أردوغان في ورطة.. تراجع شعبيته وانشقاق أصدقاءه وخسائر اقتصادية فادحة

كتب: دينا عبدالخالق

أردوغان في ورطة.. تراجع شعبيته وانشقاق أصدقاءه وخسائر اقتصادية فادحة

أردوغان في ورطة.. تراجع شعبيته وانشقاق أصدقاءه وخسائر اقتصادية فادحة

سيطر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مفاصل البلاد، على مدار عدة أعوام، بدأها من حزب العدالة والتنمية ببلدية إسطنبول حتى رئاسة الوزراء ومنها إلى المقعد الرئاسي، ليصبح الحاكم الناهي في تركيا، قبل أن يثور البعض ضد في انقلاب لم يكتب له النجاح، في 15 يوليو 2016، ليتخذه وسيلة ليزيد من بطشه ويكمم الأفواه الرافضة لسياساته.. لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب تجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الشهر الأخير.

فقدان أردوغان وحزبه مقعد بلدية إسطنبول في إعادة الانتخابات

على مدار الشهر الماضي، ازدادت الأمور تعقيدا في تركيا بمختلف مجالاتها، بدأت بفقدان أردوغان وحزبه العدالة والتنمية لمقعد بلدية إسطنبول، الذي كان يسيطر عليه لمدة ربع قرن وأهله للوزارة، وناضل من أجل استرداده بعدة محاولات وتصريحات ليفقده مجددا في إعادة الانتخابات، التي جرت 22 يونيو الماضي.

فاز مجددا بالانتخابات، أكرم إمام أوغلو عضو حزب "الشعب الجمهوري" المعارض الأكبر في تركيا، ببلدية إسطنبول أكبر المدن التركية، بـ775 ألف صوت، ليهزم منافسه بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية، بزيادة عن المرة الأولى التي أجريت في 31 مارس الماضي، التي فاز فيها بفارق 13 ألف صوت، ليثور بسببها أردوغان و"العدالة والتنمية" الذي سارع لتقديم عدة طعون ونشر الإدعاءات، إلى أن ألغى المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا، مايو الماضي، نتيجة انتخابات إسطنبول بسبب مخالفات، وقرر إعادتها على يومي 22 و23 يونيو الماضيين.

تراجع تصنيف وعجز ميزانية وارتفاع البطالة.. أزمات اقتصادية عديدة لاحقت تركيا في شهر

تسببت تلك الانتخابات في اهتزاز عرش أردوغان بشدة، فزادت الأزمة الاقتصادية تفاقما، لتلقي بظلالها على الميزانية العامة، فأظهرت بيانات وزارة المالية التركية، الثلاثاء الماضي، وجود عجز في الميزانية التركية بقيمة 12.05 مليار ليرة، أي ما يعادل2.11 مليار دولار خلال يونيو، حيث سجلت الميزانية عجزا بلغ 78.58 مليار ليرة في الأشهر الستة الأولى من عام 2019 مقارنة مع 46.1 مليار ليرة في نفس الفترة من العام الماضي، وفقا لصحيفة "أحوال" التركية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصاد التركي يعاني من حالة ركود منذ العام الماضي بعد أن نزلت الليرة نزولا حادا، وتتعرض العملة لضغوط من جديد، فيما يرجع جزئيا إلى مخاوف من استنزاف احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي، التي ربما تصبح ضرورية في التصدي لأزمة أخرى.

كما احتلت تركيا المرتبة الثانية بين 90 دولة في قائمة أكثر الدول انكماشا للثروات، فيما ارتفعت نسبة البطالة فيها، لتسجل 3.4 مليون عاطل بزيادة قدرها مليون عاطل عن العام السابق، بالإضافة لتراجع مؤشر الثقة الاقتصادية إلى 77.5 نقطة لينزل بذلك 8.5% عن مستوى أبريل، ليصل إلى أدنى قراءة له منذ أكتوبر 2018، وفقا لمعهد الإحصاء التركي.

 

مطلع الشهر الجاري اعتبرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن الرئيس التركي يخاطر بدفع الاقتصاد التركي إلى انهيار مماثل، للذي شهده اقتصاد أمريكا اللاتينية في ظل الأنظمة الاشتراكية، بسبب الأزمات الاقتصادية وهبوط الليرة الضخم.

كما أعلنت وكالة "فيتش" الدولية للتصنيف الائتماني، تراجع تصنيف 14 مصرفا تركيا، مع نظرة مستقبلية سلبية، بعد نحو أسبوع من تخفيضها التصنيف الائتماني لتركيا، أبرزهما مصرفي "التنمية والاستثمار"، و"ترك اكسيم بنك" الحكوميين، إلى درجة أقل من تصنيف تركيا الأخير (BB-).

انشقاق علي باباجان وفقدان الحلفاء القدامى.. صفعة قوية لأردوغان

بالتزامن مع ذلك التدهور الاقتصادي، وجه أحد المقربين للرئيس التركي ضربة موجعة، بأن أعلن علي باباجان، وزير الاقتصاد التركي، ونائب رئيس الوزراء السابق استقالته من حزب العدالة والتنمية، 8 يوليو الجاري، رغم كونه أحد مؤسسي الحزب الحاكم، حيث يوصف بأنه "مهندس الاقتصاد التركي"، لتتداول وسائل الإعلام التركية عدة أخبار بشأن تأسيسه حزبا سياسيا جديدا مع الرئيس السابق عبدالله جل، مع ترجيح أن يلحق بهم رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، مهندس السياسة الخارجية التركية في السابق.

وبتلك الخسارة يواجه الرئيس التركي تحديا جديدا يتمثل بحلفاء قدامى يسعون إلى الانشقاق عن حزب العدالة والتنمية وتأسيس أحزابهم الخاصة، ليبدأ الاتحاد المقدس حول أردوغان بالتصدع، وفقا لوكالة "فرانس برس"، مشيرة إلى أن ذلك يتزامن مع بلوغ التضخم في تركيا نسبة 15.7% والانكماش 2.6% في الربع الأول من عام 2019، والبطالة 13%، لذلك يرى العديد من الأتراك أن باباجان هو الرجل القادر على إيجاد الحلول لمشاكل البلاد، ويعتبرونه البديل المناسب لأردوغان الذي تنتهي ولايته الحالية في 2023.

تراجع شعبية أردوغان وحزبه إلى 27% 

وقبل 4 أيام، كشفت شركة "كوندا" لاستطلاعات الرأي والدراسات، عن تراجع قاعدة ناخبي أردوغان وحزبه في تركيا خلال الفترة الأخيرة من 38% إلى 27%، مؤكدة أن ذلك يعني أن الفترة المقبلة ستشهد تغيرا في القوى على الساحة السياسية بعد إعلان تأسيس حزب باباجان الجديد بشكل رسمي، مرجحة أن يحصل على نحو 2% من ناخبي حزب العدالة والتنمية، وفقا لـ"زمان" التركية.


مواضيع متعلقة