بريد الوطن| بين لباقة الحديث وصحة القول

بريد الوطن| بين لباقة الحديث وصحة القول
فى زمن اختلطت فيه المفاهيم والمصطلحات وازدادت الفلسفات والمسميات قد نجد أحياناً أشخاصاً يتمتعون بلباقة الحديث وانتقاء أفضل العبارات، وهذا فى حد ذاته أمر جيد جداً، ولكن الإشكالية فى أننا أصبحنا فى عصر قلّت فيه النفوس الحكيمة وانتشرت أفكار الجهل والعشوائية، فأصبح العقل يميل بتلقائية إلى تصديق الأشخاص الأكثر لباقة لمجرد عذوبة حديثهم دون مراجعة صحة ما يقولون.
هناك فهم مغلوط يخلط بين لباقة الكلام وصحة ما يُقال، فاللباقة تسهّل علينا عملية الفهم فقط، ولكنها ليست دليلاً كافياً على صحة مضمون الحديث، ولذلك قد ميّز الله الإنسان بنعمة العقل للتأمل والبحث فى مضمون ما نستمع إليه، وتبنِّى الأفكار السليمة والاستغناء عن دونها، فاللباقة يمكن أن تُكتسب من كثرة العمل والاختلاط بالآخرين، كما يمكن أن يتوارث الإنسان الاستعداد لها ومن ثم ينميها الوالدان. وهناك العديد من الأمثلة على اللباقة مع عدم صحة القول، كالمحامى الذى يحاول الدفاع بلباقة عن المتهم، والملحد الذى يحاول إثبات معتقداته بالبراهين، وبعض قنوات الإعلام المضللة التى تتخذ المظهر الإعلامى الرائع لإخفاء بعض الحقائق أو تزييفها. والحل أن «نتعلم باستمرار» لكى نستطيع أن نُميز بين ما هو صحيح وبين الأفكار المغلوطة التى تتزين فى إطار رائع ولكنها كالسوس الصغير الذى قد يُدمر أعظم ممتلكاتك.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com