بعد قمة بوتين وأردوغان.. لماذا ترفض أمريكا امتلاك تركيا "إس-400"؟

كتب: عبدالله مجدي

بعد قمة بوتين وأردوغان.. لماذا ترفض أمريكا امتلاك تركيا "إس-400"؟

بعد قمة بوتين وأردوغان.. لماذا ترفض أمريكا امتلاك تركيا "إس-400"؟

مباحثات جديدة في موسكو جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، لمناقشة كيفية إتمام شراء تركيا صفقة منظومة صواريخ "إس-400"، بالإضافة إلى مناقشة "مشاريع أخرى واعدة" على صعيد التعاون العسكري.

وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه مع نظيره التركي أردوغان، بأن تسليم منظومة إس 400 الروسية للدفاع الجوي إلى تركيا يمثل أولوية بالنسبة لبلاده.

ومن ناحية أخرى، أعلنت الولايات المتحدة أكثر من مرة رفضها امتلاك السلاح الجوي الروسي منظومة صواريخ "إس 400"، ففي وقت سابق قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها حذرت تركيا من احتمال شرائها لنظام الدفاع الجوي الروسي، وقال المتحدث باسم الوزارة روبرت بالاديانو، قبل أيام، إن "واشنطن قد تعيد النظر في منح تركيا إمكانية الوصول إلى برنامج المقاتلات المتقدم F-35 إذا ما اشترت النظام الروسي S-400"، وفقاً لما قالته شبكة راديو "إذاعة أوروبا الحرة".

كما أعلن المتحدث باسم البنتاجون الأمريكي نيك باهون، فى بيان له في مارس الماضي أن: "امتلاك تركيا لنظام الدفاع الجوى الروسي S-400 سيكون له عواقب وخيمة على العلاقات الدفاعية الأمريكية مع تركيا".

وتابع "بالادينو": "لقد حذرنا تركيا بوضوح من أن امتلاكها المحتمل لـS-400 سيؤدي إلى إعادة تقييم مشاركة تركيا في برنامج F-35، بالإضافة إلى المخاطرة بعمليات نقل مستقبلية محتملة أخرى إلى تركيا".

العميد سمير راغب، الخبير الاستراتيجي، قال إن منظومة صواريخ "إس-400" الروسية، تتمتع بالعديد من المزايا منها قدرتها على تدمير كل أنواع الأهداف الجوية، بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح الأرض، والطائرات صغيرة الحجم من دون طيار.

وأضاف راغب لـ"الوطن"، أن امتلاك تركيا منظوكة "إس 400"، يثير الحفيظة الأمريكية لعدد من الأسباب منها: أن أمريكا لن تسلّم تركيا منظومة المقاتلات "إف-35"، لأنها بذلك ستصبح الدولة الوحيدة في العالم التي تقتني أحدث منظومة دفاع جوي وأحدث منظومة طائرات، وهو ما لن تسمح الولايات المتحدة به.

كما أكد الخبير الاستراتيجي، أن تركيا باعتبارها عضوًا في حلف الناتو، تمتلك الآن منظومة الدفاع الجوي الغربية التابعة للحلف، ونظرًا لضرورة الربط والتكامل بين الأنظمة الدفاعية للدولة وفقًا للعلوم العسكرية، فإن الفنيين والخبراء الروس التابعين للمنظومة الروسية سيطّلعون بالضرورة على نظام القيادة والسيطرة في المنظومة الغربية، ما يشكل تهديدًا واضحًا بنقل تقنيات وأسرار مقاتلات "إف-35" للجانب الروسي وبالتالي يمكن أن تصنع مثيلتها.

وأكد حاتم السيد، خبير الشأن التركي، أن شراء تركيا منظومة صواريخ "إس 400"، من شأنه أن يحدث ضررًا بالغًا، بالعلاقات التركية الأمريكية والعلاقات التركية الأوروبية، والتي تشهد فتورًا مسبقًا على خلفية قضايا عدة، من بينها زعم تركيا بتخاذل الاتحاد الأوروبي تجاه أزمة الانقلاب، واستمرار الدعم الأمريكي للأكراد في سوريا، وقضية القس الأمريكي برانسون الذي تحتجزه تركيا.

وأضاف السيد لـ"الوطن"، أن الصفقة ربما تعتبر الخطوة الأولى في مسار خروج تركيا من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الأمر الذي سيضطرها إلى التقرب من حلفاء ينتمون إلى الجانب الشرقي المتمثل في روسيا والصين وإيران، والذين وصفهم بـ"الحلفاء غير مأموني العواقب".


مواضيع متعلقة