«الأنفار» يواصلون البناء: «التأمين الصحى حلم حياتنا»

«الأنفار» يواصلون البناء: «التأمين الصحى حلم حياتنا»
- أصحاب الأعمال
- أعمال البناء
- استخراج بطاقة
- الأراضى الزراعية
- الأمراض السرطانية
- الإدارات الزراعية
- التأمين الصحى
- التأمين على العمال
- الجمعية الزراعية
- أبناء
- أصحاب الأعمال
- أعمال البناء
- استخراج بطاقة
- الأراضى الزراعية
- الأمراض السرطانية
- الإدارات الزراعية
- التأمين الصحى
- التأمين على العمال
- الجمعية الزراعية
- أبناء
«صحتنا رأس مالنا، والتأمين الصحى حلم حياتنا».. جملة تكررت على ألسنة عدد من عمال اليومية فى مختلف المحافظات، والذين يُعرفون بعمال «التراحيل»، الذين يتعرضون للإصابة بالكثير من الأمراض، نظراً لطبيعة عملهم، سواء فى أعمال البناء والمقاولات، أو فى مجال الزراعة، فى غياب «مظلة» تأمينية تعينهم على تحمل مشقة الحياة وأعباء المعيشة، مما دفع بعدد كبير منهم إلى السقوط فريسة للأمراض، التى تنهش أجسادهم، وتهدد بتشريد أبنائهم وأسرهم، ومع إعلان الدولة عن منظومة شاملة للتأمين الصحى، تغطى جميع الفئات، بدأ الأمل يتسلل إلى قلوب الآلاف من هؤلاء العمال لإنقاذهم من «لعنة المرض»، التى تلاحقهم فى الحل والترحال.
حمادة نور، 39 سنة، عامل بناء بمحافظة المنيا، أكد لـ«الوطن» أن أكثر ما يقلقه هو الخوف من الإصابة بأى مرض، فحينما يتعرض لإصابة ما أثناء عمله فى الحفر أو التشوين، وهذا أمر يتكرر كثيراً، ولا يسلم منه أى عامل فى مجال البناء والمقاولات، أو الإصابة بدور برد فى فصل الشتاء، يضطر إلى ملازمة الفراش لعدة أيام، دون أن يحصل على أى دخل ينفق منه على أسرته، حتى يتماثل للشفاء تماماً ويستعيد قدرته على استئناف عمله، وأضاف أنه مع تقدمه فى العمر، يشعر بالقلق أكثر على مستقبله ومصير أبنائه، خاصةً أنه ليس لديه تأمين صحى أو اجتماعى.
واعتبر أن «التأمين الصحى حلم بعيد المنال» بالنسبة له ولزملائه من عمال البناء، مشيراً إلى أنه من غير المعقول أن يقوم صاحب العمل بالتأمين على العمال الذين يعملون لديه لعدة أيام فقط، كما أن «الأسطى» نفسه، سواء «البنا» أو «النقاش»، لن يمكنه تحمل قيمة التأمين على مساعديه من العمال، حيث إنه فى الأساس غير مؤمن عليه، كما أن طبيعة العمل تعتمد على التنقل بصفة مستمرة من مكان إلى آخر، ولفت إلى أنه يعمل فى هذه الحرفة منذ طفولته، ولا يتجاوز ما يتقاضاه يومياً 70 جنيهاًً، وفى كثير من الأحيان يضطر إلى الجلوس فى بيته نظراً لعدم وجود عمل.
مجدى البقرى، أحد عمال اليومية من أبناء مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، تحدث لـ«الوطن» عن طبيعة عمله فى مجال الزراعة، قائلاً إنه يعمل فى الفلاحة منذ كان طفلاً، وورث عن والده قطعة أرض لا تتجاوز مساحتها 3 قراريط، ورغم الصعوبات التى يواجهها، من عدم توافر مياه الرى، وما يتعرضون له من أمراض، نتيجة استخدام مياه الصرف، فإن الزراعة هى مصدر دخلهم الوحيد، بينما أكد عدم وجود «مظلة تأمينية» لحماية الفلاحين من الأمراض التى يتعرضون لها، كما لفت إلى أن هناك مشكلة خطيرة قد تتسبب فى إصابة مئات المزارعين بالأمراض السرطانية، نتيجة سوء استخدام المبيدات، فى ظل عدم وجود إرشادات صحيحة من الإدارات الزراعية للتعامل مع هذه الكيماويات الخطيرة، مشيراً إلى أنه أصيب بالتسمم قبل فترة، وتم نقله إلى أحد المستشفيات للعلاج، وأضاف أنه بعد هذه الواقعة لجأ إلى شبكة «الإنترنت» للتعرف على أساليب الوقاية الحديثة أثناء رش المبيدات، تفادياً لتكرار إصابته بالمرض، وأكد أن غالبية الفلاحين يستخدمون المبيدات بطرق خاطئة.
عمال مقاولات فى المنيا: أصحاب الأعمال لا يفكرون فى التأمين علينا وفلاحو الغربية: مبادرة "100 مليون صحة" كشفت المستور
وعن استخدام مياه الصرف الصحى فى الزراعة، وما قد ينجم عن ذلك من أمراض تهدد عدداً كبيراً من الفلاحين، قال عطية السيد، 54 سنة، من محافظة الشرقية: «هنعمل إيه؟.. معندناش غير مياه الصرف نروى بيها الأرض»، مشيراً إلى أنه مصاب بـ«فيروس سى» ولم يكتشف إصابته بالمرض إلا بعد إجراء التحليل ضمن حملة «100 مليون صحة»، وتابع: «إحنا بنشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه عمل حملة للكشف على الأهالى»، معرباً عن أمله فى تطبيق نظام التأمين الصحى على الفلاحين، لافتاً إلى أنه فى كثير من المرات التى يشعر فيها بالمرض لا يتوجه إلى الأطباء، نظراً لحاجته إلى كل جنيه يكسبه للإنفاق على أسرته وأحفاده من ابنته التى توفى زوجها دون أن يكون لهم أى مصدر دخل.
أما إبراهيم السبيع، مزارع بمحافظة الشرقية، فقال: «الفلاح معدم وحقه مهدور، ومفيش حد من المسئولين بيسأل فينا، حتى نقابة الفلاحين ليس لها أى دور»، وأضاف أنه قبل نحو أسبوعين سقط أحد الفلاحين من طوله أثناء عمله داخل الحقل، وتم نقله إلى مستشفى الحسينية، وبسبب قلة خبرة الطبيب الذى تابع الحالة لم يمكنه تشخيص حالته، مما أدى إلى تدهور صحته، وتبين أنه يعانى من «فشل كلوى»، فتم نقله إلى مستشفى «الأحرار التعليمى» بمدينة الزقازيق، وبعد تدخل أحد أعضاء مجلس النواب تم إدخاله غرفة العناية المركزة، كما أشار إلى حالة أخرى لأحد المزارعين صدمه «موتوسيكل» أثناء توجهه إلى عمله، ولم يمكن العثور على سرير له فى العديد من المستشفيات الحكومية، فاضطرت أسرته إلى نقله لأحد المستشفيات الخاصة، حيث تم احتجازه ليومين فقط، بتكلفة أكثر من 15 ألف جنيه، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى الزقازيق الجامعى، بوساطة من نائب رئيس الجامعة.
"البقرى": سوء استخدام المبيدات يهدد مئات المزارعين بالسرطان.. و"الحصرى": الفلاح فى "مهب الريح"
فاطمة عبدالعظيم، فى العقد السادس من عمرها، تحدثت لـ«الوطن» بينما كانت فى طريقها لتستقل سيارة ربع نقل مع مجموعة من زميلاتها لجمع محصول الطماطم من إحدى الأراضى الزراعية، وقد بدت على ملامحها علامات الألم والحزن، قائلةً: «باشتغل فى الأرض، أزرع وأشتل وأحصد وأجمع المحصول، منذ كنت طفلة فى السادسة من عمرى، ومعنديش مصدر رزق تانى»، وأضافت: «إحنا مكتوب علينا الشقا والمرض، ومفيش لا تأمين صحى ولا معاش»، مشيرة إلى أنها أصيبت قبل يومين بنزلة معوية حادة، بسبب تقلبات الجو، مما اضطرها إلى الجلوس فى بيتها لفترة دون عمل، حتى تماثلت للشفاء.
«الفلاح حقه مهضوم فى كل حاجة، حتى فى التأمين الصحى، ومنذ موافقة مجلس النواب لا نعرف عنه شيئاً»، جملة وصف بها السيد صابر، مزارع من أبناء محافظة الغربية، حال المزارعين فى ظل عدم حصولهم على خدمات التأمين الصحى، رغم أنهم من الفئات الأكثر تعرضاً للإصابة بالأمراض، بسبب طبيعة عملهم فى الزراعة، مشيراً إلى أنه وغيره مئات المزارعين مصابون بالعديد من الأمراض التى تنهش أجسادهم، ومنها «البلهارسيا» و«فيروس سى»، بسبب تلوث مياه الرى. وأضاف «صابر» لـ«الوطن» أن معظم المحاصيل الزراعية يتم ريها من المصارف، بسبب نقص المياه فى الترع، خاصةً فى نهاياتها، مشيراً إلى أن المصارف عادةً ما تكون مليئة بالمخلفات الطبية، مثل «سرنجات الحقن»، مما يصيب الفلاح بالأمراض، وعندما يلجأ للمستشفيات للعلاج، يصطدم بحقيقة عدم وجود «مظلة» للتأمين الصحى، مما يضطره إلى تحمل تكاليف العلاج رغم عدم قدرته على ذلك، وسط تقاعس من قبَل المسئولين فى توفير «حياة كريمة» للفلاحين.
وقال صلاح عبدالفتاح، مزارع بالغربية، إن الجمعية الزراعية التابع لها طلبت منه، قبل عام، أوراقاً شخصية من أجل استخراج بطاقة تأمين صحى، وحتى الآن لم يتسلم تلك البطاقة، وتساءل بقوله: «هى الجمعية عارفة تاخد منا المحاصيل لما تعمل لنا تأمين صحى؟»، مضيفاً أنه عند خضوع الفلاحين للفحص الطبى ضمن مبادرة «100 مليون صحة»، كشف ذلك عن إصابة المئات منهم بـ«فيروس سى»، وفوجئوا بإصابتهم بهذا المرض، نتيجة عدم وجود مظلة تأمين صحى توفر لهم إمكانية الكشف الدورى عليهم.
من جانبه، قال حسن الحصرى، نقيب الفلاحين بالغربية، إن الحكومة لا تلتزم بما جاء فى الدستور، بشأن إلزام وزارة الزراعة بتسلم المحاصيل من المزارعين، وتوفير مظلة تأمينية لحماية الفلاحين، وتركتهم «فى مهب الريح» يواجهون مصيرهم المحتوم، وطالب بضرورة الاهتمام بالرعاية الصحية للفلاحين، من خلال تطبيق نظام تأمين صحى شامل، يضم كل الفلاحين والعاملين فى مجال الزراعة.
وفى الدقهلية، قال عوض الموافى، رئيس النقابة العامة للعاملين فى الرى والزراعة والصيد بالمطرية، إن أكثر من 50 ألف صياد يعملون فى بحيرة المنزلة لا يتمتعون بأى رعاية صحية، بعد أن تم إلغاء التأمين الصحى على العمالة غير المنتظمة، وأصبح أى صياد يُصاب بمكروه، لا يمكنه الحصول على العلاج، مشيراً إلى أنه فى عام 2014 تم تسجيل أكثر من 11 ألف عامل، من قبَل وحدة تشغيل ورعاية العمالة غير المنتظمة، بمناطق المطرية والمنزلة والجمالية، وتم تسليمهم بطاقات رعاية صحية، تتيح لهم التمتع بالخدمات العلاجية كاملة من قبَل هيئة التأمين الصحى، ولكن فجأة تم وقف العمل بهذه البطاقات دون سابق إنذار، وناشد «الموافى» الرئيس عبدالفتاح السيسى سرعة التدخل لتوفير الرعاية الصحية للعمالة غير المنتظمة.