"الوطن" مع طلبة الثانوية على أعتاب أهل الشفاعة والخطوة في "أبو سيفين وأم العواجز"

"الوطن" مع طلبة الثانوية على أعتاب أهل الشفاعة والخطوة في "أبو سيفين وأم العواجز"
التبرك بالقديسين وأولياء الله الصالحين، السبيل الأمثل أمام الكثير من طلاب الثانوية العامة وأمهاتهم للنجاة من كابوس العمر والتخلص من أعباء العام الدراسي الفاصل بالنسبة إلى أحلامهم التالية، فكما يلتزمون بالمراجعة النهائية تقودهم معتقداتهم إلى "أبو سيفين" و"كيرلس شفيع الطلبة" و"مارمينا" و"السيدة زينب" و"الحسين" لتخطي الامتحانات بسلام وتصويب الأخطاء إن أمكن.
أجواء تملؤها فرحة العيد وإقبال طلبة الثانوية العامة وآبائهم لا مثيل له فهناك الأم التي أجبرت ابنتها على القدوم للتشفع فتتفوق في أدائها للامتحانات، وتلك الطالبة التي أتت تاركة ما خلفها من مذاكرة لتطلب من "أبو سيفين"، في ديره القائم بحي مصر القديمة، أن تحصل على مجموع يدخلها جامعة القاهرة.
يؤمن فادي طالب بالثانوية العامة شعبة أدبي، بأن التشفع بالبابا كيرلس هو السر لاجتيازه امتحانات تلك المرحلة الفاصلة في مستقبله التعليمي بسلاسة، وبداخله يقين بأن الله سيستجيب لما يطلبه من البابا كيرلس استنادًا على تجارب سابقة "بطلب من البابا كيرلس يتوسطلي عند ربنا ومطلبي بيتحقق".
التشفع في المعتقدات المسيحية يعني الحصول على وسيط لرفع الطلب إلى الرب لأنهم أقرب له منهم مثل القديس كيرلس ومارمينا، ويضاف إليهم الأب "فلتاؤس السرياني"، والذي اعتاد باهر ماجد، طالب بالفرقة الأولى بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال جامعة السويس، على التشفع به منذ أن خاض التجربة حينما كان في المرحلة الثانوية العام الماضي، حتى يصفه بـ"شفيع المستحيلات"، ويدوّن اسمه بجوار الأسئلة الصعبة فكانت الإجابة الصحيحة هي التي يقع عليها الاختيار، على حد قوله، ليستشهد بواقعة أخرى أصابت أسرته وأنقذهم منها القديس "بيشوي دانيال"، حينما مرضت والدته إذ وكانت تعاني من ألم شديد بسبب وجود حصوة بالكلى وتحسنت بعد أن تشفعت بالقديس بعد أن كانت لا تؤمن بقدراته.
"فادي" طالب الثانوية: بطلب من البابا كيرلس يتوسطلي عند ربنا.. و"نهى" تطلب بركة الحسين لتيسير الامتحانات
وإن انشغل الطلبة يحل أولياء أمورهم محلهم، فأسرة السيدة الأربعينية "ريمال"، خطاها إلى دير "أبوسيفين"، الواقع بمنطقة مصر القديمة؛ لتتشفع لابنتها، طالبة الثانوية العامة، رغم عدم إيمانها بهذه الأشياء من قبل حتى تعرضت لتجربة منذ 10 سنوات مضت حينما تحققت ما اعتبرته "معجزة"، حيث كانت تعاني من حمل عنقودي وأخبرها الطبيب أن الحمل لن يكتمل، ويجب استئصال الرحم لإصابته بالسرطان فذهبت لـ"أبوسيفين" تتوسل له وهي تشعر بالضيق لأنه يجب عليها ترك أبنائها والمبيت لمدة يومين في المستشفى لتلقي العلاج، وبعد ذلك الطلب بأسبوع اتجهت للمستشفى ولم تجد الطبيب فلجأت لـ"أبوسيفين" وأخذت الزيت والبركة من هناك، وبعد عدة أيام ذهبت مرة أخرى للمستشفى ليخبرها الطبيب أنه كان في مؤتمر يخص حالتها وأنها ستوقف العلاج لمدة أسبوع وسيستمرون بالمتابعة لمدة أسبوع وفي حال عدم تحسنها ستضطر لإكمال العلاج.
وبعد انتهاء الأسبوع المحدد، تفاجأ الطبيب بحالة السيدة الأربعينية التي شفيت تماما وأخبرها بأنها ليست بحاجة للعلاج، قائلة: "من ساعة ما روحت لـ(أبوسيفين) مأخدتش أي علاج ولا حتى كيماوي ومشلتش الرحم وخلفت بعدها بـ3 سنين"، وهذا هو سر وجودها في دير "أبوسيفين"، راجيةً شفاعته حتى تتفوق ابنتها في امتحانات الثانوية العامة.
"أم إسراء" تنتظر بركات "السيدة زينب" لتلتحق ابنتها بالهندسة.. و"ريمال" صدقت في "أبوسيفين" بعد معجزة
ومثلما يتشفع المسيحيون بالقديسين للمسلمين أيضًا طقوسهم التي يمارسونها في جامعي "السيدة زينب" و"الحسين"، حيث لا تأتي "نهى"، طالبة في الصف الثاني ثانوي، إلى جامع الحسين سوى أيام الامتحانات فقط لتطلب بركته في تيسير الامتحانات، مشيرة إلى أنه عند التحاقها بالصف الثالث الثانوي العام المقبل، القدوم بانتظام حتى تدعو الله وتطلب منه التوفيق، لإيمانهم بأنهم سيتزودون بالبركة من أجل تسهيل الامتحانات والنجاح بها، وهو ما أكدت عليه زميلتها سارة، الطالبة بالثانوية العامة هي الأخرى، التي ترى أنه من الطبيعي تردد الطلبة في هذا العام حتى وإن كانوا لا يترددون أصلا، وهو ما أكد عليه أحد خدام المسجد في حديثه لـ"الوطن"، والذي قال: "عشرات الأمهات يأتون للدعاء والتبرك بالحسين يوميا".
تُمسك السيدة الأربعينية بكتاب الله وتبكي أمام مقام السيدة زينب حتى يتيسر الحال أمام ابنتها في امتحانات الثانوية العامة، فتقول "أم إسراء"، إنها تأتي مع كل امتحان في أوقات تأدية ابنتها له، وكل ما يتردد على لسانها هو حمد الله وشكره ولا ترجو سوى أن تلتحق ابنتها بكلية الهندسة جامعة القاهرة أو عين شمس.