ورش الإسكندرية.. هنا إعادة تأهيل عربات الترام «الكُهنة» بأيادٍ مصرية

كتب: محمد الرملى

ورش الإسكندرية.. هنا إعادة تأهيل عربات الترام «الكُهنة» بأيادٍ مصرية

ورش الإسكندرية.. هنا إعادة تأهيل عربات الترام «الكُهنة» بأيادٍ مصرية

فى أحد أزقة «كرموز»، غرب الإسكندرية، تعلو أصوات دقات ارتطام الشاكوش بقطع الصاج، وسط حالة من الحيوية سرت فى كل أرجاء المكان.. عشرات المهندسين والعمال يباشرون مهام عملهم فى ورش «البلدوف»، المعنية بتأهيل وتطوير عربات ترام المدينة المتهالكة التى انتهى عمرها الافتراضى لتحويلها من «كُهنة» إلى عربات صالحة للعمل بعد تعديل بعض مكوناتها وتحديث شكلها باللون الأخضر والأزرق والأصفر، لضمان وسيلة نقل حديثة للحفاظ على سلامة الركاب وتقديم خدمات آدمية، وتأهيلها وتوفير مليارات الدولارات على الدولة.

ورش «البلدوف» جرى إنشاؤها فى عام 2010، منذ بداية عملها نجحت فى تأهيل 25 عربة ترام مفصلى لتحسين الخدمة لـ17 مليون راكب، حيث أهلت أول عربة ترام فى عام 2011 بـ50 ألف جنيه، فى الوقت الذى تلقت فيه عرضاً من إحدى الدول الأجنبية وقتها بتطوير العربة فى الخارج بمبلغ 3 ملايين جنيه، وبعد تعويم سعر الدولار وصلت تكلفة تأهيل الترام فى الشركات الأجنبية إلى أسعار فلكية لا تتحملها ميزانية الدولة، بينما تنجزها ورش كرموز بمبالغ بسيطة.

«سعيد بسيونى» 56 سنة، ملاحظ سمكرى، قال: «أعمل بالهيئة منذ 39 عاماً، والعمل يضم مرحلتين وهما الهدم ثم البناء، مش أى صنايعى سمكرى يقدر يشتغل فى هدم الترام وإعادة بنائه فنعمل بحرص لأن نار اللحام ممكن تحرق سلك كهربائى ممتد بإحدى الدوائر الكهربائية مما يحدث كارثة عند تشغليها لحدوث ماس كهربائى.. السمكرى هو الأساس علشان من غيره شاسيه الترام مش هيكون مظبوط»، مؤكداً أن الأعمال تتم داخل الورشة لتطوير الترام من خلال منظومة متكاملة من جميع الصنايعية، مشيراً إلى أن مرحلة هدم الترام تستغرق 30 يوماً، وأوضح أن المدة الزمنية لإعادة تأهيل جسم الترام تتخطى شهرين: «الأساس لو مش صح حيطلع الترام بايظ، ونجحنا فى تطوير 21 وحدة ترام على مدار 9 سنوات».

العمال أصلحوا 25 عربة فى 9 سنوات ووفروا مليارات الدولارات للدولة.. ورئيس "شئون الترام": عمرها الافتراضى انتهى منذ الثمانينات

«إبراهيم حسن إبراهيم»، 50 سنة، كهربائى، يعمل بالهيئة منذ 34 عاماً، بعد تخرجه من مركز تدريب مهنى النقل العام، أكد أن أسلاك الكهرباء ممتدة فى جميع أنحاء العربة لأن اعتمادها الكامل فى التشغيل يكون على الكهرباء، ما يضطره إلى ضرورة الحرص أثناء الصيانة حفاظاً على مسار الدائرة الكهربائية وإعادتها مرة أخرى بمسارها الصحيح بعد الصيانة: «شاركت فى إعادة تأهيل 13 عربة ترام بينها 4 وحدات ترام كافية و9 وحدات ترام مفصلى تعمل بخط ترام الرمل والتأهيل يستغرق 3 أشهر بعمل يومى يتراوح ما بين 8 و10 ساعات».

المهندس محمد الغزولى، مدير ورش البلدوف، لفت إلى أن ورشة كرموز تضم 12 فنياً من جميع المهن مثل «الميكانيكى، الكهربائى، السمكرى، الحداد، النجار»، ويعملون على قدم وساق فى صيانة العربات وجعلها مؤهلة لتحمل أكبر عدد من المواطنين، وأضاف: «جميع الفنيين داخل ورشة كرموز يعملون بعد انتهاء فترة العمل الرسمية، لحاجة العمل لساعات إضافية فهم مقاتلون، كل همهم إنهاء صيانة عربات الترام فى الميعاد المحدد بحد أقصى 3 شهور، حال توافر جميع الخامات».

«ترام المدينة يضم 89 وحدة ترام مفصلى منذ عام 1969، تم تصنيعها فى ألمانيا والدنمارك»، قالها المهندس مجدى جابر، رئيس إدارة شئون الترام بالإسكندرية، مشيراً إلى أن وحدات الترام المفصلية ما زالت تعمل حتى الآن على الرغم من انتهاء عمرها، وعادة ما تلجأ الورشة إلى الاقتراض من بنك الاستثمار، لشراء احتياجاتها، وفقاً لنظام وضعته وزارة المالية، وفى حالة عدم منحها القرض يتأخر تأهيل وحدات الترام.

وأوضح أن عدد عربات ترام المدينة 119 مقسمة إلى 15 عربة يابانى مزدوج و15 عربة مجرى مزدوج، 89 عربة مفصلى دنماركى، وأن الورشة قامت بتأهيل 25 عربة ترام خلال 9 سنوات من عام 2010 إلى 2019، وأضاف أن مهندسى وفنيى دولة الدنمارك المتخصصين فى صناعة الترام قاموا بشراء عدد 2 عربة ترام مؤهلة لوضعها فى المتحف الدنماركى، بالإضافة إلى زيارة وفد ألمانى للورش حيث تعجبوا من أن الترام يعمل حتى الآن، وأشار إلى أنه تم تطوير أول عربة ترام داخل ورشة كرموز فى عام 2011 بـ50 ألف جنيه، رغم أن تطوير الترام فى الخارج تكلفته 3 ملايين جنيه.

المهندس هانى مصطفى، مدير عام ترام المدينة، قال إن الهدف من إنشاء الورشة هو إعادة تأهيل وحدات الترام التى تخطى عمرها 50 عاماً، موضحاً أن بعض قطع الغيار فى موتور الترام غير متوفرة محلياً فيتم استيرادها من الدول الأوروبية عن طريق مناقصة ونشرها فى الجرائد الرسمية.


مواضيع متعلقة