الأردن: «مطر» يساعد 300 كفيف فى 11 دولة حتى الدكتوراه.. والميزانية صفر

كتب: نهال سليمان

الأردن: «مطر» يساعد 300 كفيف فى 11 دولة حتى الدكتوراه.. والميزانية صفر

الأردن: «مطر» يساعد 300 كفيف فى 11 دولة حتى الدكتوراه.. والميزانية صفر

عندما يسمع الكفيف صوت القارئ، دون أن يعرف جنسيته أو شكله أو حتى اسمه، فإنه يستشعر الخير والنجاح والتفوق العلمى والعملى.. كلمات قالتها نور العجلونى، 26 عاماً، التى تخرجت حديثاً من كلية الهندسة المدنية جامعة الأردن، عن مشروع «مطر» الذى أسسته فى عام 2014 بعد أن التحقت بمؤسسة مجتمعية تهدف إلى تشجيع الشباب على تصميم مشاريع ريادية لخدمة مجتمع محافظة إربد الأردنية حيث يقيمون.

بعد مناقشات مع طلاب من ذوى الاحتياجات البصرية عن احتياجاتهم فى القراءة غير المنهجية، توصلت «نور» والفريق الذى كانت تقوده، إلى أن هناك فجوة تعليمية كبيرة للمكفوفين بالتعليم الجامعى، حيث تنعدم الكتب المطبوعة بطريقة برايل بسبب تكلفتها العالية، فالكتاب المطبوع بشكل عادى تشتريه «نور» بـ5 دولارات، بينما يشتريه الكفيف بـ125 دولاراً، بحسب حديث مؤسسة مشروع «مطر» لـ«الوطن».

"نور": "نفسى الكفيف يقدر يعتمد على حاله ويدرس ويتعلم فى أى وقت بدون معوقات"

بعد مناقشات عدة توصل فريق «مطر» إلى أن حاجة الكفيف ذات الأولوية هى لمن يقرأ له الكتاب، حيث يشكل ذلك عبئاً مادياً وضغطاً على أوقات العائلة، كان ذلك سبباً فى أن يتسرب معظم المكفوفين من الدراسة الجامعية، لكن الموارد المالية المتاحة لهم معدومة تماماً، ففكر الشباب فى استغلال موقع فيس بوك ذى الشعبية الكبيرة فى الأردن، وبدأ تدشين صفحة للمبادرة تطلب 10 متطوعين، يقرأ كل منهم 10 صفحات من كتاب بصوته، وبالفعل بدأ تواصل المتطوعين وإرسال صور من الصفحات المخصصة لكل منهم فيقومون بالتسجيل الصوتى ثم إرساله لمن طلب تسجيله فى خلال 3 أيام، حتى تمكنت المبادرة فى بداية عام 2019 من مساعدة 300 طالب كفيف فى 11 دولة عربية على إكمال تعليمهم من بكالوريوس لماجستير ودكتوراه وأبحاث ما بعد الدكتوراه.

واصل المشروع نجاحه عبر استقبال طلبات المساعدة على القراءة من مكفوفين من موريتانيا والسعودية وليبيا واليمن وغيرها، فى خطوة تعتبرها نور العجلونى حلاً لمشكلة عجزت جامعات ودول عن حلها، وهى توفير فرص تعليمية متكافئة من خلال مجموعتين تابعتين للمشروع على موقع فيس بوك، إحداهما للتسجيل الصوتى والأخرى لتحويل الكتب إلى ملفات «وورد» تدعم قارئ الشاشة للمكفوف وفقاً لرغبته فى اختيار أى منهما.

ميزانية مبادرة ابنة الـ26 عاماً قدرها صفر دينار، ورصيد عظيم من قلوب كبيرة وحناجر معطاءة، تمكنت من مساعدة 700 طالب هذا العام.

تقول «نور»: «نفسى الكفيف يكون عنده الفرصة اللى عندى كمبصر ويقدر يعتمد على حاله ويدرس ويتعلم فى أى وقت بدون معوقات».

 


مواضيع متعلقة