أفريقيا ياعالم.. السودان: المشروب المفضل «حلو مُر»

أفريقيا ياعالم.. السودان: المشروب المفضل «حلو مُر»
قبل قدوم شهر رمضان بأسبوعين تستعد ربات البيوت فى السودان لتحضير مشروب «الآبرى» أو «الحلو مُر»، الذى يحتاج لوقت كافٍ لتجهيزه، ويعد من أشهر المشروبات الرئيسية على مائدة إفطار رمضان، بجانب مشروب القنقليز وهو من شجرة فى السودان تُعرف باسم النبلدى وهو المشروب الثانى، يليه الكركديه والعرديب وهو مشروب مفضل فى السودان أيضاً يُعرف لدى المصريين بالتمر الهندى، إضافة إلى جميع الأنواع الأخرى من العصائر، كالمانجو والجوافة والبرتقال والليمون.
لا تخلو مائدة الإفطار السودانية أيضاً من العصيدة بمختلف أشكالها وأنواعها، وهى الأكلة الأشهر على الإطلاق فى السودان، وتصنع من الدقيق بأنواعه المختلفة، الفينيو ويعرف باسم «سيجا»، و«الدُّخن» من الذرة وغيرها وتؤكل مع أنواع المُلاح، فهناك ملاح التقلية والمفروك وهو عبارة عن خضار طبيعى كالبامية والملوخية، ومُلاح المرس والكوميو تعد من الأنواع المحببة لدى الشعب السودانى، وملاح نعيمة الروب ويأخذ اللون الأصفر، وملاح الروب الأبيض ويؤكل أيضاً بالعصيدة.
يحكى عادل إبراهيم، من السودان، أن هذه الأنواع أعلاه من الملاحات تؤكل فى شهر رمضان ومحببة لدى السودانيين ويعرفها بعض المصريين الذين عاشوا لفترة طويلة فى السودان وأصبحوا يفضلونها، إضافة إلى ذلك هناك العديد من المأكولات المفضلة لدى السودانيين فى شهر رمضان، وتصنع من الدقيق وتعرف بـ«القراصة» وهى أقل مكاناً من العصيدة فى هذا الشهر المبارك، ويحبها أهل الشمال والوسط كثيراً وتؤكل بالمفروك بالبامية والملوخية، إضافة إلى ذلك هناك مجموعة من الأطعمة معروفة مثل الكفتة والفراخ واللحمة والفول المصرى بالحمص والزيت والجبنة والطعمية.
تعد السودان ثالث دولة أفريقية من حيث المساحة، يعبر نهر النيل أراضيها ويقسمها لنصفين شرقى وغربى، عاصمتها أكبر مدنها وهى الخرطوم، تعتبر دولة متوسطة فى منطقة حوض النيل، حدودها تشترك مع 6 دول، متنوعة المناخ، بها 15 ولاية تقريباً، إضافة إلى أن أهل السودان يدينون بالعديد من الديانات، فمنهم من يدين بالمسيحية وهى متعددة الطوائف، لكن الغالبية العظمى تتبع الديانة الإسلامية، فمنهم من يتبع المذهب السنى ومنهم الصوفى بأنواعه المختلفة. ويقول «عادل»، إن الشعب السودانى يستقبل رمضان كجميع المسلمين فى مختلف دول العالم بالفرحة والاحتفالات، باعتباره شهر الخير والبركة وشهر القيام والتهجد، لكن ما يميزه عن بقية دول العالم فى استقبال الشهر المبارك هى بعض الأشياء التى يفعلونها، لعل أهمها الإفطار الجماعى لكل حارة، خاصة فى المناطق الريفية، فلا توجد أسرة تفطر بمفردها طوال الشهر الكريم، الجميع يخرج لعمل مائدة جماعية تضم جميع الأهل والجيران وعابرى السبيل لتقاسم الإفطار معاً، وكذلك الصلاة والصدقات وأعمال الخير بمختلف أنواعها.