بالفيديو والصور| في الترام الأوكراني.. الإسكندرية تعاود الاتصال بـ"عصر الشياكة"

كتب: محمد الرملى

بالفيديو والصور| في الترام الأوكراني.. الإسكندرية تعاود الاتصال بـ"عصر الشياكة"

بالفيديو والصور| في الترام الأوكراني.. الإسكندرية تعاود الاتصال بـ"عصر الشياكة"

سادت حالة من السعادة بين ركاب الترام الأوكراني بالإسكندرية، رصدتها "الوطن" في إحدى رحلات الترام من محطة القائد إبراهيم وحتى سان ستيفانو شرقا، دون أن يهتموا بارتفاع سعره إلى 5 جنيهات.

يقول محمد سامي، أحد الركاب، إنه استقل الترام الأوكراني الجديد للمرة الأولى منذ تشغيلها، للتعرف على خدمتها ومميزاتها، موضحا أنها طفرة جديدة داخل منظومة النقل العام فى الإسكندرية، تختلف نهائيًا عن الترام القديم من حيث اتساعها ومقاعدها الفردية، ما يؤدي إلى راحة الراكب أثناء فترة الرحلة من محطة الركوب إلى محطة الوصول.

ويضيف، لـ"الوطن"، "حاسس إني راكب ترام فى دولة أوروبية، وحدة الترام تسير على نغمات الموسيقى ومعدة بأحدث الوسائل التكنولوجية، بالإضافة إلى أنها ضد الضوضاء الخارجى وتعمل بها خدمة (Wi Fi)، ومزودة بشاشتين إلكترونيتين صغيرة الحجم، يعرض من خلالها "اسم المحطة وباسورد الإنترنت".

ويوضح حسين عباس، أحد الركاب، "بالنسبة للخدمات اللي فيها الـ5 جنيه مش غالية، فأنا استقللت الترام الجديد للتنزه، لأن الوحدة الجديدة مزودة بجهاز إنذار أثناء فتح وغلق الأبواب عند كل محطة، بالإضافة إلى أنها شاملة بجميع أجهزة الأمان والطوارئ و"طفايات الحريق"، موضحًا بأنه نال إعجابه نظرًا لآدميته.

وتقول إيمان عبد المنعم محمود، أحد الركاب، إن الترام الأوكراني يعد طفرة جديد تسير داخل شوارع المحافظة، مطالبة بزيادة أعدادها، لأن الترام القديم أصبح متهالكا وبه أعطال كثيرة وفترة التقاطر بين العربات طويلة وبطيئة أيضًا، موضحة أن الترام الجديد سريع ويليق بالمظهر الحضاري للمدينة الساحلية.

وأضافت "إيمان"، لـ"الوطن"، أن شكل الوحدة الجديدة "أمان" للركاب غير الترام القديم مفتوحة أبوابه على مصرعيها، بالإضافة إلى تسلق الشباب والطلاب أبوابها، وهذا يؤدى إلى عدم صعودهم إلى الوحدة، مؤكدة أن الترام مساحته تسع عددا كبيرا من الركاب.

وقالت ميرى الفونس، أحد الركاب، إن عربة الترام قبل مغادرتها للمحطة تصدر رسالة صوتية "الأبواب ستغلق"، مشيرة إلى أن عربة السائق مستقلة ومحكمة بباب منفصل، والمقاعد مريحة، بالإضافة إلى أنه يوجد موسيقى شغالة داخل وخارج العربة وجميع المارة بالطريق العام مستمعين للصوت".

وأضافت "ميرى"، لـ"الوطن"، أنه عند وصول الترام إلى محطة "النزول" يفتح الباب بعد مرور دقيقة لضمان فرصة الأمان للركاب، موضحة أن عربة الترام قبل مغادرتها للمحطة تصدر رسالة صوتية "الأبواب ستغلق"، مشير إلى أن عربة السائق مستقلة ومحكمة بباب منفصل، والمقاعد مريحة.

قال محمد أمين، سائق الترام الجديد، إن قيادة هذا الترام تختلف عن ترامي الإسكندرية الأزرق والأصفر السابقين، حيث بها تكنولوجيا متطورة عن سابقيها، فلا تسير إلا بعد غلق الأبواب على عكس القديمة، ناهيك عن تواجد بطارية بها يجعلها تسير دون تيار كهربائي لمسافة كيلو ونصف.

وتمنى "أمين"، لـ"الوطن"، أن تصبح كل عربات الترام بهذا القدر من الكفاءة والتكنولوجيا، لافتا إلى تواجد 12 سائقا، تم تدريبهم على قيادته، من قبل مهندسي الهيئة والوفد الأوكراني، ناهيك عن شرحه لسائقي الترام القديم بعض التقنيات حتى يكون لديهم خلفية عنها.

قال محمد حمدي، محصل الترام الاوكراني، إن الغالبية العظمى من أهالي الإسكندرية "مبسوطين" من الترام الجديد و90% راضين عن سعر التذكرة، لأنها مكيفة ومريحة، مضيفا، لـ"الوطن"، أن أحد الأشخاص حاول الكتابة علي جدران الترام وتم الإمساك به ومنعه من الكتابة عليها وتشويه منظرها، مؤكدا أنه دائما ما يوصل رسالة أن الترام ملك الشعب ولابد من الحفاظ عليه.

قال المهندس مجدي جابر محمد، رئيس الإدارة المركزية لشئون الترام بالهيئة العامة لنقل الركاب بالإسكندرية، إن الإقبال علي "الترام الجديد" من الركاب كبير جدا، بالإضافة إلى استمتاعهم به وبخدماته، لافتا إلى أن جميع العاملين بـ"الترام الجديد" لاحظوا الحرص الشديد من قِبل الركاب على الحفاظ على نظافتها، وسلامتها، وهذا يدل على مدى رقي ووعي المواطنين.

وأضاف "جابر"، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أنه تم التعاقد على 15 وحدة ترام جديدة، ووصلت وحدة واحدة، ومتبقي 14 وحدة، سيتم استلامها على مرحلتين، المرحلة الأولى 7 وحدات في مايو المقبل، والـ7 الآخرين في سبتمبر القادم، موضحا أن تعليقات الركاب على الترام الجديد مشجعة جدا للاستمرار في منظومة التطوير.

وتابع: "نوعية راكب الترام الجديد مختلفة، وجذبت قائد السيارة الملاكي، وكثير من المواطنين أصبحوا يستقلونه للتنزه ومشاهدة الإسكندرية من جديد، وهذا يدل على عودة الترام من جديد ليكون الوسيلة المحببة للمواطنين كما كان في سابق عهده".

وأوضح أن لا توجد مقارنة بين الترام الجديد و"الترام كافيه"، سواء كانت في الطول أو العرض، أو المساحة الاستيعابية للركاب بالجلوس أو الوقوف، "الترام الجديدة وسيلة مواصلات، أما الترام كافيه وسيلة ترفيه".

وأضاف أن الترام الأوكراني يعمل 17 ساعة في اليوم، مع الالتزام بتوقيت الرحلة من 40 إلى 45 دقيقة، ما لم تتدخل الإشارات في التعطيل، مثال إشارة "الشبان المسلمين" بمنطقة الأزاريطة، التي تتسبب في توقف القطار ما يقرب من 15 دقيقة، وهذا يعني إنه في خلال الـ17 ساعة إذا تم خسارة 15 دقيقة في كل رحلة، سيتم خسارة 4 رحلات في اليوم، ما يعادل من 60 إلى 70 راكبا.

وأكد أنه في حالة الاهتمام بالإشارات المرورية، والالتزام بالتوقيتات أن لا تزيد الإشارة عن 30 ثانية، هذا يضمن للمواطنين أن يكون الترام وسيلة مواصلات مريحة وسريعة مع وصول الرحلات في أوقاتها المحددة لها، ما يؤدي إلى تخفيف العبء عن وسائل المواصلات الأخرى، وتيسيير الحركة المرورية.

قال المهندس هاني محمد مدير، عام ترام المدينة بالهيئة العامة لنقل الركاب في الإسكندرية، إن الترام الجديد هي المستوى الذي يليق بالراكب السكندري، والجميع يتمني رحلة ممتعة سواء كانت للعمل أو الدراسة، أو لأي غرضِ ما.

وأضاف "هانى"، لـ"الوطن"، أن الترام به كل المواصفات التي تحقق رحلة ممتعة للراكب، موضحا أن الهيئة تأخرت كثيرا في تحقيق التطوير اللازم لأسطول "الترام"، لأنه بهذا التطوير نلغي العشوائيات في النقل.

وأكد أنه في حالة تقديم وسيلة نقل نظيفة ومتطورة وآمنة وسريعة، يتم القضاء على "التوكتوك، والسرفيس، والتومناية"، موضحاً أنه بهذه الوحدات من الترام يتم رفع الذوق العام لدى الركاب، ويتم تقديم خدمة تعزز من شعورهم بالآدمية.

وأشار إلي أن الترام الجديد بها أعلي درجات ومواصفات الآمان والراحة للركاب، والوحدة الواحدة تستوعب 30 راكبا جلوسا وأكثر من 140 راكب وقوفا، وتوجد بها خدمة "واي فاي"، بالإضافة إلى خدمة "التكييف"، والتي يراها الكثيرون رفاهية، ولكنها من الأساسيات التي يجب أن تكون متوفرة في وسائل المواصلات لضمان راحة الركاب.

وأوضح أن دخول تلك الوحدات بين الترام السكندري، يعد عودة لـ"عصر الشياكة" الذي اعتادت عليه الإسكندرية على مر العصور، مشددا على ضرورة القضاء على المواصلات العشوائية التي "شوهت" المدينة، وتدنت بثقافة المواطنين من خلال الجمل التي تكتب عليها، وطالب بفتح خطوط جديدة لتغيير الطبيعة السكانية، وسهولة نقل المواطنين بين المناطق والأماكن المختلفة، وتقريب المسافات.


مواضيع متعلقة