"شو هالدولة".. مونولوج فلسطيني يسخر من عنصرية إسرائيل ضد الأفارقة

كتب: مصطفى إبراهيم

"شو هالدولة".. مونولوج فلسطيني يسخر من عنصرية إسرائيل ضد الأفارقة

"شو هالدولة".. مونولوج فلسطيني يسخر من عنصرية إسرائيل ضد الأفارقة

"الانتقاد بلغة الاحتلال"، مبدأ الفنان الفلسطيني علي نسمان، الذي اتبعه في انتقاد سياسات الكراهية والعنصرية التي تمارسها دولة الاحتلال من خلال "فيديو كليب" في دقيقتين ونصف، يسخر من تعاملهم العنصري مع الإثيوبيين في دولة الكيان الصهيوني وكان نتيجته اشتعال الأجواء بإسرائيل بعد مقتل يهودي من أصول إثيوبية على يد شرطي إسرائيلي ألقاه الشاب بحجر.

العمل الفني مونولوج من أغنية إسرائيلية كانت تنتقد غلاء الأسعار

داخل إطار العمل السياسي الساخر كانت فكرة فيديو "شو هالدولة" الذي قدمه نسمان، ويقول في حديثه لـ"الوطن"، إنه اعتاد تقديم تلك النوعية الساخرة سواء في الداخل أو الخارج فيما يتعلق بالصراع مع الاحتلال لمواكبة الحدث الذي يجري في إسرائيل من حراك للأثيوبيين.

العمل هو "مونولوج" لأغنية كانت متداولة في المجتمع الصهيوني في الأساس قبل نحو 30 عاما لمغني إسرائيلي يمجد في جزء منها لدولته وينتقد غلاء الأسعار وقتها أيضًا، وتمت محاسبة المغني القائم عليها حينها، لذا العمل اتخذ من الأغنية مسلكًا للسخرية "يطرح العنصرية في هذا الكيان ضد مواطنيه للتنويه إن ده اللي بتعمله في مواطنيها ما بالك بتعمل إيه في الشعب الفلسطيني اللي احتلت أرضه".

الأغنية تتناول الاضطهاد الذي يعاني منه الأفارقة ذوي البشرة السمراء في دولة الاحتلال بسبب لون بشرتهم ما يدل على العنصرية الغالبة في ذلك المجتمع، لذا عمل الفيديو على إبراز تلك النقطة والتي يحاول الكيان الصهيوني تصديرها عن العرب بينما هي نابعة منهم، فيقول نسمان: "أنا ناقد بتكلم كأني انتمي للمجتمع الصهيوني وبتكلم عن اللي بيحاول يخفيه وأبرزت أنه قد إيه مجتمع همجي وعنصري ومضطهد لمواطنيه ولا يحترم غيره".

نسمان: ثالث أغنية لي بالعبري.. والإسرائيليون الأفارقة مؤيدون

استغرق تنفيذ العمل ثلاثة أيام عمل متواصلة برفقة مجموعة من الشباب، فهم يؤدون الأغنية باللغة العبرية، ليكون العمل الثالث له بالعبرية، وتكتب ترجمة باللغة العربية في الفيديو، حتى لقى العمل صدى ضخم في المستويين العربي والعبري، حسب نسمان الذي أضاف أن المجتمع العبري صار يحكي عنها ما بين مؤيدين لها من ناحية الأفارقة أو الأثيوبيين الفلاشا ممن تحكي عنهم الأغنية، وجزء ثاني اعترض وهاجم، أما المجتمع العربي فتناقلها بشكل ساخر وداعم.

يهود الفلاشا أو يهود إثيوبيا هم من طائفة "بيتنا إسرائيل" وهي طائفة يهودية تعيش في إثيوبيا منذ القرن الرابع الميلادي، وبدءًا من أواسط القرن الـ19 بدأ بعضهم التنصر بعد نشاطات تبشيرية، أي أنّ أصولهم يهودية لكنهم ليسوا يهودًا.

وكان المتظاهرون وجهوا اتهامات جديدة بالعنصرية إثر الحادث، وعليه أغلقوا مفترقات شوارع وأضرموا النيران في سيارات وإطارات سيارات ورشقوا قوات الشرطة بالحجارة، وتسببت الاحتجاجات التي اندلعت عقب دفن الشاب في حدوث اختناقات مرورية واسعة، إذ أثار مقتله غضبًا في أوساط اليهود الإثيوبيين في إسرائيل، الذين يقولون إنّ شبابهم يعيشون في خوف دائم من مضايقات الشرطة لأنّهم من ذوي البشرة السوداء.


مواضيع متعلقة