهاب والقتل والخراب والتدمير.
واستعرض وكيل الأزهر خلال كلمته جهود الأزهر لمكافحة الفكر الإرهابي والتكفيري عبر مسارات متناغمة ترتكز على التوظيف الأمثل للتكنولوجيا الحديثة، والتي اعتمد فيها على جيل جديد من خريجي الأزهر تم تأهيلهم ليكونوا دعاة خير وسلام في مصر والعالم أجمع، مشيرا إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ومكافحة التطرف الذي يعد علامة بارزة في رصد كل الشبهات التي تروجها هذه التنظيمات الضالة الباغية ثم الرد عليها بالحجة والبرهان والسند وذلك بمختلف اللغات، إضافة إلى الإجابة العلمية الشافية على أسئلة واستفسارات المستفتين.
وعرّف عباس بالقوافل الدعوية التي تنتشر في مختلف أنحاء مصر، وتنطلق إلى سائر بلدان العالم، لإرساء دعائم الأخوة الإنسانية وقيم السلام العالمي وركائز الاستقرار المجتمعي وأسس التعايش السلمي، والدور المتعاظم الذي تضطلع به المنظمة العالمية لخريجي الأزهر عبر فروعها الممتدة بالداخل والخارج.
وأشار إلى أنّ المفهوم الصحيح للمواطنة عرفه الإمام الأكبر عندما رفض مصطلح الأقليات المسلمة، باعتباره مصطلحا وافدا تنكره ثقافتنا الإسلامية، مبيّنا أنّ مصطلح الأقليات يحمل في طياته بذور الإحساس بالعزلة والدونية، ويمهد الأرض لبذور الفتن والانشقاق، بل يصادر ابتداء على أي أقلية كثيرا من استحقاقاتها الدينية والمدنية.
وتابع وكيل الأزهر أنّ بيت العائلة المصرية يعد نموذجا في التسامح الديني، استهدف إرساء دعائم الأخوة الوطنية بين جناحي الأمة، كما أنّ افتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة، نموذجا ملهما يثري الحضارة الإنسانية، ويبعث برسالة سلام للعالم، ترتكز على التآخي بين الأديان، وتعكس الإخوة والمودة المتبادلة بين المصريين من المسلمين والمسيحيين، لافتا إلى أنّ جمعية نهضة العلماء تمضي على طريق المواطنة، لتترجم صحيح الإسلام في نموذج آخر للتسامح الديني يؤسس للتعايش المشترك والإخوة الوطنية بين المواطنين الإندونيسيين.
وأوضح عباس أنّ التشويه المتعمد لصحيح الإسلام ووصمه زورا وبهتانا وافتراء بالإرهاب، يأتي في مقدمة التحديات التي تهدد خيرة رجال الأمة وثروة مستقبلها، وأنّه لا يرى سبيلا للمواجهة الفكرية وتحصين فلذات أكبادنا من هؤلاء المفسدين في الأرض، المحاربين لله ورسوله، سوى تنسيق الجهود الدولية لبناء الوعى الديني السليم من خلال تعظيم دور التعليم في تكوين العقول النيرة، بحيث تعالج المناهج الدراسية الشبهات المعاصرة، على النحو الذى انتهجه الأزهر بإقرار مادة الثقافة الإسلامية، إضافة إلى تعزيز دور الأسرة في رعاية أبنائها، مطالبا مؤسسات المجتمع المدني الإسهام الفعال في هذه الجهود التوعوية.
واختتم كلمته: "نريد دعاة خير وسلام، بناة حضارة يسهمون بإخلاص في نهضة أوطانهم والارتقاء ببلدانهم إلى مصاف الدول المتقدمة، فلنعمل سويا لبناء الوعي الديني والوطني والأخلاقي لدى الناشئة منذ نعومة أظفارهم، حتى لا يكونوا فريسة سهلة في يد خفافيش الظلام، ووقودا للدمار والخراب".
ومن المقرر أن يحضر وكيل الأزهر والوفد المرافق له حفل افتتاح فرع مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية بإندونيسيا، ويختتم وكيل الأزهر زيارته الثلاثاء بحضور مؤتمر "الوسطية" بمعهد بيت القران.
وتأتي المشاركات في إطار الدور العالمي للأزهر الشريف باعتباره المرجعية الأكثر تأثيرا للمسلمين في العالم، والقوة الناعمة المصرية الأوسع انتشارا، ومنبر الفكر الوسطي المعتدل وما قدمه في هذا الشأن من فعاليات ومؤتمرات.