بعد مهلة واشنطن.. خبراء: العلاقات التركية الأمريكية رهينة الخلاف

كتب: إيمان هلب

بعد مهلة واشنطن.. خبراء: العلاقات التركية الأمريكية رهينة الخلاف

بعد مهلة واشنطن.. خبراء: العلاقات التركية الأمريكية رهينة الخلاف

في ظل تطورات الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا بشأن صفقة "إس-400" الروسية، ومنح الولايات المتحدة مهله حتى نهاية يوليو المقبل للعدول عن شراء تلك المنظومة الصاروخية، قالت مساعدة وزير الدفاع الأمريكي ألين لورد، إنه في حال لم تتخل تركيا بحلول 31 يوليو عن شراء نظام "إس 400"، فإن الطيارين الأتراك الذين يتدربون حاليًا في الولايات المتحدة على طائرات "إف 35" سيطردون.

وأكدت أن عقود الباطن الممنوحة لشركات تركية لصناعة قطع لطائرات "إف 35" ستلغى، وبررت المسؤولة الأمريكية هذا الإنذار بكون تركيا أرسلت جنودًا إلى روسيا للتدرب على استخدام صواريخ "إس 400"، فهل ستتراجع أنقرة عن تلك الصفقة وتخضع لضغوطات الجانب الأمريكي؟

ومن جانبه، قال الباحث في الشأن التركي كرم سعد، لـ"الوطن"، إن الولايات المتحدة الأمريكية تخوض معركة شرسة مع تركيا لإفشال تلك الصفقة لخوفها من إطلاع روسيا على تكنولوجيا أسلحتها، إضافة إلى رفضها لتحالف دول المنطقة مع روسيا خاصة في ظل أزمتها معها، لافتا إلى أن العلاقات التركية الأمريكية أصبحت رهينة الخلاف؛ فهي تعاني توتر ليس وليد اللحظة وإنما منذ فترة طويلة، ويتضح هذا الخلاف خلال الانقلاب الفاشل في 2016 وفي القضايا الخلافية في الإقليم سواء سوريا أو جنوب أفريقيا أو فنزويلا.

وأضاف أن العقوبات الأمريكية ضد تركيا بدأت عندما أزالت تركيا من قائمة نظام الأفضليات الاقتصادية وأجبرتها على دفع عوائد جمركية تصل إلى 16 مليون دولار على بعض السلع التي تصدرها للولايات المتحدة الأمريكية سنويا.

وأكد كرم أنه على الرغم من تلك العقوبات الأمريكية فإن الموقف الإقليمي والدولي يحتم على تركيا إتمام تلك الصفقة الروسية بعد أن فقدت الثقة في الولايات المتحدة التي تعطل إتمام صفقة باتريوت مع تركيا منذ سنوات وتحول العلاقات بين تركيا وأمريكا من علاقة استراتيجية الى علاقة تكتيكية، مشيرا إلى أن أسباب عدم تراجع تركيا عن تلك الصفقة، وهي عدم حسم الولايات المتحدة الأمريكية معها القضايا المتعلقة بالأمن القومي التركي كقضية استمرار الدعم للأكراد، إضافة إلى سداد تركيا لجزء كبير من قيمة الصفقة التي تقدر بـ2.5 مليار دولار.

كما أنها منحت تركيا عدة امتيازات في تصنيع قطع غيار الطائرات وتسليمها للطائرات في مدة قليلة، ويضيف: "انسحاب تركيا من الصفقة يعني ضياع أموال كثيرة على تركيا وخسارة علاقتها مع روسيا كما قد تنعكس بشكل سلبي على الغاز الروسي التي تعتمد عليه تركيا بنسبة 50%".

واتفق معه الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام الدكتور بشير عبدالفتاح بأن الرئيس التركي أردوغان لن يتراجع عن صفقة "إس-400" رغم الجدول الزمني بالتهديدات الأمريكية الذي ينتهي شهر يوليو المقبل، لافتا إلى أن تلك العقوبات هي وسيلة للضغط على تركيا خاصة بعد إرسالها لمجموعة من الطيارين الأتراك إلى روسيا ليتدربوا على تلك الطائرات، فضلا عن انتظاروصول فريق روسي متخصص يحدد أماكن نصب تلك الصواريخ بتركيا.

كما شدد بشير على أنه إذا قامت أمريكا بمنع صفقة "إس-400" ستقوم تركيا بمقاضاتها وفقا للعقد المبرم وستخسر بذلك أمريكا وستلجأ إلى روسيا للحصول على الدعم، ويضيف: "لو صفقة (إف-35) فشلت تركيا هتشتري من روسيا طائرات (سوخواي) المتطورة".

وتابع: "شكل العلاقت بين أمريكا وتركيا وتطورات الأزمة هتتضح مع نهاية المهلة الممنوحة لها من أمريكا".


مواضيع متعلقة