بروفايل| عزت أبو عوف.. النبيل

03:22 م | الثلاثاء 02 يوليو 2019

ملامح نبيل من عصر النهضة، أخلاق أقرب إلى فرسان الجزيرة العربية، رقي يليق برجالات البلاط الملكي، معجون بماء فنون الإغريق القديمة، كلها عناصر اجتمعت في رجل من طراز خاص لن يتكرر بشهادة الجميع، وعلى قدر الحب كان الألم والفزع من الرحيل المفاجئ لـ عزت أبوعوف بعد صراع أنهكه فيه المرض وتوقف جسده النحيل عن المقاومة.

لن يظهر على الشاشة يتحدث عن حبه الوحيد، لن يلوح للجمهور في أثناء مشاركته في أحد المهرجانات السينمائية، لن يلقى دعابة خفيفة على المشاهدين يكسر رتابة حوار سياسي على شاشة إحدى القنوات، ولكنه سيظل الفتى الوسيم الذي يجيد العزف في تسجيلات "Les Petits chats" بأواخر الستينات وبداية السبعينات، لن يوجد في الفيديوهات المصورة لفرقة الـ"فور إم" التي أعادت صياغة الأغاني التراثية في الثمانينات والتسعينات، لن يضع الموسيقى التصويرية لمجموعة من أهم الأعمال الدرامية، لن يكتشف مواهب جديدة ويقدمها للجمهور لتصبح علامات في عالم الفن، لن يرأس دورة جديدة فى مهرجان القاهرة السينمائى يشيد بها الجميع، لن يظهر في دور سينمائي جديد يتحاكى به الجميع عن براعته الفنية، ولكنه سيكون برفقة حبيبته الأولى والأخيرة التي وضع خاتم زواجهما الذي ارتدته طوال 40 عاماً، في سلسلة قرب قلبه.

في إحدى ليالي أغسطس الحار من عام 1948، انطلقت صرخات الميلاد الأولى بأحد منازل حي الزمالك الأرستقراطي، تحديداً منزل الموسيقار أحمد شفيق أبو عوف، الذي استقبل للتو مولوده الأول "عزت"، الذي وضع بداخله بذرة الفن الأولى وأخذ يسقيها سنوات حتى أصبحت ناضرة خضراء.

كان التفوق دائماً حليف الشاب الصغير الذى تخرج من كلية الطب وعمل طبيب أمراض نساء وتوليد، ولكنه لم يترك شغفه الأول وهو الموسيقى واتبعها في كل مكان، وانضم إلى أكثر من فرقة غنائية ثم فرقة "Les Petits Chats" التي اشترك فيها مع مجموعة من الموسيقيين الشباب آنذاك منهم عمر خورشيد وعمر خيرت وهاني شنودة، ثم فرقة "Black Coats" التي تفككت بعد فترة قصيرة من تدشينها، وأسس فرقة تجمعه بشقيقاته الأربع، والتي تفككت أيضاً بعد نجاحهم الكبير.

لم تقتصر براعة أبو عوف على الموسيقى والغناء فقط، بل امتدت إلى التمثيل أيضاً، فقدم مجموعة مميزة من الأفلام التي بدأها بـ"آيس كريم في جليم" للمخرج خيري بشارة، عام 1992، وشارك خلال تلك الفترة التى امتدت إلى 27 عاماً، فيما يقرب من 200 عمل ما بين الدراما التليفزيونية والسينمائية.