مدير «التغيرات»: نستهدف 12 ألف حقل إرشادى فى 50 قرية بـ5 محافظات

كتب: رجب آدم

مدير «التغيرات»: نستهدف 12 ألف حقل إرشادى فى 50 قرية بـ5 محافظات

مدير «التغيرات»: نستهدف 12 ألف حقل إرشادى فى 50 قرية بـ5 محافظات

أكد مدير مشروع «التغيرات المناخية»، التابع للجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية الشاملة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، المهندس عثمان الشيخ، أن المشروع الذى بدأ تنفيذه فى سبتمبر من عام 2013، فى 5 من محافظات الصعيد، وهى أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان، مستمر فى تحقيق أهدافه، بالتعاون مع مديريتى الزراعة والرى، وعدد من الجمعيات الأهلية، بهدف إعداد مجتمع زراعى قادر على تنفيذ آليات لتحسين الوضع الغذائى تحت ظروف التغيرات المناخية، ويعمل على تقديم مجموعة من الآليات البسيطة، للحد من آثارها على الإنتاج الزراعى والحيوانى فى صعيد مصر.

وقال «الشيخ» لـ«الوطن»، إن المشروع يعتبر بمثابة إنذار مبكر للتنبيه بالتقلبات الجوية غير الاعتيادية خلال السنوات الأخيرة، ويهدف إلى الحد من تأثيراتها السلبية على قطاعى الزراعة والثروة الحيوانية، مشيراً إلى أن المشروع لا يقتصر فقط على تقديم الحقول الإرشادية، وإنما قام بإنشاء 20 وحدة للإنذار المناخى المبكر فى محافظات الصعيد، 14 منها توجد فى الجمعيات الأهلية الشريكة، بالإضافة إلى 5 وحدات أخرى موجودة فى مديريات الزراعة بالمحافظات التى يجرى تنفيذ المشروع بها، وأضاف أنه يتم نشر التوصيات الصادرة من هذه المحطات من خلال وحدات الإذاعة المحلية، وعن طريق شبكة المرشدين الزراعيين، ولضمان استمرارية المشروع، يتم تدريب القائمين على تشغيل هذه الوحدات على مهارات الحاسب الآلى، والاتصال الفعال، بالإضافة إلى مهارات المدرب المحترف، بالتعاون مع الجامعات الإقليمية، فضلاً عن تقديم بعض العروض المسرحية فى القرى المستهدفة، بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة، حضرها آلاف المزارعين.

"الشيخ": نسبة نجاح المرحلة الأولى 300%.. وخطة للتنفيذ فى 500 قرية أخرى بالصعيد

وتابع أن المشروع يلقى دعماً من صندوق التكيف مع التغيرات المناخية، التابع للأمم المتحدة، بقيمة 6 ملايين دولار، لافتاً إلى أن المشروع فى مرحلته الأولى يستهدف 50 قرية فى 5 محافظات، كما يجرى التخطيط والبحث عن دعم جديد لاستهداف 500 قرية أخرى فى المستقبل القريب، لتنفيذ التجربة بها، وتعميمها فى مختلف قرى الصعيد، لما يعود على المزارعين وأسرهم بالنفع الاقتصادى من خلال زيادة الإنتاج، وأضاف أن المشروع يستهدف 12 ألف فدان كحقول إرشادية فى هذه المحافظات، واستخدامها فى زراعة القصب والقمح والذرة الشامية والنباتات العطرية، بواقع 2000 فدان فى كل عام، وأكد أن المشروع حقق نتائج وطفرة كبيرة فى زيادة إنتاج المحاصيل، من خلال اتباع الأساليب الحديثة فى الزراعة، واستخدام سلالات جديدة من البذور، تم جلبها من مركز البحوث الزراعية، التابع لوزارة الزراعة، ولفت «الشيخ» إلى أن المشروع فى عامه الأول كان يقدم الدعم بنسبة 100% على مدخلات الإنتاج، وفى العام الثانى تم تخفيض الدعم إلى 75%، ثم إلى 50% فى العام الثالث، و15% للعام الرابع، وفى العام السادس والأخير لم تتجاوز نسبة الدعم 5% لكل حقل إرشادى تبنى المشروع تنفيذه فى الـ50 قرية، مؤكداً أن المشروع يلقى استحساناً من قبل العديد من المزارعين فى جميع القرى المستهدفة، حيث نجح كل حقل إرشادى فى تعميم التجربة بين 3 مزارعين على الأقل، لجأوا إلى استخدام أساليب وطرق الزراعة الحديثة، بنسبة نجاح تصل إلى 300%، حيث قام هؤلاء المزارعون بتطبيق فكرة المشروع على نفقتهم الخاصة، بعدما شاهدوا بأنفسهم الطفرة التى تحققت فى إنتاجية الحقول الإرشادية، بزيادة بلغت نسبتها 30% مقارنةً بأساليب الزراعة التقليدية، وأوضح مدير المشروع أن إنتاجية الفدان من الحقول الإرشادية بزراعات القصب تخطت 50 طناً للفدان، مع توفير تكاليف كثيرة للمزارعين لاتباعهم طريقة الرى بالمصاطب.

وأضاف أنه كان هناك تعاون مع المدارس الثانوية الزراعية وكليات الزراعة، لنشر مفهوم الحد من آثار التقلبات الجوية على الإنتاج الزراعى، من خلال إدماج هذا المفهوم فى المقررات التعليمية للطلاب، مشيراً إلى أن قرابة 2000 طالب شاركوا فى الأنشطة الميدانية المختلفة للمشروع، كما لفت إلى أن المشروع يسعى، من خلال المختصين من معهد بحوث البساتين، إلى تقديم عشرات النماذج من الحقول الإرشادية لزراعات الطماطم والريحان وحبة البركة والشمر، بهدف تنويع مصادر الدخل، ولضمان استمرارية تنفيذ هذه الأنشطة، كما يعزز المشروع قدرات الجمعيات الأهلية الشريكة، بما يسمح لها بالتواصل مع الخبراء فى مراكز البحوث، وكذلك الجهات التى توفر مستلزمات الإنتاج عالية الجودة، وكذلك يسعى المشروع لبناء وحدات تصنيع زراعى مصغرة، بهدف تعزيز القيمة المضافة لبعض الحاصلات الزراعية، مثل الطماطم.

ومن جانبه، قال وكيل وزارة الزراعة بمحافظة قنا، المهندس أشرف عبدالرازق، إن مشروع التغيرات المناخية يجرى تنفيذه بالتعاون مع مديريات الزراعة فى الـ5 محافظات المستهدفة خلال المرحلة الأولى، وأوضح أن الدعم الذى تقدمه المديريات للمشروع يتمثل فى الدعم الفنى من خلال المرشدين الزراعيين، لمتابعة الحقول الإرشادية الزراعية والحيوانية، معتبراً أن التجربة تشكل انطلاقة للزراعة الحديثة فى صعيد مصر.

أما وكيل وزارة الرى والموارد المائية بالأقصر، المهندس صالح إبراهيم، فقال إن مشروع التغيرات المناخية، الذى يجرى تنفيذه، ساعد فى رفع كفاءة نقل مياه الرى للحقول بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى توفير كميات المياه المستخدمة فى الرى بنسبة تتراوح بين 20 و30%، مقارنةً بنظام الرى بالغمر.

وقال الدكتور محمد سيد حسن، رئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة فى جامعة قنا، إن مشروع التغيرات المناخية أدى إلى تأثيرات إيجابية على إنتاجية الكثير من المحاصيل، بما فيها القصب والقمح، بالإضافة إلى تحسين جودة المحصول.


مواضيع متعلقة