حر وصيام وسيستم واقع.. معاناة المواطنين في طوابير المعاشات قبل العيد

حر وصيام وسيستم واقع.. معاناة المواطنين في طوابير المعاشات قبل العيد
- أشعة الشمس
- إجازة عيد الفطر
- الاحتياجات الخاصة
- الازدحام الشديد
- الحرارة المرتفعة
- الشمس الحارقة
- المياه الباردة
- بولاق الدكرور
- صرف المعاشات
- عيد الفطر
- أشعة الشمس
- إجازة عيد الفطر
- الاحتياجات الخاصة
- الازدحام الشديد
- الحرارة المرتفعة
- الشمس الحارقة
- المياه الباردة
- بولاق الدكرور
- صرف المعاشات
- عيد الفطر
ازدحام وطوابير طويلة امتدت حتى خارج مكتب بريد منطقة الدقي بمحافظة الجيزة، لصرف المعاشات تزامنًا مع إجازة عيد الفطر والتي تبدأ من الغد.
على بوابة المكتب ظهرت سيدة أربعينية تقتحم الصفوف مرتدية عباءة سوداء بسيطة تمر من خلالها أشعة الشمس بفعل الثقوب التي تناثرت عليها وغطاء رأس بدا لونه البني في الاختفاء تدريجيًا من أثر الغسيل، تمسك بإحدى يديها حقيبتها الشخصية بينما تجر بالأخرى العربة المخصصة للسوق وقد امتلأت عن آخرها بما تحتاجه الثلاجة استعدادًا لفترة البيات والتي تمتد لأسبوع بسبب إغلاق المحال أبوابها خلال العيد.
فتحية عبدالحميد التي أتت من مسكنها بمنطقة بولاق الدكرور أخذت تخاطب الواقفين بنبرة استعطافية أنها ليس لديها متسع من الوقت للانتظار في الطابور حتى يحين دورها قائلة: "بقالي ساعة ونص واقفه وسايبة ولادي التلاتة في البيت لوحدهم وأكبر واحد فيهم عنده 11 سنة".
وعن سبب الانتظار الطويل تقول: "كل ما نسأل فيه إيه والناس مبتمشيش ليه يقولولنا السيستم بطئ مع إني في الأيام العادية مبستناش أكتر من ربع ساعة"، إلا أن الحاضرين لم يعيروها اهتماماّ فالجميع هنا يريد الانتهاء سريعاَ من طوابير الجحيم، حيث الشمس عمودية فوق الرؤوس الأمر الذي دفع البعض إلى وضع ورق الجرائد فوق رؤوسهم للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة، ورغم المبلغ البسيط الذي يتقاضاه أغلب المصطفين في الطوابير والذي لا يتجاوز الـ400 جنيه إلا أنهم يرون أنه بإمكانه سداد جزء من احتياجات هذه المناسبة السنوية.
تشير فتحية إلى أنها عادة ما تقصد البريد للحصول على المعاش في اليوم الخامس من الشهر إلا أنه بسبب تزامن قدوم عيد الفطر مع بداية الشهر قامت وزارة التضامن بصرف المعاشات اعتبارًا من يوم السبت الأول من يونيو.
مشهد تكرر كثيرا فعلى مقربة من فتحية جلس محمد عاطف فوق إحدى الكراسي البلاستيكية التي وفرها أصحاب المنافذ المختلفة والتي تبيع سلعاَ متعددة والتي تتنوع بين اللحوم والملابس والخضار والفاكهة والمنتشرة داخل أسوار مكتب البريد وتحديداَ في الساحة الخارجية، حيث يقوم صاحب المنفذ برص الكراسي ليستريح فوقها كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين جلسوا إلى جانب بعضهم بدلاَ من الوقوف المرهق في طوابير لا تتحرك.
الرجل الذي جاوز عامه الستين وقف لساعات طويله متكأ على عكازه الخشبي ويزيح عرقه الذي أخذ يتصبب بغزارة من جبينة بمنديل ورقي إلا إنه لم يتحمل الانتظار من العاشرة صباحاَ وحتى الحادية عشر والنصف ظهراَ، يقول عاطف إنه منذ أن تعطلت بطاقة الفيزا الخاصة به أصبح عليه المجئ بنفسه بداية كل شهر لاستلام معاشه.
ويتابع: "لما كانت البطاقة شغالة كان ابني الكبير هو اللي بيروح يصرف وبيرحمني من المشوار ده وعشان أطلع فيزا تانيه هاخد وقت كبير فقلت آجي البريد و استلمه أنا بقى وأمري لله واعمل الفيزا بعد العيد".
صرخات الأطفال المحمولين فوق أكتاف وأعناق أمهاتهن كانت حاضره بسبب الازدحام الشديد ودرجة الحرارة المرتفعة، فهذه سيدة تشير ملامحها أنها في بداية الثلاثينيات لجأت إلى نثر بعض قطرات المياه الباردة فوق وجه رضيعها الذي لم يتجاوز التسعة أشهر ولم يكف عن البكاء منذ دخول السيدة لمكتب البريد وانتظار دورها قبل ساعة كاملة، إلا إنها كانت أوفر حظاَ من غيرها على حد قولها: "آه بقالي ساعة واقفة في الشمس بس غيري بقالهم أكتر من ساعة ونص وفي ناس بقالها ساعتين واقفة"، تقبض السيدة بيدها فوق جنيهات المعاش وتقوم بعدّها قبل أن تخبأها في محفظتها وتغادر المكان سريعاَ وعلى وجهها علامات السعادة.