مراوح المدارس تهدد حياة الطلاب.. وإحدى الضحايا: "دمي خرج زي النافورة"

مراوح المدارس تهدد حياة الطلاب.. وإحدى الضحايا: "دمي خرج زي النافورة"
- التربية والتعليم
- مراوح السقف
- اهمال التعليم
- تركيب مراوح عشوائى
- ضحايا المراوح
- وزير التعليم
- سقوط مروحة مدرسة
- امتحانات
- طلاب المدارس
- التربية والتعليم
- مراوح السقف
- اهمال التعليم
- تركيب مراوح عشوائى
- ضحايا المراوح
- وزير التعليم
- سقوط مروحة مدرسة
- امتحانات
- طلاب المدارس
حوادث سقوط مراوح السقف، مشهد يتكرر دائمًا، حيث وقع خلال الشهر الجاري حادثين آخرهما، سقوط واحدة على رأس طالبتين خلال أدائهما امتحان مادة التاريخ بالصف الثالث الثانوي بمدرسة فاطمة الزهراء في كوبري القبة بالعاصمة القاهرة، السبت 22 يونيو الجاري، وأسفرت الواقعة عن إصابة طالبة بـ"جروح"، وأخرى بـ"شرخ في الجمجمة".
الحادث الأول وقع يوم 8 يونيو أيضا، إذ سقطت مروحة سقف على طالب بالثانوية العامة في أثناء أدائه الامتحان بإحدى مدارس إدارة طلخا التعليمية في محافظة الدقهلية، وفي أعقابها تداولت عدد من المواقع الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، أخبارًا تفيد بصدور قرار من وزارة التربية والتعليم، بإزالة مراوح السقف من اللجان، واستبدالها بالمراوح الجانبية.
جولة في المدارس ترصد مراوح سقف متهالكة وأخرى متروكة داخل الفصول
أجرت "الوطن" جولة في عدد من المدارس بمحافظتي القاهرة الجيزة، من بينها المدرسة التي شهدت آخر واقعة، لمعرفة تفاصيل الحادث، وما إذا كانت تمت إزالة مراوح السقف من الفصول المدرسية أم لا، حيث وجدنا المراوح في عدد من المدارس لكنها بدت متهالكة، وأخرى كانت تعمل في فصول خاوية من الطلاب رغم توقف الدراسة عن العمل.
داخل مدرسة الوراق الثانوية بنات، ذات الباب المفتوح، تجلس عدد من السيدات، إحداهن بدت موظفة بالإدارة، وأخريات ترتدين جلبابا ذات اللون الأسود، بدت عاملات في المدرسة، وإلى جوارهن خفير المدرسة، يسألون كل من يدخل إليها عن سبب زيارته، وإجابته عن حاجته وأسئلته، فيما يتوافد إلى المدرسة عدد من المواطنين الذين يسألون عن موعد التقديم لأبنائهم.
المباني في الأعلى خاوية تمامًا، أبواب الفصول مفتوحة، وبعض المقاعد في طرقات كل طابق، صوت أزيز يجذبنا إلى التوجه نحو مصدره، لنجده صوت "مروحتي سقف" تعملان بالسرعة القصوى، لتلطفان الأجواء على مقاعد خشبية في فصول خاوية من الطلاب.
وقد تكون هذه المراوح تُركت لتعمل منذ 3 أيام- بحسب حديث العاملين في المكان-، وبعض آخر منها بدت متهالكة، وأجنحتها (الرِّيَش) متعرجة.
بينما بدت مدرسة ناصر الثانوية للبنات، بإدارة الساحل التعليمية، نظيفة عند مدخلها وفصولها أكثر نظافة، إذ احتوى كل فصل على مروحتين للسقف.
مدرسة الزهراء تزيل مراوح السقف من الفصول بعد الحادث الأليم
بالانتقال إلى مدرسة فاطمة الزهراء الثانوية بنات، التي شهدت حادثًا لسقوط مروحة سقف على الطالبات في أثناء أدائهن امتحان الفيزياء، وهي تقع في منطقة الموليحة بكوبري القبة، ورصدنا سيارة شرطة تقف أمام المدرسة، ولافتة أمامها مدون عليها جملة "المدرسة حاصلة على شهادة الاعتماد وضمان الجودة في 31 ديسمبر 2012"، بالإضافة إلى لجنة من مديرية التربية والتعليم، وعدد من رجال الشرطة يدخلون المدرسة مع مسؤولين بالإدارة التعليمية خلال جولتهم بها.
وعندما تمكنّا من الدخول لنشاهد نشاطا مكثفا لعدد محدود من الموظفين مع رجال الشرطة، لنرى المروحة التي تسببت في الحادث، حيث تم إحضارها في منتصف "طرقة" المبنى الرئيسي للمدرسة لمعاينة رجال الشرطة لها.
لحظة وقوع الحادث.. جرح طالبة وشرخ جمجمة أخرى
وتواصلت "الوطن" مع إحدى الطالبتين ضحيتي الحادث المأساوي الذي وقع نتيجة الإهمال الجسيم من قبل المسؤولين المختصين في المدرسة، وعدم وجود رقابة كافية من المعنيين بالأمر، إذ روت ندى سمير السيد الطالبة بالصف الثالث الثانوي "منازل"، والتي تقطن في مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وتقطع مسافة شاقة لأدائها الامتحانات، تفاصيل الحادث الأليم الذي أصابها هي وصديقتها.
وقالت "ندى": "كنت بنظر في ورقة امتحان مادة التاريخ، وفي منتصف الوقت تقريبًا، فوجئت بسقوط المروحة، ولم أشعر سوى بالضربة القوية نتيجة سقوطها عليَ، فضلًا عن أصوات "فرقعة" كبيرة وشرارة شديدة تخرج منها فور سقوطها"- بحسب قول الطالبة.
وعن حركة المروحة في أثناء دورانها منذ دخولها الامتحان، سردت الطالبة ندى لـ"الوطن"، أن مروحة السقف كانت تعمل بسرعتها القصوى، وهلعت من الصدمة لأنها كانت تجلس أسفلها مباشرة، ولكن إحدى الأجنحة فور سقوطها اصطدمت بصديقتها التي كانت تجلس خلفها، وأدت لإصابتها بشرخ كبير في الجمجمة.
وأفاد أحد المصادر داخل المدرسة- الذي فضل عدم ذكر اسمه، لعدم تعرضه إلى أي جزاءات أو عقوبات- بمعلومات تؤكد أن المدرسة أزالت نحو 65 مروحة سقف، وهو ما لاحظناه من وجود رجل كبير يرتدي زي عمال المصانع، ليشير بيده نحوه، ويخبرنا أنه "فني الكهرباء" المنوط به إزالة مراوح السقف، وأنه يستمر لليوم الثالث في إزالتها.
وكشف المصدر لـ"الوطن"، عن سبب وقوع الحادث، وهو استمرار المراوح تعمل لأكثر من 96 ساعة متواصلة (4 أيام) دون توقف، ما تسبب في سقوطها، يوم 17 يونيو الجاري، لافتا إلى أن هذا الحديث هو ما يتردد بين اللجنة، نافيًا علمه بأي بديل لمراوح السقف.
ندى: رفضوا يودوني المستشفى لحد ما فقدت الوعي
قالت ندى، إنها أصيبت بنزيف شديد "زي النافورة" وجرح عميق يحتاج إلى تدخل من أحد الأطباء في المستشفيات، وعندما رفضت إدارة المدرسة خروجها لتلقيها العلاج، واكتفت طبيبة المدرسة بوضع مطهر طبي لها في محاولة لإيقاف النزيف، وأخبرتها أنها ستكون جيدة، إلا أنها سقطت على الأرض بعد فقدانها الوعي نتيجة النزيف الشديد، وعاد الوعي إليها في المستشفى بعد تلقيها العلاج اللازم.
ولكن لم ينتهِ الأمر فحسب، فمديرة المدرسة زارتها وشاهدتها وهي تجلس على كرسي متحرك، نتيجة حالتها التي تمنعها من الوقوف خشية من سقوطها مجددًا، وعلى الرغم من ذلك، لم تكتفِ مديرة المدرسة بما حدث داخل المدرسة، ولكنها بعد زيارتها، نشرت على صفحة المدرسة بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن الطالبة "ندى" بخير وخرجت بعد دخولها المستشفى بساعتين فقط، وذلك على الرغم من بقائها بالمستشفى ما لا يقل عن 5 ساعات، مستنكرة حالة الاستهتار ومحاولة تهدئة الأجواء وإخفاء الفشل وتجنب المسؤولية تجاه الحادث- وفقًا لما أفادته الطالبة ندى لـ"الوطن".
والدة الضحية: ولادنا رايحين يتعلموا مش يموتوا.. وسأقاضي وزير التعليم
حنان إبراهيم، التي تبلغ من العمر 37 عامًا، والدة الطالبة ندى، أوضحت أنها تلقت الخبر في بداية الأمر من إدارة المدرسة، وأن ابنتها أصيبت بحالة إغماء، دون الإفصاح لها بأي تفاصيل أو السبب، مؤكدة أن إحدى زميلات ابنتها تواصلت معها وأخبرتها الحقيقة، ما سبب لها صدمة نفسية، وحالة من الذعر، خلال سفرها على الطريق من مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وصولًا إلى القاهرة.
وشرحت والدة ندى لـ"الوطن" أضرار ما حدث لابنتها نتيجة الحادث الكارثي، حيث تعاني الآن من صدمة نفسية، وغير قادرة على مواصلة أداء بقية الامتحانات المقبلة، منددة بإهمال وزارة التربية والتعليم في حق الطلاب، وأن هذا الحادث ليس الأول، بل سبقه حوادث عديدة نتيجة سقوط مراوح السقف.
ووجهت والدة "ندى"، ضحية المروحة، رسالة إلى الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم: "لو مش قادر تحافظ على الأمانة اللي في رقبتك، تترك الوزارة، الأولاد ذاهبين للدراسة، وليس للإصابة أو الموت".
وأكدت أنها لن تترك حق ابنتها، وستقاضي وزارة التربية والتعليم، بعدما احتفظت بالملف الذي حصلت عليه من المستشفى، والذي يتضمن التقرير الطبي، ورقم محضر بإثبات الحالة، قائلة: "مش هنسيب حقنا، وأنا تركت طرحة بنتي المليئة بالدم، حتى تكون شاهدة على الحادث والإهمال، للتحقيق في أسباب سقوط المروحة، وفقا للمعلومات المتوفرة، وآخر وضع ما كانت عليه المروحة"- بحسب قولها.
خبير: سقوط المروحة سببه مشكلة في التركيب غير الصحيح والعشوائي
من جهته، أوضح المهندس ناجي عبد الجليل، الخبير في صناعة المراوح، ومدير أحد أكبر مصانع المراوح في مصر، أن سقوط المروحة ليس له علاقة بعدد ساعات تشغيلها، إلا لو كانت هناك مشكلة في التركيب، مؤكدًا أن سقوط مراوح السقف يعود إلى التركيب غير الصحيح والعشوائي، وأن المسامير التي تربط المروحة لا بد أن تكون متانتها عالية الجودة، وتتحمل وزنا أكبر بكثير من وزن المروحة.
وأشار عبد الجليل لـ"الوطن"، إلى أنه هناك ضوابط في تركيب المراوح، لا أن يتم تركيبها بطريقة عشوائية، ولا يصح أن تزيد المسافة بين السقف وجسم المروحة، حتى لا تزيد من اهتزازها خلال عملها ودورانها.
وقال إن المراوح لا تجري لها صيانة دورية، لأنها ليست كالمكيفات، بل تحتاج إلى تركيب جيد وبطريقة صحيحة، والتأكد من متانتها، ومتانة الجسم المعلقة به.
مدير تعليم القاهرة: قرار استبدال مراوح السقف صادر منذ فترة.. وحالة الطالبة الضحية مستقرة
أفاد محمد عطية، مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، بأن المديرية اتخذت قرارًا منذ فترة، باستبدال مراوح السقف المعطلة بالمدارس، بالمراوح الجانبية، لافتًا إلى وجود عدد كبير من اللجان حاليًا بها من هذا النوع الأخير.
وأكد عطية لـ"الوطن"، أن الطالبة التي تعرضت لواقعة سقوط مروحة سقف عليها بعد انتهاء موعد الامتحان، حالتها جيدة، مشيرا إلى أن الأمور مستقرة.