مواطنون يودعون الرئيس التونسي الراحل عبر"الوطن": شهد له خصومه وأصدقائه

07:48 م | الخميس 25 يوليو 2019

توفى الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، اليوم، عن عمر ناهز 92 سنة، بالمستشفى العسكري بعد رحلة سياسية طويلة وصراع مع المرض.

حالة من الحزن أصابت، الشارع التونسي عقب الرحيل، وتباينت ردود أفعال المواطنين التونسيين عقب رحيل الرئيس السبسي بين المعارضين والمؤيدين لفترة حكمه، ولكنهم حتى لو اختلفوا معه في الرأي، يدعون بالرحمة لفقيد الجمهورية التونسية.

تواصلت "الوطن" مع بعض المواطنين التونسيين، الذين وصفوا بدورهم، طبيعة المشهد في الشارع التونسي، اليوم، فقال علاء الدين كنزاري، مواطن تونسي يعمل بالتجارة الحرة، 25 سنة، إن الرئيس التونسي الراحل كان رجلا وطنيا بامتياز، وحتى خصومه يشهدون له بأنه رغم تقدمه في العمر إلا أنه لم يتوان عن خدمة وطنه، وأنقذ تونس أكثر من مرة من "حمامات الدماء" وجنّب الدولة العديد من الأزمات.

وأضاف كنزاري لـ"الوطن"، أن ديمقراطية السبسي ومحبته بين العديد من أفراد الشعب، تجعله يستحق أن يتم توديعه في مشهد مهيب يليق بقائد وطني ورجل دولة من الدرجة الأولى.

وقالت رحمة الخروف، طالبة بكلية الحقوق، من مدينة صفاقس التونسية، لـ"الوطن" إنها كمواطنة لا تملك سوى الدعاء للرئيس الراحل، مهما كان موقفها من الاختلاف أو الاتفاق مع بعض القرارات، فهي ترى أنه واجب على كل مواطن أن يدعو للرئيس الراحل، كونه نفس بشرية، لا تجوز عليها سوى الرحمة والدعاء بالمغفرة.

وأوضحت "الخروف"، أن الرئيس السبسي، يعتبر أول رئيس تونسي منتخب بطريقة ديمقراطية، يموت وهو يحكم البلاد وبين أهلها، حيث كان يتلق العلاج بتونس ولم يلجأ للسفر لأي دولة أخرى، ما يوجب على الشعب التونسي احترامه وتوديعه، وداعا يليق برئيس الجمهورية التونسية.

فيما يرى محمد عبد الكريم، أستاذ جامعي بكلية الطب بتونس، أن الرئيس الراحل حكم البلاد في مرحلة دقيقة، حيث صُبغت بتغير المشهد السياسي، والذي يرى عبد الكريم أن الرئيس السبسي نجح في إدارتها كأول رئيس منتخب من الشعب بشكل مباشر.

وأضاف عبد الكريم لـ"الواطن"، أنه يرى أن الرئيس الراحل نجح في التعامل مع كامل القوى السياسية بدون إقصاء أو تخوين، كما نجح في إدارة أول انتخابات بلدية والتأصيل لتوافق سياسي. وحول طبيعة المشهد في الشارع التونسي، قال عبد الكريم، إن هناك حالة حزن تسيطر على الجميع بغض النظر عن انتماءه السياسي، في حالة يصفها بـ"الجميع متأسف وحزين".

بينما وصف حسام بيهي، مذيع راديو بتونس، المشهد بعد رحيل الرئيس السبسي، بـ"حزن امتزج بالخوف"، حيث تحول الاحتفال بعيد الجمهورية التونسية لحداد وحزن على رحيل ركيزة من ركائز الجمهورية، بينما يسيطر الخوف على الجميع مما وصفه بـ"الحسابات السياسية القادمة".