نائب وزير الخارجية الأسبق: تصدينا لمحاولات التفريط فى حقوقنا

نائب وزير الخارجية الأسبق: تصدينا لمحاولات التفريط فى حقوقنا
- إرادة المصريين
- إرادة شعب
- الأزمة السورية
- الأسواق الناشئة
- الإرادة الشعبية
- الاتحاد الأوروبى
- الاستثمارات الأجنبية
- التنظيم الدولى للإخوان
- الجاليات المصرية
- إرادة المصريين
- إرادة شعب
- الأزمة السورية
- الأسواق الناشئة
- الإرادة الشعبية
- الاتحاد الأوروبى
- الاستثمارات الأجنبية
- التنظيم الدولى للإخوان
- الجاليات المصرية
يتحدث بوصفه شاهداً على الأحداث، حيث عمل مساعداً لوزير الخارجية للشئون البرلمانية خلال «برلمان الإخوان» فى 2012، قبل أن يصبح نائباً لوزير الخارجية الأسبق محمد كامل عمرو، الذى استقال من منصبه فى حكومة الإخوان برئاسة هشام قنديل، حيث أكد السفير على الحفنى، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية سابقاً، لـ«الوطن»، أن ثورة 30 يونيو أعادت لمصر استقلالية قرارها الوطنى الخارجية وحققت التوازن غير المسبوق فى علاقاتنا الخارجية مع القوى الكبرى، فضلاً عن اقتلاعها لجذور التبعية التى حاول نظام الإخوان غرسها نتيجة علاقتهم مع الدوحة وأنقرة، إضافة إلى التأسيس لأرضية من الثقة والتفاهم لعلاقاتنا الأفريقية، خاصة مع إثيوبيا ودول القرن الأفريقى.
كيف جعلت ثورة «30 يونيو» الإرادة الشعبية محدداً رئيسياً لسياسة مصر الخارجية؟
- لا شك أنه كانت هناك إرادة شعبية تجلت فى 2011 و2013، حيث كان هناك تدخلات خارجية لا تخفى على أحد وتسببت فى الفوضى العارمة التى اجتاحت مصر فى تلك الفترة، وتركت آثاراً لا نزال حتى الآن ندفع ثمنها، وكم الخراب الذى حدث فى تلك الفترة مسألة لا يتم علاجها فى عدد بسيط من السنين، وهذا ما تسبب فى تأخر مصر كثيراً، على الرغم من نجاحنا فى تحقيق معدلات نمو مرتفعة قبل 2011، وفى 30 يونيو تجلت إرادة الشعب بشكل متكرر ومختلف، وكان واضحاً رفض هذه التجربة المريرة التى مرت بها مصر خلال الفترة من 2011 إلى 2013، خاصة وصول الإخوان بدعم من دول خارجية للحكم فى مصر، وما اقترن بهذا الحكم من آثار وخيمة دفعنا ثمنها غالياً وما زلنا، بعد محاولات لجعل الإرادة المصرية رهينة رؤى التنظيم الدولى للإخوان وتحالفاته.
ما حدث فى 30 يونيو هو أنه مع تجلى إرادة الشعب ساندت القوات المسلحة مرة أخرى المطالب المشروعة للشعب المصرى ولعبت دوراً جوهرياً فى قيادة الدولة خلال المرحلة الانتقالية وإنشاء المؤسسات التى أضفت طابع الاستدامة وأعادتنا لحالة الاستقرار، وبانتخاب الرئيس فى 2014 شهدت مصر مرحلة غير مسبوقة من الحكم والإدارة، قوامها أخذ أولويات الشعب المصرى فى الاعتبار والاتجاه لإحداث تغيير شامل فى كل مناحى الحياة، وبصفة خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية التى أصبحت امتداداً لسياستنا فى الداخل وتنطلق من أولوياتنا الوطنية.
"الحفنى": "الإخوان" لعبوا دوراً مشبوهاً بالاتفاق مع الولايات المتحدة وإسرائيل فى وقت واحد
وكيف نجحنا فى التغلب على التبعية وترسيخ استقلالية القرار المصرى؟
- الرئيس السيسى فى كل تحركاته الخارجية لا يقبل بأى شىء لا يرضى به الشعب المصرى ولا يعبر عن إرادة المصريين، كما أصبح الشعب المصرى فى الخارج والجاليات المصرية فى الخارج محل تقدير كبير من الدول المقيمين فيها، تم التغلب على أزمة العلاقات مع دول الخليج التى تسببت فيها جماعة الإخوان، ولذلك دعمت دول الخليج مصر بعد ثورة 30 يونيو وكان الدعم بكل الأشكال، مالياً واستثمارياً وتسهيلات تتعلق بإمدادات النفط، وحدثت طفرة فى العلاقات المصرية الخليجية بعد 30 يونيو بصورة لم تشهدها هذه العلاقات من قبل، وتحرك الرئيس نحو القوى الكبرى، مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبى، وأقام علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة، وغيرها من القوى الصاعدة والأسواق الناشئة لخدمة مجهود التنمية فى الداخل، وتنويع علاقاتنا الخارجية وجذب الاستثمارات الأجنبية وتنشيط السياحة التى شهدت حالة ركود ضخمة خلال حكم الإخوان.
مخططات "الدوحة" للهيمنة على مصر فشلت
الأزمة السورية كانت أحد العوامل التى تسببت فى إثارة غضب الشعب المصرى إزاء السياسة الخارجية للإخوان؟
- كنت قريباً جداً من دوائر الحكم فى تلك الفترة بحكم كونى نائب وزير خارجية وقتها، وكنت قبلها أجلس بينهم لمدة عام خلال كونى مساعد وزير للشئون البرلمانية، فكنت قريباً جداً من رموزهم فى البرلمان، مثل «الكتاتنى» و«البلتاجى» و«العريان»، وغيرهم، وأتابع سياستهم ومواقفهم التى تتناقض مع المصالح العليا لمصر، فقد كانت سياسة الإخوان تتحرك من مصالح الإخوان وليس اعتبارات مصالحنا، وفيما يتعلق بسوريا حرضوا الشباب المصرى على الذهاب للقتال فى سوريا، وكان التحالف مع تركيا وسيلة للسماح بمرور المئات من الشباب المصرى عبر الأراضى التركية للوصول إلى سوريا والمشاركة فى حروب المرتزقة التى دمرت البلاد.
وانجرفت الجماعة فى علاقات مشبوهة مع أنقرة، لدرجة أن الأمور وصلت للمحاولة الحثيثة لتغليب مصالح تركيا على مصالح الدولة المصرية داخلياً، وحتى فيما يتعلق بالأزمة السورية، وكانت هناك علاقة عضوية قوية بين حزب الحرية والعدالة وحزب العدالة والتنمية التركى، حتى إن محمد مرسى كان مدعواً لزيارة للبرازيل، واعتذر عن الزيارة وفضل حضور مؤتمر حزب العدالة والتنمية عوضاً عن ذلك، وكان يفضل مصالح تركيا على مصالح مصر.
لكن تصدينا لهم مع غيرنا من مؤسسات الدولة التى شاركت فى وضع بدايات الاتفاق مع قبرص لتعيين الحدود وترسيمها، وكانت هناك محاولات من جانبهم لتغليب مصالح تركيا على المصالح المصرية فى اتفاق ترسيم الحدود. ولعبوا كذلك دوراً مشبوهاً بالاتفاق مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد العدوان على غزة عام 2012، وبدأ الحديث حول وضع شمال سيناء فى ترتيبات جديدة، خاصة بالقضية الفلسطينية، وهو ما ذكره الرئيس محمود عباس أبومازن على العلن.
كانت سياستهم الخارجية بها مساس بثوابت المجتمع المصرى التى نشأنا جميعاً عليها، ومن هنا خرج أكثر من 30 مليون مصرى للشارع للتعبير عن رغبتهم فى خلع هذا النظام من جذوره، ولو نتذكر الرئيس «السيسى» كان قد طلب فى هذا الوقت تفويضاً لمواجهة الإرهاب بشكل حاسم.
ماذا عن التحول الذى جرى فى علاقاتنا بقطر؟
- قطر كانت تريد الهيمنة على القرار المصرى فى فترة الإخوان، وكانت تريد أن يكون للقرضاوى كلمة تعلو فوق الأزهر والمؤسسات الدينية المصرية، فضلاً عن العمل مع أطراف عديدة على أن تكون حكومة الإخوان تابعة للتحالف التركى القطرى، فى مقابل تدمير علاقاتنا ببقية دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات والسعودية، ولأن قطر تراهن على وجود الإخوان فى السلطة، ظهر موقفها السلبى الذى لا يزال حتى اليوم من ثورة 30 يونيو، لكن رهانها ومخططها فشل وانتهى إلى غير رجعة، واليوم مصر وضعت ضمن أولوياتها مواجهة الدول الداعمة للإرهاب، وهو مطلب رئيسى لاستئناف أى علاقات مع قطر.