احتجاجات هندوراس.. هل يعود "سلفادور نصر الله" إلى الواجهة؟

احتجاجات هندوراس.. هل يعود "سلفادور نصر الله" إلى الواجهة؟
- أمريكا الوسطى
- سلفادور نصرالله
- هندوراس
- خوان أورلاندو هيرنانديز
- أمريكا الوسطى
- سلفادور نصرالله
- هندوراس
- خوان أورلاندو هيرنانديز
تعتبر هندوراس، الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى، من أفقر الدول في القارة، حيث يعيش أكثر من 60% من سكانها البالغ عددهم 8.7 ملايين نسمة، في فقر مدقع، وظلت هندوراس أحد أكثر البلدان خطورة على المدافعين عن حقوق الإنسان في منطقة الأمريكيتين، ولاسيما على المنخرطين في الدفاع عن الأراضي وعلى الناشطين في مجال البيئة.
وتشهد البلاد منذ أواخر إبريل الماضي، احتجاجات مناهضة للحكومة، احتجاجًا على سياسيات نيو ليبرالية لإدارة رئيس هندوراس اليميني خوان أورلاندو هيرنانديز، وللمطالبة باستقالته.
وكانت هندوراس شهدت احتجاجات منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر نوفمبر 2017، والتي تنافس فيها المعارض من أصل عربي "مرشح تحالف المعارضة ضد الديكتاتورية اليساري" سلفادور نصر الله، والرئيس الحالي، وجاءت النتيجة مؤكدة للتوقعات، بفوز هيرنانديز بعد عملية انتخابية شابتها الشكوك حسبما تدعي المعارضة.
وكان نصر الله وهيرنانديز أعلنا فوزهما في الانتخابات الرسمية.
وكانت المحكمة الانتخابية العليا أعلنت رسميا في يناير 2018 فوز هيرنانديز بنسبة 42.95% من الأصوات مقابل 41.42% لنصر الله.
وأظهر فرز الأصوات في البداية تقدم نصر الله، لكنه تم لاحقا إبطاء عملية الفرز التي استغرقت أكثر من شهر قبل انتهائها، وتخللتها فترات استراحة غامضة.
وأشار مراقبو منظمة الدول الأمريكية والاتحاد الأوروبي إلى وجود مخالفات في العملية الانتخابية.
وأقر نصر الله بالخسارة في 22 ديسمبر 2017 بعد وقت قصير على قيام الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لهندوراس بتهنئة هيرنانديز.
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، في ذلك الوقت، أن منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان، أشارت إلى أن أكثر من 30 شخصا قتلوا، وأن أكثر من 800 تم إلقاء القبض عليهم، إثر العمليات الأمنية التي قامت بها الشرطة لوقف حركة الاحتجاجات.
ويقف الأطباء والمعلمون، وراء هذه التعبئة التي تشهدها هندوراس، منذ أواخر إبريل الماضي، التي تهدف إلى الاحتجاج على مرسومين للحكومة ينصان، على خصخصة قطاعي الصحة والتعليم، فيما تنفي حكومة هيرنانديز ذلك.
وذكرت قناة "تيلسور"، أن حكومة هيرنانديز، عقدت في الأسبوع الماضي، حوارًا لمناقشة مطالب المحتجين، ولكنها لم تضم ممثلين للمتظاهرين.
وشهدت هندوراس كذلك تنفيذ قوات خاصة تعرف باسم "قوات النمر الخاصة"، إضرابا خلال اليومين الماضيين، للاحتجاج على أيام العمل الشاقة، وقال البعض منهم إنهم لن يعودوا يدعمون حكومة لا تساوي ذلك، وأمس الخميس، أعلنت السلطات، مقتل شخصين بالرصاص وجرح 20 آخرين في هندوراس خلال مظاهرات في العاصمة "تيجوسيجالبا"، للمطالبة باستقالة هيرنانديز.
وأشارت المتحدثة باسم دائرة الطب الشرعي لدى النيابة العامة إيسيس ألفارادو، لوكالة "فرانس" الفرنسية، إلى وجود جثتين بين الأشخاص الذين نُقلوا إلى "مستشفى إسكويلا" في العاصمة، أثر حوادث وقعت ليل أمس الأول.
وقد قتلا خلال تدخل عناصر الشرطة والجنود لتفريق آلاف الاشخاص الذين كانوا يغلقون شوارع ونهبوا نحو عشرة متاجر للأدوات الكهربائية والغذائية في مختلف أحياء العاصمة، فيما دعا رئيس هندوراس، إلى اجتماع لمجلس الأمن في بلاده، وتقرر نشر الجيش لمنع إغلاق الطرق وحماية الممتلكات الخاصة والعامة.
وكان محتجون، أضرموا النار في 1 يونيو الجاري، في بوابة دخول السفارة الأمريكية وسط "تيجوسيجالبا"، وذلك خلال الاحتجاجات الضخمة لقطاعي التعليم والصحة.
وقال منتقدو هيرنانديز، إنها ستؤدي إلى خصخصة الخدمات العامة، فيما وجه المتظاهرون أصابع الاتهام في حادثة السفارة إلى "مندسين حكوميين".
ونزل آلاف الأطباء والمعلمين والطلاب في ذلك الوقت إلى الشوارع لمطالبة الحكومة بالتراجع عن خطط لخصصة قطاعي الصحة والتعليم.
وأضرم المحتجون النار في المدخل المؤدي إلى مبنى السفارة بنحو 12 إطارا للسيارات بعد سكب وقود عليها.
واندفع المتظاهرون صوب السفارة الأمريكية بعد أن قامت الشرطة بتفريقهم من منطقة تجارية قريبة على الرغم من أنه لم يتضح بشكل فوري سبب مهاجمتهم المبنى، وهتف المحتجون "الحثالة الأمريكية" خارج السفارة التي لم تكن عليها حراسة في ذلك الوقت.
واظهرت صورا نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية، قيام متظاهر ملثم بتخريب كاميرا مراقبة عند مدخل السفارة الأمريكية، وكذلك أظهرت صورا نشرتها الوكالة، قيام جندي بإخماد حريق عند مدخل السفارة الأمريكية، فيما قال مسئول في إدارة الإطفاء أنه لم تلحق بالسفارة أضرار باستثناء بوابة الدخول.
وهرعت فرق الإطفاء لإخماد الحريق الذي دمر بوابة البعثة الدبلوماسية دون إلحاق أضرار بالمبنى الرئيسي للسفارة.
بدوره، قال المتحدث باسم الشرطة جاير ميزا، لوسائل إعلام محلية، إنه تم توقيف أحد المشتبه بهم ويبلغ من العمر 23 عاما، فيما توجه أقارب المشتبه به في وقت لاحق مع حشد من الأشخاص إلى مقر الشرطة حيث طالبوا بالإفراج عنه، وفقا لما ذكرته قناة "فرانس 24" الفرنسية.
وأصدرت السفارة الأمريكية بيانا بعد الهجوم حضت فيه الهندوراسيين على عدم القيام "بأعمال عنف".
وكان ملف قضائي، أظهر في وقت سابق، أن السلطات الأمريكية، أجرت تحريات بشأن هيرنانديز في إطار تحقيق يتعلق بتهريب مخدرات وغسيل أموال له صلة بشقيقه، ولم توجه للرئيس اتهامات في أي جريمة، وفي 24 نوفمبر، 2018، تم اعتقال خوان أنطونيو هيرنانديز شقيق رئيس هندوراس في ميامي بالولايات المتحدة، ويُشتبه في أنّ لخوان أنطونيو روابط مع كارتلات المخدرات.
وقالت حكومة هندوراس، في بيان في ذلك الوقت: "تم توقيف المواطن الهندوراسي خوان أنطونيو هيرنانديز، شقيق الرئيس الحالي لجمهورية هندوراس، في مدينة ميامي بالولايات المتحدة"، موضحة أنّ رئيس هندوراس قال بوضوح في 24 أكتوبر الماضي، إنّ لا أحد بالنسبة إليه فوق القانون وذلك في وقت كانت سرت إشاعات بشكل متزايد مفادها أنّ لشقيقه علاقات مع كارتلات المخدّرات، فيما أقرّ الرئيس هيرنانديز في حديثه إلى صحفيين بأنّ ما حصل "ضربة قاسية، حزينة وصعبة"، مطالبا بأن يتم احترام مبدأ قرينة البراءة، مؤكّدًا من جديد عزمه على مكافحة تهريب المخدرات بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة.
وذكرت قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية، أن هيرنانديز، يواجه معارضة قوية في هندوراس منذ فوزه بفترة ثانية في انتخابات أثارت خلافات شديدة في نهاية 2017 انتقدها بقوة مراقبون دوليون ويقول معارضون إنه سرقها.