خبراء: التحفظ القطري على بيان قمتي مكة جاء بتوجيه من إيران وتركيا

كتب: إيمان هلب

خبراء: التحفظ القطري على بيان قمتي مكة جاء بتوجيه من إيران وتركيا

خبراء: التحفظ القطري على بيان قمتي مكة جاء بتوجيه من إيران وتركيا

وجهت السعودية والإمارات والبحرين، اليوم، انتقادات لاذعة لدولة قطر، على خلفية تحفظها على نتائج القمتين الطائرتين العربية والخليجية اللتين عقدتا الخميس والجمعة الماضيتين في مكة، وكانت قطر أعلنت، أمس الأحد، على لسان وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، تحفظها على بياني القمتين الخليجية والعربية، بحجة أن "بعض بنودهما تتعارض مع السياسة الخارجية للدوحة"، مضيفا: "بيانا القمتين الخليجية والعربية كانا جاهزين مسبقا ولم يتم التشاور فيهما وتجاهلا القضايا المهمة في المنطقة كقضية فلسطين والحرب في ليبيا واليمن"، مؤكدا أن بلاده كانت تتمنى من القمتين أن تضعا "أسس الحوار لخفض التوتر مع إيران".

وردت السعودية والإمارات والبحرين على تحفظات وزير الخارجية القطري، حيث قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، في تغريدة على حسابه على موقع "تويتر"، إن "الدوحة بهذا الموقف تحرف الحقائق الدول التي تملك قرارها عندما تشارك في المؤتمرات تعلن مواقفها وتحفظاتها في إطار الاجتماعات ووفقا للأعراف المتبعة، وليس بعد انتهاء الاجتماعات"، فيما قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن "الدوحة ضعيفة في مواجهة الضغوط"، مضيفا: "يبدو لي أن الحضور والاتفاق في الاجتماعات، ومن ثم التراجع عن ما تم الاتفاق عليه، يعود إما إلى الضغوط على الضعاف فاقدي السيادة أو النوايا غير الصافية أو غياب المصداقية، وقد تكون العوامل هذه مجتمعة".

واعتبر خبراء إعلان قطر هذا التحفظ بعد انتهاء القمتين دليل قوى على مدى التخبطات في السياسة القطرية وتعرضها لضغوطات إيرانية وتركية للإدلاء بهذا التحفظ، وقال سفير مصري الأسبق في قطر محمد المنيسي، لـ"الوطن"، إن "صدور البيان بعد انتهاء القمة هو دليل على عدم معرفة بالآداب والقوانين الدولية التي تحكم أي قمم أو اجتماعات دولية في العالم"، واصفاً قرار وزارة الخارجية القطرية بـ"المشين"، مضيفا: "ذلك لأن أي بيان ختامي للقمة لا يصدر إلا بعد مراجعته من كل الدول المشاركة في القمة وإبداء موافقتها أو رفضها تجاه بنوده.. تحفظ قطر يشير إلى كونها مدفوعة من الجانب الإيراني، وتتحرك بناء على تعليمات من أنقرة وطهران، فكيف لها أن تتحفظ على بنوده أو تمتنع عن التصويت بعد أن وقعت عليه بالموافقة خلال جلسات القمة؟".

وأعرب عضو مجلس الشورى السعودي الأسبق محمد آل زلفة، لـ"الوطن"، عن دهشته من إعلان الخارجية القطرية، مضيفا: "جميع القادة ممن حضروا القمتين الإسلامية والخليجية بمكة، فوجئوا بهذا التحفظ الذي صدر بعد يومين من انعقاد المؤتمر، باعتباره مؤشر قوى على التخبطات في سياسية قطر الداخلية والخارجية واستمرار حرصها على مصالحها مع إيران وتركيا وحلفائها ودعمها لهم"، لافتاً إلى أن "المبررات المزعومة من جانب قطر وراء هذا البيان غير طبيعية أو منطقية لهذه الظروف؛ فمن حقها التحفظ ولكن في الوقت المناسب لذلك".

"الموقف القطري صدم الجميع، خاصة وأن قطر كان لها حضور في القمم على مستويات عالية ولم يتم إبداء أي اعتراض خلال انعقاد تلك القمم" هكذا علق أستاذ العلوم السياسية الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله، على التحفظ القطري، مبرراً ذلك بأن "قطر شاركت في هذه القمة وهي مترددة بناءً على توجيه من الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الحصول على إجماع عربي للتنديد بالخطر الإيراني"، مشيرا إلى أن "قطر تقع في الوقت الراهن في ورطة بين الحليف الإيراني والحليف الأمريكي، وهي تسعى للعب على التناقضات واستغلال الأزمات التي تشهدها المنطقة لصالحها، ولكنها لم تجيد هذا الدور".


مواضيع متعلقة