س و ج.. واجبات وسنن حج بيت الله الحرام
مكة المكرمة - صورة أرشيفية
جعل الله عز وجل حج بيته الحرام الركن الخامس في الإسلام، كما حدد الشرع الحنيف عدد من الواجبات الخاصة بالحج كذلك سنن يجب إتباعها، حسبما ذكرت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي.
واجبات الحج:
الواجب في الحج هو العمل الذي تركه الحاج لم يفسد حجه ولا يبطل، وإنما يجب عليه الفداء، وتنقسم واجبات الحج إلى قسمين: واجبات أصلية ليست تابعة لغيرها، واجبات تابعة لغيرها من الأعمال.
أولًا.. الواجبات الأصلية:
1- المبيت بالمزدلفة:
وهي موضع بجوار الحرم، ينزل فيه الحجاج ليلة النحر، وأقل قدر يمكن للحجاج مكثه لإسقاط الواجب أو أي زمن يوجد فيه الحاج بعد منتصف الليل من ليلة النحر، وهو ما ذهب إليه الشافعية والحنابلة
والأكمل إذا غربت شمس يوم عرفة يسير الحاج من عرفة إلى المزدلفة، ويجمع بها المغرب والعشاء تأخيرًا، ويبيت فيها ويصلي بها الفجر ويغادرها بعد الشروق، يستحب له أن يلقط الجمار "الحصيات الصغار" من المزدلفة، ليرمي بها، وعددها سبعون، للرمي كله، وإلا فسبعة يرمي بها يوم النحر.
2- رمي الجمار:
وهو قذف مواضع معينة بالحصى، والرمي الواجب لكل جمرة "أي موضع الرمي" هو سبع حصيات بالإجماع أيضًا، وأيام الرمي أربعة، يوم النحر العاشر من ذي الحجة وثلاثة أيام بعده وتسمى "أيام التشريق"، ويرمي يوم النحر جمرة العقبة وحدها فقط، يرميها بسبع حصيات.
ويبدأ وقت هذه الرمية من طلوع فجر يوم النحر عند الحنفية والمالكية، ومن منتصف ليلة يوم النحر لمن وقف بعرفة قبله عند الشافعية والحنابلة، ويمتد إلى آخر أيام التشريق عند الشافعية والحنابلة.
والرمي في اليوم الأول والثاني من أيام التشريق يكون برمي الجمار الثلاث على الترتيب، أولا الجمرة الصغرى، التي تلي مسجد الخيف بمنى، ثم الوسطى، بعدها، ثم جمرة العقبة، يرمي كل جمرة منها بسبع حصيات.
ويبدأ وقت الرمي في هذين اليومين بعد الزوال، أما الوقت المسنون فيمتد من زوال الشمس إلى غروبها، وأما نهاية وقت الرمي، فقيده الحنفية والمالكية في كل يوم بيومه، كما في يوم النحر، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن آخر الوقت بغروب شمس اليوم الرابع من أيام النحر وهو آخر أيام التشريق.
3- المبيت بمنى:
وهو شعيب بين جبال، طوله ميلان وعرضه يسير، قريب من الحرم، والمبيت بها ليالي أيام التشريق واجب عند جمهور الفقهاء، يلزم الدم لمن تركه بغير عذر.
4- طواف الوداع:
وسُمى طواف الصدر، وطواف آخر العهد، وذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والحنابلة وهو الأظهر عند الشافعية إلى أن طواف الوداع واجب، وذهب المالكية إلى أنه سنة، وهيئته كهيئة طواف الإفاضة في عدد الأشواط وغيره.
سنن الحج:
هناك سنن كثيرة للحج منها ما يتعلق بهيئة الأداء، وما يتعلق بالإحرام، وما يتعلق بالسعي، وهناك سنن لا تعلق بأعمال، بل هي مستقلة، وبيان ذلك فيما يلي:
- سنة تتعلق بهيئة أداء الحج:
وهي الإفراد، فالإفراد بالحج أفضل، إذا اعتمر في نفس العام عند الشافعية، ودليلهم ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها: "أن النبي ﷺ أفرد الحج".
سنن الإحرام
وهي: الاغتسال، وتطييب البدن لا الثوب، وصلاة ركعتين، يفعل هذه الثلاثة قبل الإحرام، ثم التلبية عقب النية، والتلبية فرض في الإحرام عند الحنفية خلافا للجمهور.
ويسن للمعتمر أن يكثر من التلبية منذ نية الإحرام بالعمرة إلى بدء الطواف باستلام الحجر الأسود، عند الجمهور، وقال المالكية المعتمر الآفاقي يلبي حتى يبلغ الحرم، لا إلى رؤية بيوت مكة، والمعتمر من الجعرانة أو من التنعيم يلبي إلى دخول بيوت مكة.
- سنن تتعلق بالطواف:
ويسن له أن يضطبع في أشواط طوافه هذا كلها، والاضطباع أن يجعل وسط الرداء تحت إبطه اليمنى، ويرد طرفيه على كتفه اليسرى ويبقي كتفه اليمنى مكشوفة، كما يسن للرجل الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى، ويمشي في الباقي، وليكثر المعتمر من الدعاء والذكر في طوافه كله، وركعتي الطواف، يسن له صلاتهما بعد الطواف عند مقام إبراهيم عليه السلام.
- سنن تتعلق بالسعي:
تسن الموالاة بين السعي والطواف، ونية السعي، والسعي الشديد بين الميلين الأخضرين، كما تسن الموالاة بين أشواط السعي عند الجمهور، وهي شرط لصحة السعي عند المالكية.
وكذلك الشرب من ماء زمزم، لما ثبت عن النبي ﷺ أنه لما شرب له.
ويستحب تقبيلُ الحجر الأسود بعد صلاة ركعتي الطواف، وقبل الخروج من المسجد إلى السعي، فإذا فرغ من الصلاة والدعاء رجع إلى الحجر الأسود فاسْتَلَمَهُ وقَبَّلَه، ويضع جبهته عليه، ثم يكبر ثلاثًا، ثم ينتقل إلى الملتزم، وهو بين باب الكعبة، وركن الحجر الأسود، ويضع صدره عليه، ويدعو بما شاء.