بعد رد الصين على بيانات الأمم المتحدة بشأنهم.. من هم مسلمو الإيجور؟

كتب: محمد الليثي

بعد رد الصين على بيانات الأمم المتحدة بشأنهم.. من هم مسلمو الإيجور؟

بعد رد الصين على بيانات الأمم المتحدة بشأنهم.. من هم مسلمو الإيجور؟

بين آنّ وآخر تعلو على السطح أزمة مسلمي الإيجور التي تعرب الأمم المتحدة عن قلقها بشأنهم مرارًا وتكرارًا بشأن الاعتقالات الجماعية لهم، ودعت في أغسطس الماضي لإطلاق سراح المحتجزين منهم في معسكرات "مكافحة الإرهاب"، وذلك في الوقت الذي تنفي فيه بكين تلك "المزاعم"، معترفة باحتجاز بعض المتشددين دينيًا لإعادة تعليمهم من جديد، وتتهمهم الصين بإثارة الاضطرابات في البلاد.

واليوم، دحض نائب وزير الخارجية الصيني تشانج هان هوي، بيانات عن وجود نحو مليون من الإيجور في ما يسمى "معسكرات إعادة التأهيل" في منطقة شينجيانج الإيجورية، وقال المسؤول الصيني في مؤتمر صحفي في مدينة شينجيانج إنّ البيانات ملفقة ومفبركة بالكامل، ونشرها "الزومبي" المتبقون من عهد الحرب الباردة، الذين لا يريدون رؤية تطور جمهورية الصين الشعبية.

وأوضح الدبلوماسي أنّ "الحكومة الصينية تتفهم تماما الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية لمنطقة شينجيانج ذاتية الحكم للحفاظ على الأمن والاستقرار الاجتماعي في المنطقة، وكذلك الجهود الرامية لضمان المصالح الأمنية للسكان المحليين وتطورهم"، مضيفًا: "بعض الأشخاص يقومون منذ بعض الوقت بحملة لتشويه سمعة الحكومة الصينية وسياساتها في شينجيانج، ويسمون مراكز التعليم المهني التي أُنشئت هناك (مراكز لإعادة تأهيل الإيجور)، حتى أنّهم اختلقوا بعض الأرقام، زاعمين أنّنا احتجزنا مليون شخص في هذه المراكز، وهذا بالطبع هراء مطلق". فمن هم مسلمي الإيجور، وما هي قضيتهم؟.

مسلمو الإيجور جماعة تعود أصولهم إلى الشعوب التركية "تركستان"، يعتبرون أنفسهم أقرب عرقيًا وثقافيًا لأمم آسيا الوسطى، وبحسب ما ترصده هيئة الإذاعة البريطانية فإنّ مسلمي الإيجور يشكلون نحو 45% من سكان شينجيانج، في مقابل 40% من الصينيين التابعين لعرقية الهان.

وفي أوائل القرن الـ20، أعلن الإيجور لفترة وجيزة الاستقلال، لكن المنطقة خضعت بالكامل لسيطرة الصين الشيوعية عام 1949، ومنذ ذلك الوقت انتقل عدد كبير من عرقية الهان الصينية إلى الإقليم، فيما تخشى عرقية الإيجور الآن من اندثار ثقافتهم.

ويتمتع إقليم شينجيانج بالحكم الذاتي، إلا أنّهم يتهمون السلطات الصينية بالتمييز ضدهم، في الوقت الذي ترد فيه الصين بأنّهم يشنون حملة من العنف بعمليات تفجير وعصيان مدني من أجل إعلان ذلك الإقليم دولة مستقلة.

ويعاني الإيجور في شينجيانج من أنّ الحكومة الصينية ترصد مشروعات ضخمة، إلا أنّ الوظائف تذهب إلى أقلية الهان، في الوقت الذي يشكون فيه من مصادرة السلطات لمزارعهم من أجل تلك المشروعات.

وأصدرت الصين قرارات في العام 2017، وفقًا لها لا يتسطع الموظفون في الأماكن العامة ارتداء زي يغطي كامل أجسادهم، إذ أصبح محظورا على نساء الإيجور تغطية أجسادهم بصورة كاملة، وإذا حدث ذلك يتم إبلاغ الشرطة الصينية، وفضلًا عن ذلك أفادت تقارير صحفية بأنّ السلطات الصينية أجبرت أقلية الإيجور، على تسليم المصاحف وسجاجيد الصلاة وغيرها من المتعلقات الدينية وإلا سيواجهون عقوبة.


مواضيع متعلقة