حلاوتهم.. أسطى عجلاتي خمسينية تتزوج مهنتها لتربي أشقائها

كتب: رفيق محمد ناصف

حلاوتهم.. أسطى عجلاتي خمسينية تتزوج مهنتها لتربي أشقائها

حلاوتهم.. أسطى عجلاتي خمسينية تتزوج مهنتها لتربي أشقائها

بقرية القضابة، التابعة لمركز بسيون، وتبعد عن العاصمة 120 كيلومترا، بمحافظة الغربية، ضربت الأسطى "حلاوتهم" مثالا يحتذى به في التضحية من أجل أشقائها وأفنت 35 عاما من عمرها في تربية أشقائها الخمسة: 4  بنات وولد، بعد وفاة والدها، الذي كان يعمل في مهنة إصلاح الدراجات بالقرية، وعملت معه منذ كان عمرها 10 سنوات، وقررت الاستمرار في المهنة بعد وفاته من أجل تربية أشقائها وزواجهم.

تقول حلاوتهم محمد إبراهيم، 45 عاما، إنها "تعمل مع والدها منذ أن كان عمرها 10 سنوات، وتعلمت منه أسرار المهنة وظلت تعمل معه حتى توفي منذ 35 عاما، كنت بساعد والدي في إصلاح العجل وعمرى 10 سنوات، والدي توفى من 35 سنة، وقدرت من خلال المهنة أن أزوج أخواتي الـ5"، مؤكدة أنها تعشق عملها، وأنها رفضت الزواج والتفكير في حياتها الخاصة حبا في مساعدة والدتها في تربية أخواتها الـ5 وزواجهم.

"يا الشغل يا الزواج وأنا محبتش أكون أنانية، وفضلت مساعدة أخواتي ووالدتي على نفسي، والحمد لله ربنا كرمني بيهم وبحبهم وحضنهم الدافي".

عملت مع والدها وعمرها 10 سنوات وبعد وفاته رفضت قفل الورشة وقررت عدم الزواج.. ربت وزوجت أشقائها الـ5

تضيف "حلاوتهم" لـ"الوطن"، أن عملها في إصلاح الدراجات واجهت بسببه كثير من الصعوبات، لكن بسبب عشقها للمهنة وحرصها على استمرارها بعد وفاة والدها، وكونها مصدر رزقهم الوحيد وحب أهالي القرية لها، استطاعت التغلب على تلك المشاكل، لافتة أنها لم تضع في تفكيرها أنها سيدة وتعمل بمهنة رجالية، وبسبب الانضباط وأن هناك حدود فى التعامل مع كل شخص كان أصحاب الدراجات يشعرون أنهم يتعاملون مع رجل، "الناس كان يشعرون أنهم يتعاملون مع راجل مش ست، وأنا لم اكن أحرج من أحد كنت بشتغل زي أي سيدة بتشتغل".

توضح أن يومها يبدأ في العاشرة صباحا حتى المساء، وشقيقتها تقيم معها في المنزل منذ وفاة والدتها، وهي المسؤولة عن الأعمال المنزلية وتجهيز الطعام، موضحة أن ركوب الدراجات لم تعد منتشرة في القرى مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا أثر على دخلها من المهنة.

اختتمت الأسطى "حلاوتهم" كلامها، قائلة إنها كانت تقيم مع شقيقتها في منزل غير آدمي، وكل ما تملكه أنفقته على زواج أخواتها"، مناشدة المسؤولين بتوفير مسكن آدمي لهم".

هلال المزين، أحد أهالي القرية، يقول إن حلاوتهم تعمل في المنطقة منذ 20 عاما، وكانت تعمل فى منطقة أخرى مع والدها منذ صغرها على تصليح الدراجات، وبعد وفاة والدها ورثت المهنة عنه واستكملت إصلاح الدراجات دون أي خجل أو كسوف بأنها فتاه وتعمل عمل يقوم به الرجال، وبسبب إصرارها على العمل نجحت في كسب ثقة الناس بالقرية أصحاب الدراجات، والكل في القرية والقري المجاورة يصلح عندها الدراجات الخاصة به.

وأضاف أنها نجحت في تربية أخواتها: 4 بنات وولد، وتمكنت من تزويجهم، وهي حاليا المعيلة لأسرتها، حيث أن والدتها تعيش معها، وقررت عدم الزواج، وهي "أسطى عجلاتي راجل ومحترمة فى المعاملة مع الناس، وأحيانا تصلح الدراجات بالأجل".

 


مواضيع متعلقة