مسؤولة سابقة بـ"الخارجية": أردوغان نصّب نفسه محاميا عن تنظيم إرهابي

كتب: بهاء الدين عياد

مسؤولة سابقة بـ"الخارجية": أردوغان نصّب نفسه محاميا عن تنظيم إرهابي

مسؤولة سابقة بـ"الخارجية": أردوغان نصّب نفسه محاميا عن تنظيم إرهابي

قالت السفيرة جيلان علام مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنّ تعليق السفير سامح شكري وزير الخارجية، على التصريحات الفجة للرئيس التركي أردوغان، مثلت ردا حاسما على أنقرة وأكدت استعداد مصر لمواجهة أي تهديدات، حتى وإن كانت حديثا أجوف وغير جاد ولا تقيم لها مصر أي وزن- كما ذكر الوزير شكري.

وأكدت "علام" لـ"الوطن" أنّ تلك التصريحات تكشف إفلاس الرئيس التركي وضعف مصداقيته التي أصبحت هشة في العالم كله، وفي الحديث عن مختلف القضايا بصورة استفزازية، مؤكدة أنّه لا يراعي مصالح بلاده الوطنية ولا حتى مصالح حزبه بل يبحث عن مجده الشخصي من خلال الكلام والأوهام فقط.

وأشارت مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أنَّ البيان الذي أصدره الوزير حرص على عرض الحقائق والتأكيد على موقف مصر الثابت كدولة مسؤولة لا تنزل إلى مستوى التصريحات الجوفاء، التي لا ترقى للتعامل معها بجدية، ولكن في نفس الوقت كان هناك ضرورة لوقفة مع هذا التجاوز غير المسؤول، لأنّه شيء مؤسف ويدين صاحبه أنّ يتدخل رئيس دولة في أمر يخص مواطنا مصريا أيا كان وضعه، خاصة أنّه يحاكم بإجراءات قضائية وقانونية عادلة وأخذ جميع حقوقه في المحاكمة وطلب الحديث أمام المحكمة وكان آخر موقف في حياته.

وتابعت علام: تدخل رئيس دولة في تحقيق قضائي داخلي أمر غير معترف به دوليا، وغير ذي صفة أو أثر، ولا أحد يقيم له وزنا، خاصة أنّه فعل ما فعل في سياسته الداخلية في موضوع محاولة انقلاب يوليو ولم يدافع أحد عن "الانقلابيين"، وما يفعله من مطالبة بتحقيق دولي تدخل سافر، وهو أدان نفسه بأنّه مؤيد ومنتمٍ لجماعة الإخوان المصنفة ليس فقط في مصر ولكن في العديد من الدول كتنظيم إرهابي، فالمجتمع الدولي يريد تحجيمها، وبعض الدول التي لم تصنفها تخشى من توابع هذا التحجيم رغم القناعة الأكيدة على استحقاقها لهذا التصنيف.

"أردوغان وصّم نفسه بتعدد جبهات الصدام مع أطراف المنطقة، والتأرجح في العلاقات بين أطراف كثيرة وأصبحت نواياه مكشوفة وواضحة بالنسبة للجميع، فتركيا على وشك التهديد بطردها من حلف الناتو، وفقدت مصداقيتها في المجتمع الدولي وهذا هو الوضع الحالي للسياسة التركية، ما جعل الرئيس التركي مفلسا وليس لديه ما يخسره، وأردوغان أصبحت مواقفه متأرجحة يمينا ويسارا يمارس بهلوانية سياسية، يطلب الانضمام للاتحاد الأوروبي وهو يواصل احتلال قبرص ويهدد مواردها، ويحتل أجزاء في شمال سوريا ويتدخل في العراق وليبيا، ويمارس العدوان ضد جيرانه، وهو أحد الأسباب الرئيسية في استمرار الأزمة السورية، ويستخدم ورقة اللاجئين السوريين لابتزاز أوروبا وفي الوقت ذاته يحتجزهم على الحدود في معسكرات الإيواء وفي أحوال لا إنسانية، والعديد من الأطراف الآن أصبحت تنتقد الكثير من القرارات السياسية لأردوغان، وبإمكاننا أيضا أن ننتقد الكثير من الأوضاع الداخلية في بلاده ولكننا لا نريد أن نكرر خطأه ونتدنى إلى مستواه"، تقول علام.

وعن بيان مصر، قالت مساعد وزير الخارجية الأسبق: "هذا الحد الرد كافٍ، ولكن البيان كان مفتوحا فيه تأكيده على الاستعداد الكامل لمواجهة أي تهديدات، وإذا أخذ أردوغان أي منحى آخر سينظر إليه في وقته، ومصر ليست بحاجة للدفاع عن نفسها أمام تصريحات لا قيمة لها، مصر لديها مصداقية كبيرة ونحن والعالم يعلم ذلك، وحينما يتحدث أي رئيس عن سياسة مصر الخارجية لدينا ما يكفي لتبرير مواقفنا أمامه عند الحاجة، كما أخبرنا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيره من الزعماء عن موقفنا الثابت في ليبيا باعتبار شؤونها قضية أمن قومي لمصر، ولا يمكن لمصر أن تغض الطرف عن ليبيا أو أي دولة جارة".

وأضافت علام: "من يدعي السعي وراء حقوق الغير لا ينبغي أنّ يعتدي على حقوق الآخرين، وأردوغان يزعم الدفاع عن الحقوق عندما يمارس عدوانه وتدخلاته، وفي نفس الوقت يعتدي على حقوق الدول في شرق المتوسط عبر التنقيب غير الشرعي وغير القانوني عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، ويتدخل في سوريا والعراق وليبيا، ويعتدي على الأكراد، ويتدخل في الحقوق الاقتصادية لدول الجوار ويعتدي على الحقوق المائية للعراق".

وتابعت مساعد وزير الخارجية الأسبق: أردوغان يمارس هوايته في الاستعراض والخطابة، ويتحدث في كل الأمور دون وجه حق، وهو يناقض نفسه دائما، ويصدّر الموقف ثم يتراجع عنه، ليس بحثا عن مصالح بلاده الوطنية ولا حتى مصالح حزبه، بل لمصالحه الشخصية ومجده الشخصي وخدمة فكره وأيديولوجيته المتطرفة، وهي تنطلق من أحلام واهية وأوهام ثبت عدم إمكانية تحققها على أرض الواقع، هو يؤكد دوره القيادي في تنظيم الإخوان ويهدف إلى حماية الجماعة ومغازلة أنصارها فيظهر نفسه على أنّه محامي الإخوان، ويوفر لهم الملاذ الآمن ويوفر لهم التمويل.

واختتمت علام حديثها بالقول: "أردوغان لم يجنِ سوى عزلة دولية وإقليمية بلا ثمن، بل مقابل تكاليف باهظة جدا، أضرت بمصالح بلاده وباستقرار المنطقة برمتها، وتركيا لم تكسب شيئا من معاداة دول مثل مصر والسعودية والامارات، والوقوع تحت طائلة عقوبات وتهديد بعقوبات أمريكية وأوروبية، ونحن نأسف لما يحدث في تركيا التي كان يجب أنّ تكون لها دور أكثر إيجابية نحو المنطقة، ولكننا لن نخطئ مثلهم ونتحدث عن فشل سياستهم وارتباكها داخليا وخارجيا".


مواضيع متعلقة