تجذب السياح ويبحث عنها المصطافون: «الكارِتّة» أول وسيلة مواصلات في «مطروح»
الكارتة إحدى وسائل النقل التاريخية فى مطروح
«الكارِتّة» بكسر الراء، مثلت وسيلة المواصلات البسيطة بمرسى مطروح، على مدار سنوات طويلة، جذبت المصطافين على الكورنيش وفى الأحياء السكنية لتوصيلهم للشواطئ والتسوق من سوق ليبيا، الذى يعد أشهر الأسواق المعروفة فى مصر، إلى أن تحولت وسيلة النقل لسيارات «ربع نقل» بصندوق، تجوب الأحياء حتى عصر التاكسى، إلا أنها لا تزال محتفظة بقيمتها لدى السياح. «أول مواصلة فى مطروح فى خمسينات القرن الماضى كانت الكروزة وهى عربة كارو صغيرة يجرها الحمار»، قالها طارق رزق، من أهالى عزبة «السنوسية»، موضحاً أن الأهالى استخدموها أيضاً فى نقل المياه من الآبار فى الصحراء من أجل الشرب فضلاً عن نقل الحبوب من القمح والشعير، ووسيلة مواصلات من «العزب» إلى السوق، وكانت تتسع لأربعة ركاب وتتسق مع طبيعة الصحراء والقرى والنجوع كما كانت بسيطة التكلفة، حيث تصنع من الخشب ويجرها الحمار. «عبدالله عبدالعزيز» من أهالى مطروح، أوضح أن «الكارتة» بدأ استخدامها فى المواصلات فى السبعينات، وكانت أول وسيلة مواصلات رسمية مرخصة بأجرة، مستكملاً: «كنا ندفع أجرة فى أواخر الثمانينات، ربع جنيه مقابل التوصيلة لأى مكان وسط البلد أو على البحر، وحينها كان سعر كيلة الشعير التى يتناولها الحمار 70 قرشاً، وفى التسعينات وصلت الأجرة إلى 35 قرشاً تسعيرة موحدة من مجلس مدينة مطروح». ويضيف عزالدين الفردى: «الكارتة كانت وسيلة مرخصة ومصدر دخل أساسى للبيت فى مطروح بشكل عام، وكان معظم الناس لديهم كارتة للعمل عليها، وكان دخلها يساعد الأسر التى لا يوجد بها عائل وتفتح بيوت الكثيرين، ويركبها الشاب ودخلها يكون مناصفة مع أصحابها، كما يستعين بها الطلبة فى موسم الصيف، تصرف عليهم وعلى بيوتهم، ويكسو الطالب نفسه منها قبل دخوله المدرسة.
استخدمها الأهالى فى التنقل بين الوديان والتجمعات السكنية قبل ظهور "البيك أب"
«عملت على خط التعيينات لنقل المجندين من وسط المدينة، إلى منطقة التعيينات على الطريق المؤدى إلى المعسكرات»، هكذا تذكر عبدالسلام القناشى، بعض تفاصيل حياته حينما كان يعمل على الكارتة، وأضاف: «فى التسعينات ظهرت السيارات الربع نقل كوسيلة مواصلات جديدة فى مطروح، التى حولها السائقون إلى سيارات أجرة، بعد أن قاموا بكسوتها بالصاج من أعلى لحماية الركاب من الأمطار والرياح، ووافق المرور على ترخيصها». ورأى ياسين عبدالناصر أن الكارتة لم تكن مجرد وسيلة نقل بل جسدت روح شوارع مطروح، وحتى الآن ما زال المصطافون يبحثون عنها عندما يزورون المدينة، ولكن غير متوافر منها إلا بعض الكارتات المعدودة على أصابع اليد، وتعمل فى موسم الصيف فقط، فى السياحة.